السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تخرج من المنزل .. لتجوب مراكز التسوّق .. والمجمّعات التجارية ..
لاتحمل في يديها سوى هاتفها النقّال الصغير ..
لاحقيبة ..
لامال ..
لابطاقة للصرّاف الآلي !!
من مركز لآخر ,,
ومن متجر لغيره ..
لا لتكتشف آخر صيحات الموضة ..
أو لتختار قطعة مميزة
من بين أكوام الملابس ..
ذات مـــرة .. تقدّمت إلي قائلة :
( انتبهي .. حقيبتك مفتوحة , أغلقيها لئلا يسرق أحد نقودك ) ..
ثم توجهت إلى أخرى :
( هداك الله .. بنطالك يظهر بوضوح جهة أسفل العباءة )
وأخرى :
( عباءتك ضيقة قليلا يا أختاه .. إن في ذلك فتنة ..... )
و ..
( استري وجهك يا أخت ستره الله عن النار .... )
( لا تضعي مساحيق التجميل على وجهك أثناء التسوق )
( لا تستخدمي العطور يا أخت هداك الله )
نوعاً مـــــا .. تصرفاتها كانت غريبة .. نعم غريبة !
أقصد .. ( دعـــــوتها ) ..
أنا شخصياً .. شكرتها
أتدرون ماتلقّت من ردود ؟
الأولى تحدّث أختها : وش دخلها هذي بعد ؟
الثانية : أستغفر الله لقافة !
الثالثة : طيب بس وخّري يالمطوّعة .
الرابعة : أنتِ تشحذين ولا إيش تبغين بالضبط ؟
وغيرها من الردود المؤلمة الجارحة ..
هذا حصل في ( محل) واحد فقط !!
رميت مابيدي وأخذت أتبعها وأراقبها طوال فترة وجودها في المحل ..
لم تكن تتألم لتلك الردود .. ولم تتأثر حتى !!
عندما عدت الى المنزل .. أخذت أحاول ( تقليدها ) !!
اتصلت بصديقتي .. فاقترحت عليها بأن تجعل نغمة جهازها النقال ..
أنشودة أو مقطع صوتي .. عوضاً عن الأغنية التي يرن عليها هاتفها الآن ..
مالضير في ذلك ؟ فأنا وبضع أشخاص آخرين نفعل ذلك ..
ضحكت هي بعد هذه الجمله قائلة ( نبضة أنتِ حاطة نغمة جوالك أنشودة ؟ )
ماصدّق ..
سمّعيني إياها ..
أسمعتها أياها وكانت ( طويل الشوق ) للمنشد أحمد أبو خاطر ..
ردّت قائلة : ما توقّعتك كذا , استغفر الله , هالأيام الأغاني
هي الدارجة بنغمات الموبايل .. لاتصيرين متخلّفة ..
أنهيت مكالمتي معها بعد مناقشة طويلة ..
ولكني أخذت أتساءل بعدها .. من الصواب أنا .. أم هي ؟
بالرغم من أن إحساسي بالسعادة الغامرة وقت انتقادها لي
أكد لي بأنني على حق ..
وأكّد لي بأن من تكون الدعوة منهاجه .. ومن يفعل فعلاً صدر
عنه برضى منه وقناعة .. حتى لو انتقده من حوله وهمّشوه ..
وحاولوا منعه من فعل ذلك .. قد وجد السعادة الحقيقية .
والآن .. أصدّق العبارة ( أجمل شعور .. هو الإحساس بأنك قد قمت
بفعل الخطوة الصحيحة ,, حتى لو عاداك العالم أجمع ) ..
القـــلم الوردي
الروابط المفضلة