زوجتي ليلى المحترمة ..!!
وجدت رسالتك في حقيبتي وقرأتها بكل ترو وتمهل , أعدت قراءتها مرا ت ومرات أبحث بين سطورها عن أشياء يهمني أن أعرفها أكثر أتعرف إليها عن كثب .
ليلى لقد سمعت الكثير عنك قبل الزواج .. قالت لي أختي إنك من ذوات الذوق في ترتيب المنزل وإعداد الأطعمة وتذكر لي أنها شربت فنجان قهوة حضرته ببيدك أعجبها طعمه جدا . وما فتئت تتحدث عن حيويتك ونشاطك وحبك للثقافة والعلوم والإطلاع على كل ما هو مفيد , أما زوجة أخي فقد ذكرتك بكل ما يسر الخاطب أن يسمع عن خطيبته ويبدو أنني ممن ينطبق عليهم قول الشاعر بشار : ( والأذن تعشق قبل العين أحيانا ) . صحيح أن ثلاثة أشهر فقط مرت على زواجنا ولكنني ما لمست في تلك المدة إلا الشئ البسيط جدا من الصفات الحميدة والخصال الجيدة التي كنت أسمع عنها , أخرج من المنزل صباحا إلي العمل وأنت نائمة ولا يزعجني ذلك فأنت حامل .
وأعود من الدوام لأجدك لم تشبعي نوما بعد " وما يزيد الطين بلة " أنك تعترفين بأشياء أنا ما عرفتها عنك . كيف لي أن أعتمد على الخادمة في كل شئ اسمحي لي أن ارفض ذلك . سأرفض تدخل الخادمة في حياتي الشخصية , فأفضل أن أحضر القهوة بنفسي من دون استعانة بالخادمة , وأتناول الإفطار مع والدتي ولا أرى الخادمة رائحة غادية أمامي . ليس بالضرورة أن تشربي القهوة معي , المهم أن تستيقظي لأراك مهتمة بي تحضرين لي الإفطار , وليس ضروريا أن تأكلي معي يكفي أنني أحس بوجودك معي تراقبين ملابسي وتلقين النظرة الأخيرة على هندامي قبل أن أخرج إلى العمل . أولست زوجتي ؟
إن أناقتي وحسن مظهري من أناقتك وذوقك .
ليلى من منا ولد وهو يجيد الطبخ والكي وإدارة أمور المنزل وتعقب أمور الشريك ؟ ولكننا لدينا القابلية لتعلم ذلك كله , لقد بحثت بين السطور عن كلمة واحدة تشير إلى أنك على استعداد لتعلم ما تجهلينه فلم أجد . إن اعتماد بيت والدك على المطعم ليس مبررا لأن يعتمد بيتي على وجبات المطاعم السريعة والمعدة في ظروف وشروط لا يعلمها إلا الله . فانا أريدك أن تتعلمي أو على الأقل أن تبدي رغبة في التعلم . إن اهتمامك بهندامك وشخصيتك أمر محبب بالنسبة لي ولكن لا يجب أن يكون ذلك على حساب حاجات البيت , وأنا لست من الرجال الذين ينطبق عليهم المثل القائل " الطريق إلى قلب الرجل معدته " ولكن على الأقل عليك أن تتعلمي إعداد الوجبات الخفيفة , واطلبي مشورة والدتي ومساعدتها فهي لن تبخل عليك بالمساعدة , وهي بالتأكيد لا تريد أن تبدأ بذلك لأنها لا تفضل التدخل بحياتنا الشخصية .
إن تناسق البيت وترتيبه وإرضاء الزوج والقيام بخدمته , أهم بكثير من تناسق ألوان الحقيبة والحذاء , وإن إيقاظي لصلاة الفجر وأن نصليها جماعة أهم ألف مرة من تطابق ألوان الملابس مع لون المكياج الذي تضعينه , وإن الحوار بيننا أكثر فائدة من إسداء المشورة للصديقات واختيار ملابسهن .
ليلى نحن في بداية الطريق وأرجو أن تسمعي وتفهمي فأنا مستعد أن أعيد مرارا أنني مستعد دوما لمساعدتك وتعليمك ...
قيس
منقول من مجلة الفرحة
الروابط المفضلة