كثيراً ما يحب الإنسان أن يبدأ صفحة جديدة في حياته.. ولكنه يقرن هذه البداية المرغوبة بموعد مع الأقدار المجهولة.. كتحسن في حالته.. أو تحول في مكانته.. وقد يقرنها بموسم معين.. أو مناسبة خاصة.. كغرة عام مثلاً.. وهو في هذا التسويق يشعر بأن رافداً من روافد القوة المرموقة قد يجيء مع هذا الموعد.. فينشطه بعد خمول.. ويمنيه بعد يأس...

وهذا وهم.. فإن تجدد الحياة ينبع قبل كل شيء من ( داخل النفس)....

لا تعلق بناء حياتك على أمنية يلدها الغيب.. فإن هذا الإرجاء لن يعود عليك بخير...

الحاضر القريب الماثل بين يديك.. ونفسك هذه التي بين جنبيك.. والظروف الباسمة أو الكالحة التي تلتف حواليك.. هي وحدها الدعائم التي يتمخض عنها مستقبلك.. فلا مكان لإبطاء أو انتظار...

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل)...

ثم إن كل تأخير لمنهاج تجدد به حياتك.. وتصلح به أعمالك.. لا يعني إلا إطالة الفترة التي تبغي الخلاص منها.. وبقاؤك مهزوماً أمام نوازع الهوى والتفريط.. بل قد يكون ذلك طريقاً إلى انحدار أشد... وهنا الطااااامة!!!!..



عيون الندى