الكاتب محمد خليفة من الامارات العربية المتحدة كتب يقول:
<< نشر موقع إلكتروني صيني تقريراً بعنوان "موت العرب" والتقرير ينتقد ما أسماه تخاذل القادة العرب ولاسيما في القمم العربية ، حيث أوضح أن القادة العرب الذين اجتمعوا في الجزائر خذلوا وأحرجوا الشعوب العربية ، وخاصة الشعبين الفلسطيني والعراقي ، وقد تغيب عن هذه القمة تسعة من القادة العرب .
ويقول التقرير ، إن تاريخ القمم العربية هو تاريخ من الفشل المتواصل ، ففي كل قمة عربية تحدث خلافات ، كما أن التوصيات الصادرة عن القمم العربية لا يتم تنفيذها .
وقد طرح القادة العرب خلال قمة بيروت عام 2002 مبادرة للسلام مع إسرائيل تقوم على أساس "مبدأ الأرض مقابل السلام" لكن لم يستطع العرب إلى الآن فعل أي شيء لتحقيق السلام ، أو لإجبار إسرائيل على وقف الأعمال الاستفزازية ضد الشعب الفلسطيني .
لكن وعلى الرغم من كل ما يقال هنا وهناك عن الواقع العربي الراهن من حيث الضعف والانهزام ، إلا أن العرب استطاعوا أن يواصلوا عقد قممهم الدورية ، وهذا لوحده يكفي لكي يعلم العالم أجمع أن هذه الأمة لم تمت بعد . فلا شك أن الواقع العالمي ليس في صالح العرب ولا في صالح المسلمين ، فجميع الشعوب العربية والإسلامية ضعيفة وفقيرة ، بينما تتركّز القوة والغنى في الغرب .
وهناك تاريخ طويل من العداء بين الشرق المسلم والغرب المسيحي ، وهذا العداء يبدأ من لحظة انطلاق الإسلام في القرن السادس الميلادي ، وهو ما زال مستمراً إلى الآن ، ويحاول السياسيون سواء من الغرب أو من العالم الإسلامي القول بأن العلاقة بين الشرق والغرب هي علاقة ودّ واحترام متبادل . لكن هذا القول لا يثبت أمام حقائق الواقع ، فكل شي في الواقع العربي الحالي يؤكد على أن الغرب هو وراء كل المصائب والآلام التي يعاني منها العرب والمسلمون . وهذا يعني أن العداء بين الجانبين مستحكم ولن ينتهي إلا باختفاء أحد الطرفين .
فالأوروبيون اليوم ينتقمون من هزيمتهم أمام العرب والمسلمين إبان الحروب الصليبية /1095 ـ 1300/ للميلاد، وما كان لهم أن ينتقموا لولا الضعف الذي اعترى العرب بعد الغزو المغولي لعاصمة الخلافة بغداد عام 1258، وما أعقب ذلك من حالة فوضى كبيرة عمّت أرجاء العالم العربي والإسلامي .
وعندما ضعف العرب ضعف المسلمون في كل مكان من آسيا وأفريقيا ، لأن العرب هم أساس قوة المسلمين ، ويعلم الغربيون أن عودة القوة إلى العرب تعني عودة الإسلام كي يكون قوة عالمية .
ولذلك فهم يفعلون كل ما بوسعهم من أجل أن يبقى العرب متفرقين ومهزومين حتى يبقى العالم الإسلامي ضعيفاً ومهزوماً . وتتوالى المخططات الغربية لضرب هذه الأمة ، وآخر هذه المخططات هو مشروع ما يسمى /الشرق الأوسط الكبير/ الذي توافقت الولايات المتحدة وأوروبا عليه . وهذا المخطط يسعى في الظاهر إلى نشر ما يسمى "الحرية والديمقراطية" في العالم العربي الإسلامي . ولكنه في الحقيقة يسعى إلى فرض هيمنة أمريكية ـ غربية دائمة على العرب والمسلمين ، وطبعاً لا يوجد متسع أمام العرب لرفض هذا المشروع ، لأن الدولة التي تعترض عليه ستلقى العقاب المباشر .
وقد شاهد العالم أجمع كيف قامت الولايات المتحدة والغرب بتدمير العراق وقتل أكثر من مئة ألف نسمة من شعبه بدعوى "تحرير الشعب العراقي" وما زال القتل مستمراً في العراق إلى الآن ، ولذلك فإن المتاح أمام العرب الآن هو المناورة فقط. والمناورة تكون من خلال الانحناء أمام عاصفة الغرب ، والقبول بالمطالب الأمريكية ـ الغربية ، مع السعي إلى تحسين الأوضاع العربية ورفع مستوى حياة المجتمعات العربية والإسلامية والعمل على امتلاك القوة ما أمكن ذلك ، والانتظار حتى تحين ساعة المواجهة مع الغرب التي هي قادمة لا محالة .sid sid sid
لكن إلى أن يجيء ذلك اليوم ، فإن العرب سيظلون خاضعين لمعادلة دولية مفروضة عليهم ولا يستطيعون تغييرها ، فهم يتألمون لما يجري لإخوانهم في فلسطين والعراق ، ولكنهم لا يستطيعون إعلان الحرب ضد إسرائيل أو ضد الولايات المتحدة لأن هذا شيء فوق طاقتهم وفوق احتمالهم ، وذلك بسب وجود تلك المعادلة الدولية . وإزاء هذا الواقع العالمي المنحاز ضد هذه الأمة ، فإنه ليس مطلوباً من العرب سوى الاستمرار في عقد القمم الدورية من أجل أن تبقى هذه الأمة حيّة وموجودة ، وليس مطلوباً منهم سوى المزيد من التضامن بين بعضهم البعض ولو كان ذلك في الخفاء>>
الى هنا انتهى الكلام
وتعليقي هو... ان كان هذا رأي الصينين فينا فما رأينا نحن كعرب فيما يحدث.....
الروابط المفضلة