بسم الله الرحمن الرحيم
إلى : الولبد بن طلال بن عبدالعزيز
الســلام عليكم ورحمة الله
إن المال نعمةٌ عظيمة من نعم الله يمن بها على من يشاء من عباده امتحاناً وابتلاءً ، فمن الناس من يوفقه الله لشكر تلك النعمة فينفق مما آتاه الله سراً وجهراً في سبيل مرضاة ربه ، وطلباً لعظيم الأجر والثواب .
ومن الناس من يغتر بنعمة الله ، ويسئ استخدامها فيما يُسخط ربه ، فيأخذه الله أخذ عزيزٍ مقتدر.
لقد حكى لنا القرآن الكريم قصةً عظيمةً بيَّنت لنا كيف أصاب الغرورُ قارون ، وادعى أنه إنما أوتي المال على علمٍ عنده ، ونسي قدرة الله عليه وأن الله قد أهلك من القرون من قبله من كانوا أشدَّ قوةً منه ، مفاتيحُ كنوزه كانت تنوء بالعصبة أولي القوة ، يمشي متبختراً متكبراً في زينته ، يعظه الصالحون من قومه فلا يتعظ ، فكانت عاقبته وخيمة ونهايته مأساوية إذ خسف الله به وبداره الأرض .
أيها الأمير :
لست صغيراً جاهلاً فنعذرك في أفعال السوء التي تُجاهر بها ، ولا نعذر أسرتك التي يُفترض فيها أن تأخذ على يديك ، ولا نعذر حكومة خادم الحرمين في صمتها الذي يعبر عن رضاها على أفعالك المفسدة .
ذهبت إلى المنحل المنحرف الماجن الكافر مايكل جاكسون ، فماذا كنت تريد منه ؟
هل كنت تدعوه للإسلام ؟ أم كنت تتمسح به طلباً لبركاته - قذاراته- ؟
ودعمت برامج الفساد في قنوات العهر ، واستخدمت المال الذي أنعم الله به عليك فيما يُسخط ربك
استخدمت مالك لهدم الأخلاق ونشر الرذائل
لم نرك في محافل الخير ومع أهل الخير؟
والخير وأهله والحمد لله في غنى عنك وعن أموالك وأنت في الحقيقة المحتاج لهم
لا نريدك أن تبني مساجد ففي المسلمين بحمد الله من يُسارعون لذلك ابتغاء مرضاة ربهم لا رياءً ولا سمعة ولا طلباً للمديح
ولا نريدك أن تتبرع للفقراء ، فالذي رزقك يرزقهم
ولا نريدك أن تنشئ مشاريع خيرية ، فما زال في الأمة رجالٌ صالحون يفعلون ذلك بصمتٍ
فقط نريد منك أن تكف عن نشر الفواحش عبر قنواتك الفضائية
ونريد أن تكف عن دعم الفجرة والمخنثين
ونريد أن تكف شرك عن بلادنا وعن ديننا وعن بيوتنا المسلمة
لا تظنن أننا نترجاك لتفعل ذلك
فالله مولانا والمفسدون لا مولى لهم
إننا لا نترجاك ولكننا نحذرك
نحذرك من دعوات الصالحين
نحذرك من عقوبة رب العالمين
نحذرك أن يصيبك ما أصاب قارون
اتق الله ودع عنك ما تفعله من نشر الفواحش ودعم أهلها
إنك لستَ صغيراً فنعذرك
ولستَ جاهلاً فنطلب من يعلمك
إن أخاك خالداً رجلٌ صالحٌ فاستمع لنصحه
وإن جدك عبدالعزيز مؤسس هذه الدولة كان رجلاً تقياً يخاف الله ولو كان حياً ورأى ما تفعله في البلاد لعزرك
وإن من أسرة آل سعود من يقومون بأعمال خيرٍ جليلة فلا تُحبطها بما تقوم به من أفعال معاكسة
لا شك عندي بأنك تُعاني من وحشة الذنوب و لا شك بأن أفعالك تنم عن فراغ وقلق وهربٍ متواصل لكنك لم تعرف طريق الراحة بعد ! أتدري لماذا ؟
لأنك أسيرٌ لأصحاب السوء وحاشيةٍ من الفُسَّاق وإلا لكنت أفقت من غيبوبة جهلك
فاستبدل من حولك من حاشية السوء وابصق عليهم ولا تبق بقربك أحداً منهم فإنهم لا يحبونك بل يحبون مالك
إنهم عبيدٌ للمال ، فتدفعهم عبوديتهم ليرضوك وإن أسخطوا خالقهم
فالذين يسكتون عن تدهورك ليسوا أبداً ناصحين لك وإن كانوا من أسرتك وأهلك
والذين لم ينبهوك لعظيم الخطر الذي أنت مقدمٌ عليه لا يستحقون أن تتمسك بهم ولا بصحبتهم
هاجر عنهم إلى الله ورسوله وابحث عن أهل الخير الذين يدلونك على طريق الهداية والراحة والسكينة
ابحث عمن يستنقذك من أوحال المفسدين
ابحث عمن يرشدك إلى ما فيه الخير لك في دنياك وآخرتك
قال الله تعالى :
{أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ }الحديد16
منقوول
الروابط المفضلة