انتقلت منتديات لكِ النسائية إلى هذا الرابط:
منتديات لكِ النسائية
هذا المنتدى للقراءة فقط.


للبحث في شبكة لكِ النسائية:
عرض النتائج 1 الى 10 من 10

الموضوع: من حولنا .. يحتاجوننا ..وعفتهم تمنعهم ..وكرامتهم تأبى السؤال ..فواجبنا الأحساس بهم

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Oct 2004
    الموقع
    أرض الله
    الردود
    2,740
    الجنس

    من حولنا .. يحتاجوننا ..وعفتهم تمنعهم ..وكرامتهم تأبى السؤال ..فواجبنا الأحساس بهم

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    إخوتي الأعزاء .. أخواتي الفاضلات

    سأختصر ..
    بشر من حولنا ..
    مزقتهم صروف الدهر ..
    والذل والقهر ..
    ولم يبقى لهم من هذه الحياة إلا ...
    الشرف والكرامة

    فالجوع والبرد والحرمان
    +
    الكرامة والتعفف
    =
    معادلة صعبة

    فلما لا نحاول أن نكون أسبابا لحل رموز هذه المعادلات الصعبة ..وأيضا المحاولات من جانبنا لاتعتبر ترفا بل واجب يملأه علينا ديننا وفطرتنا
    إذا
    الأرامل وأبنائهن ... الأيتام ..العجزة ... المعاقون ...
    كفيفي البصر ...
    ذوي العاهات المستديمة ..
    الفقراء المساكين ...
    عابري السبيل ..الطلاب ... المهاجرون ... المطلقات ... أبناء الأسرى ...
    أبناء السجناء
    الأحداث ..المنحرفون كبارا صغارا

    لكل فئة من هولاء حاجات وإحتياجات

    فتتباين الحاجة حسب الظرف الذي يأسر كل فئة من هذه الفئات

    فتكمن حاجاتهم في ...
    المال ...العطف ... الحنان ... الإحتواء ...
    تيسير السبل ...المعاونة ...
    البحث لهم عن مصادر دخل مشروع

    نهاية سبل المعاونة لاتعد ولا تحصى
    الأهم يجب أن يكون إخوتنا ببالنا دائما ... فلنبادر جميعا للمعاونة

    فقليل من هنا..وقليل من هناك..
    يصبح كثير ...

    دمتم في خير

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jun 2005
    الموقع
    حيث أكون إنسان’’’
    الردود
    159
    الجنس
    جزاك الله خيرا

    وبالفعل فهم بحاجة لنا..

    لعطفنا

    لحبنا

    لقلبنا

    لودنا

    لدعواتنا

    بارك الله فيك على الموضوع

    الرائع..

    ولا حرمك الله الأجر..

    بسمة الفجر

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Oct 2004
    الموقع
    أرض الله
    الردود
    2,740
    الجنس
    تعقيب كتبت بواسطة بسمة الفجر
    جزاك الله خيرا



    وبالفعل فهم بحاجة لنا..

    لعطفنا

    لحبنا

    لقلبنا

    لودنا

    لدعواتنا

    بارك الله فيك على الموضوع

    الرائع..

    ولا حرمك الله الأجر..

    بسمة الفجر




    الســــــــيدة
    الفاضلة
    بســـمة الفجـــر
    ردة فعلك وتجاوبك



    بالرغم
    من محدودية الكلمات
    إلا أن بهما
    عمق

    إنساني
    عمـــــــــــــيق وغــــــــــــزير

    أشكر لك مداخلتك الراقية ذات الحس الانساني
    أخيك
    آخر مرة عدل بواسطة الدهليز : 11-07-2005 في 04:13 PM

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Sep 2003
    الموقع
    ملك القلوب !
    الردود
    2,371
    الجنس
    امرأة
    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

    هؤلاء في نظري هم أولى بالمساعدة من الفقير والمسكين الذي يسأل الناس

    لنحاول ولو لمرة أن نضع أنفسنا في مكانهم

    ولنجرب كيف ستسمح لنا كرامتنا بسؤال الناس؟؟

    سيكون الجواب صعبا بالتأكيد ولذلك فمن الجميل أن تشعر باحتياجات الاخرين دون أن يحدثوك عنها

    (والذين في أموالهم حق معلوم)

    فهل أدينا حق من عفت نفسه وسمت به كبريائه؟؟!!

    وفقك الله أخي الكريم وسدد على دروب الحق خطاك..
    حنين في خواطرنا..يسوق جراحنا دمعاً..تفيض به مآقينا..حنين لم يزل طفلاً..برغم تعاقب الأيام..يرضع من أمانينا..رحلنا لم نكن ندري..بأن البعد يؤلما..وأن جراحنا ستطووووووول..من ذا كان يعلمنا؟..هي الأقدار!.آمنا بخالقنا..تقربنا وتبعدنا..فنغدو بعدها ننسعى..وعند الله نجتمع.
    إلى كل أحبتي في / لكِ

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Oct 2004
    الموقع
    أرض الله
    الردود
    2,740
    الجنس
    تعقيب كتبت بواسطة ألق الفجر



    هؤلاء في نظري هم أولى بالمساعدة من الفقير والمسكين الذي يسأل الناس



    من الجميل أن تشعر باحتياجات الاخرين دون أن يحدثوك عنها

    (والذين في أموالهم حق معلوم)

    فهل أدينا حق من عفت نفسه وسمت به كبريائه؟؟!!

    السيدة الفاضلة
    ألق الفجر
    لو كلا منا قام بواجبه كما تكرمتي
    لما طفت الفروقات المعيشية والتي في الاساس امرنا بها رب العزة والجلال بأن نتكافل بها

    فبالله كيف نأكل اطايب الطعام وجيراننا يتظورون جوعا
    كيف يلبس أطفالنا الملابس الفاخرة وابن الجار يكتسي رثها

    إن ما يدمي القلوب حقا ..هي نظرات الحرمان
    في عيون الأطفال
    واللذين عصفت بذويهم عواصف ونائبات الدهر

    وإن الذي يدمي القلب ايضا تلك الأرامل اللاتي يكابدن الزمن بلا سند إلا رحمة الله

    فواجبنا لرضى الله الإحساس بهؤلاء
    والأعراف الإجتماعية والقيم والمثل العلياء تحثنا
    للإحساس بهؤلاء

    شكرا لمداخلتك السيدة الفاضلة
    الق الفجر
    وهذه دعوة لمن تابع هذا الموضوع ومر من هنا
    أن الإحساس بهؤلاء قمة العطاء
    شكرا للجميع

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Sep 2003
    الموقع
    ملك القلوب !
    الردود
    2,371
    الجنس
    امرأة
    المشكلة أن البعض يرى ان (بقايا طعامه) و ( رديئ الملابس) و (حفنة نقود) تفي بالغرض ويشعر بعدها بأنه من عليهم بهذا المال الذي هو في الأساس مال الله

    لنفهم جميعاً أننا لا نتكرم عليهم ولا نتفضل بشيئ ..بل هذا واجبنا نحوهم ولهم من مالنا نصيب!

    ولنتذكر أنه كما تدين تدان وقد يأتي اليوم الذي تترقرق فيه عيون أطفالنا بدموع اليتم والحاجة والفقر

    فهل سنرضى لهم الذل والهوان؟؟

    بورك فيك أخي الكرم
    حنين في خواطرنا..يسوق جراحنا دمعاً..تفيض به مآقينا..حنين لم يزل طفلاً..برغم تعاقب الأيام..يرضع من أمانينا..رحلنا لم نكن ندري..بأن البعد يؤلما..وأن جراحنا ستطووووووول..من ذا كان يعلمنا؟..هي الأقدار!.آمنا بخالقنا..تقربنا وتبعدنا..فنغدو بعدها ننسعى..وعند الله نجتمع.
    إلى كل أحبتي في / لكِ

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Oct 2004
    الموقع
    أرض الله
    الردود
    2,740
    الجنس


    السيدة ألق الفجر

    كما ذكرتي بأن التكافل واجب وليس منة
    فقمت بالبحث عن التكافل
    ووجدت موضوع في موقع الإسلام اليوم
    موضوع يتناول التكافل من خلال عدة محاور

    مفهوم و نطاق التكافل الاجتماعي

    مجال التكافل الاجتماعي

    مظاهر التكافل الاجتماعي

    وسائل الإسلام في تحقيق التكافل




    مفهوم و نطاق التكافل الاجتماعي


    يقصد بالتكافل الاجتماعي : أن يكون أفراد المجتمع مشاركين في المحافظة على المصالح العامة والخاصة ودفع المفاسد والأضرار المادية والمعنوية بحيث يشعر كل فرد فيه أنه إلى جانب الحقوق التي له أن عليه واجبات للآخرين وخاصة الذين ليس باستطاعتهم أن يحققوا حاجاتهم الخاصة وذلك بإيصال المنافع إليهم ودفع الأضرار عنهم

    نطاق التكافل الاجتماعي:
    إن المجتمع المسلم هو الذي يطبق فيه الإسلام عقيدة وعبادة وشريعة ونظاما وخلقا وسلوكا وفقا لما جاء به الكتاب والسنة واقتداء بالصورة التي طبق بها الإسلام في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين من بعده .
    وعندما يلتزم المجتمع بهذه القاعدة يجد التكامل الاجتماعي مكانه بارزا في المجتمع بحيث تتحقق فيه جميع مضامينه , ذلك أن الإسلام قد أهتم ببناء المجتمع المتكامل وحشد في سبيل ذلك جملة من النصوص والأحكام لإخراج الصورة التي وصف بها الرسول صلى الله عليه وسلم ذلك المجتمع بقوله : ( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر ) لذا فإن التكافل الاجتماعي في الإسلام ليس مقصودا على النفع المادي وإن كان ذلك ركن أساسي فيه بل يتجاوزه إلى جميع حاجات المجتمع أفرادا وجماعات, مادية كانت تلك الحاجة أو معنوية أو فكرية على أوسع مدى لهذه المفاهيم , فهي بذلك تتضمن جميع الحقوق الأساسية للأفراد والجماعات داخل الأمة .
    والتكافل الاجتماعي في الإسلام ليس معنيا به المسلمين المنتمين إلى الأمة المسلمة فقط بل يشمل كل بني الإنسان على اختلاف مللهم واعتقاداتهم داخل ذلك المجتمع كما قال الله تعالى: (( لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم )). ذلك أن أساس التكافل هو كرامة الإنسان حيث قال الله تعالى: (( ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا ))




    مجال التكافل الاجتماعي





    إن التكافل الاجتماعي في الإسلام يعد غاية أساسية تتسع دائرته حتى تشمل جميع البشر مؤمنهم وكافرهم فقد قال الله تعالى : (( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم )). والتكافل يتدرج ليشمل الإنسانية جمعاء حيث يبدءالإنسان المسلم بدائرته الذاتية ثم دائرته الأسرية ثم محيطه الاجتماعي ثم إلى تكافل المجتمعات المختلفة .

    التكافل بين المرء وذاته:
    الإنسان مسؤول عن نفسه أولا فهو مسؤول عن تزكيتها وتهذيبها وإصلاحها ودفعها إلى الخير وحجزها عن الشر . قال الله تعالى : (( ونفس وما سوها فألهمها فجورها وتقواها قد أفلح من زكّاها وقد خاب من دسّاها )) كما أنه مسؤول عن حفظها ورعاية صحتها وتمتعها في حدود المباح . قال الله تعالى : (( وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك ولا تبغ الفساد في الأرض إن الله لا يحب المفسدين ))
    ثم إنه منهي عن إتلاف نفسه وإضعافها وتعذيبها فقد نهى الله تعالي عن الانتحار بقوله: (( ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما)) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من قتل نفسه بحديدة .فحديدته في يده يجأ بها في بطنه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا )
    كما يحرم عليه تعاطي كل ما يؤثر على صحته أو عقله فإن من المقاصد العامة الضرورية للشريعة الإسلامية حفظ النفس والعقل والمال .
    قال الله تعالى في الخمر: (( يا أيها الذين أمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون انما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون))

    التكافل داخل الأسرة :
    لقد أكد الإسلام على التكافل بين أفراد الأسرة وجعله الرباط المحكم الذي يحفظ الأسرة من التفكك والانهيار .
    ويبدأ التكافل في محيط الأسرة من الزوجين بتحمل المسؤولية المشتركة في القيام بواجبات الأسرة ومتطلباتها كل بحسب وظيفته الفطرية التي فطره الله عليها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( الرجل راع في بيته ومسؤول عن رعيته والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها ) .
    ويأتي تقسيم وتوزيع المسؤوليات داخل البيت بين الرجل والمرأة بما يضمن قيام الأسس المادية والمعنوية التي تقوم عليها الأسرة فالله سبحانه وتعالى يخاطب أرباب الأسر رجالا ونساء بقوله : (( يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة ))
    ولا تتم هذه الوقاية إلا بالتبصر بالحق وتعليم العلم النافع والإرشاد إلى أبواب الخير وهذا هو قوام التكافل العلمي والتثقيفي للأسرة ، وهو مسؤولية مشتركة بين الزوجين فكلما وجد أحدهما في الآخر تقاعسا أو تقصيرا نبهه وأرشده إلى الصلاح والإصلاح. قال الله تعالى : (( والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر )) وقد حث الإسلام على تنمية الود والحب الغريزي بين الرجل والمرأة في حياتهم الزوجية فقال تعالى: (( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة ))
    وأرسى لتحقيق ذلك مبادئ وضمانات عديدة منها :
    أ: حفظ الحقوق بين الزوجين :
    قال تعالى : (( ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف ))
    ب: حسن اختيار الزوجة والزوج :
    ذلك أن الأسرة هي الخلية التي ينشأ فيها الأبناء لذا لزم أن تكون هذه الخلية صالحة من أساسها فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( تنكح المرأة لأربع : لمالها ، ولحسبها ، ولجمالها ، ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك )
    وأما فيما يختص باختيار المرأة لزوجها فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير ) وقال الله تعالى : (( ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمنّ ولأمة مؤمنة خير من مشركة ولو أعجبتكم ولا تنكحوا المشركين حتى يؤمنوا ولعبد مؤمن خير من مشرك ولو أعجبكم أولئك يدعون إلى النار والله يدعو إلى الجنة والمغفرة بإذنه ويبن آياته للناس لعلهم يتذكرون ))
    ج: حسن المعاملة بينهما :
    فقد حث الإسلام على المعاملة الحسنة بين الزوجين وثبت ذلك بنصوص الكتاب والسنة ,فقد قال الله تعالى : (( وعاشروهن بالمعروف ))وقال الله تعالى : (( فأمسكوهن بمعروف أو سرحوهن بمعروف )) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا وخياركم خياركم لنسائهم) وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم خير الناس معاشرة لأزواجه وأحسن الناس رفقا بهم.
    وكان يمازحهن ويساعدهن فيي أعمالهن ويسامحهن فيما يبدر منهن من أخطاء وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي )
    د: الإنفاق على الأسرة :
    ذلك أن المال قوام الحياة المادية ، والمرأة داخلة في ولاية زوجها فهو مسؤول عنها بالنفقة ، قال الله تعالى: (( لينفق ذو سعة من سعته ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه الله ،لا يكلف الله نفسا إلا ما آتاها سيجعل الله بعد عسر يسرا )) بل إن الإسلام قد أوجب النفقة للزوجة على الزوج حتى لو كانت مطلقة فإن النفقة والسكن واجبة عليه طول فترة العدة-وهي المدة التي تنتظرها المرأة المطلقة ولا تتزوج من غيره إستبراء للرحم كما أنه يدفع لها ثمن إرضاعها لابنه منها حال طلاقها قال الله تعالى : (( أسكنوهن من حيث سكنتم من وجدكم ولا تضاروهن لتضيقوا عليهن وإن كن أولات حمل فأنفقوا عليهن حتى يضعن حملهن فإن أرضعن لكم فآتوهن أجورهن وأتمروا بينكم بمعروف وإن تعاسرتم فسترضع له أخرى ))
    هـ: الاعتناء بالأولاد رعاية وتربية :
    لقد أكد الإسلام حق الأولاد الصغار في الرعاية والتربية وجعل ذلك أهم واجبات الأبوين فلم يكتف الإسلام بالدافع الفطري لقيام الأبوين بواجبهما بل عزز ذلك بقواعد محددة تضمن للأولاد النشوء في صورة مثلى تكفل لهم حقوقهم كاملة . فمنذ الولادة نص على استكمال الرضاعة قال الله تعالى: (( والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف )) كما جعل له الحق في التربية قال الله تعالى( يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم واهليكم نارا )) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( مروا أولادكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر وفرقوا بينهم في المضاجع )

    التكافل داخل الجماعة :
    لقد أقام الإسلام تكافلا مزدوجا بين الفرد والجماعة فأوجب على كل منهما التزامات تجاه الآخر ومازج بين المصلحة الفردية والمصلحة العامة بحيث يكون تحقيق المصلحة الخاصة مكملا للمصلحة العامة وتحقيق المصلحة العامة متضمنا لمصلحة الفرد فالفرد في المجتمع المسلم مسؤول تضامنيا عن حفظ النظام العام وعن التصرف الذي يمكن أن يسيء إلى المجتمع أو يعطل بعض مصالحه قال الله تعالى : ((والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم )) كما أن الفرد مأمور بإجادة أدائه الاجتماعي بأن يكون وجوده فعالا ومؤثرا في المجتمع الذي يعيش فيه قال الله تعالى: (( وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونواعلى الإثم والعدوان))
    وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا ) وقد بين الرسول صلى الله عليه وسلم حال أفراد المجتمع في تماسكهم وتكافلهم بصورة تمثيلية رائعة حيث قال: ( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاونهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر ) من جانب آخر حقوقه وحرياته الخاصه فان الجماعة أيضا مسؤولة عن حفظ حرمات الفرد وكفالة حقوقه وحرياته الخاصة
    قال الله تعالى : (( يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعد الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا ))
    وقد صور الرسول صلى الله عليه وسلم هذه الصورة التكافلية في مثال رائع بقوله: (مثل القائم على حدود الله أي القائم على حفظ النظام العام للمجتمع وأفراده والواقع فيه كمثل قوم استهموا سفينة فصار بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم ، فقالوا لو أنا خرقنا في نصيبنا هذا خرقا ولم نؤذ من فوقنا ، فإن تركوهم وما أرادوا هلكوا وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعا )
    وأما التكافل بين جميع المجتمعات الإنسانية فهو الذي ترسم ملامحه الآية الكريمة ((يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير )) فهي تعلن مبادئ تكافل دولي بموجبه تنتظم كافة المجتمعات الإنسانية في رباط عالمي هدفه النهائي والحقيقي إقامة مصالح العالمين ودفع المفاسد عنهم وتبا دل المنافع فيما بينهم, مادية ومعنوية ,علمية وثقافية واقتصادية مع الحفاظ على خصوصيات كل مجتمع وكيان دون تهديد لتلك الخصوصيات بما يهدمها أو يلغيها, وأساس ذلك إحساس الجميع بوحدة أصلهم ومنشأهم ومصيرهم .
    وهذا التكافل لا يقف عند تحقيق مصالح الجيل الحاضر بل يتعدى ذلك إلى نظرة شاملة تضع في الاعتبار مصالح أجيال المستقبل, وهو مامن شأنه أن يسهم في حل كثير من الأزمات المعاصرة ويحاصر كثير من الأخطار التي تواجه مستقبل البشرية والتي نشأت من جراء لهاث هذاالجيل وراء مصالحه دون اعتبار للمستقبل البشرى العام, وهي أخطار ومشكلات كثيرة لعل من أخطرها مشكلة البيئة والموارد الطبيعية. قال تعالى : (( ولو لا دفع الله الناس بعضهم بعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا )) .
    ونجد مراعاة هذا التكافل بين الأجيال في سياسة عمر بن الخطاب رضي الله عنه في أرض السواد - الأرض الزراعية الخصبة في العراق - حينما فتحها المسلمون وأراد الجنود أن يقتسموها بينهم شأن بقية الغنائم فرفض هذا الرأي قائلا: ( إني أريد أمرا يسع الناس أولهم و آخرهم) فقرر أن يضرب الخراج على هذه الأرض ويتركها في يد عمال يعملون فيها ويؤدون ضريبة لبيت المال ( الخزينة العامة للدولة )
    وقد استنبط هذا المبدأ من قول الله تعالى في تحديد العلاقة بين أجيال الأمة المسلمة : (( والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا أغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا))وحتى يحمل جيل المستقبل انطباعا جيدا عن جيل الحاضر ويحفظ له مكانته ويستغفر له ويحمل له في قلبه أرق المشاعر. وهكذا ينبغي أن يحس جيل الحاضر بهذه العلاقة المتبادلة وبآثار تصرفاته على من سيأتي بعده فلا ينتهب الموارد ولا يبدد طاقات الحياة التي يمتلكها وحده, وبذلك يضع السماد الطيب في تربة التواصل بين الأجيال فتشق الأمة طريقا بين الماضي والمستقبل موصولة الخطى على أرض صلبة وتراث عريق مقدر .
    وبهذا ترسم صورة إنسانية مثلى للتكافل يحنو فيها الحاضرون على الخالفين وتهفوقلوب الخالفين الى الماضين بالود وتتحرك السنتهم با لاستغفار فيتحقق بذلك التكافل الشامل لأمر الآخرة والأولى لكافة أجيال الأمة .




    مظاهر التكافل الاجتماعي




    من العرض السابق تتجلى الخطوط العامة لهذا التكافل وإذا أردنا أن نتلمس بعض المظاهر التفصيلية لهذا التكافل نجد اهتمام الإسلام بالفئات الاجتماعية الأكثر تضررا والتي هي المستهدفة غالبا بالتكافل الاجتماعي في مفهومه الضيق .

    كفالة كبار السن :
    لقد وجه الإسلام عناية خاصة لكبار السن واعتبرهم مستحقين الشيء الكبير من الرعاية مقابل التضحيات التي قدموها من أجل إسعاد الجيل الذي ربوه ورعوه, والعناية بكبار السن والمسؤولية عنه قد أنيطت في الإسلام بالأبناء أولا ((ووصينا الإنسان بوالديه )) (( وبالوالدين إحسانا )) فمسؤولية الأبناء عن بر الأباء ورعايتهم مسؤولية إلزامية ديانة وقضاء بمعنى أن أوامر الدين توجب على الأولاد وتلزمهم بها فإذا قصروا فيها ألزمهم بها القضاء ولو كان دينهما مختلفا عن الأبناء فإن ذلك لا يسقط حقهم ولا يلغي تلك المسؤولية, قال تعالى: (( ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن وفصاله في عامين أن أشكر لي ولوالديك إلى المصير وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا )) وإذا لم يكن لهم أبناء انتقلت المسؤولية عنهم إلى المجتمع ممثلا في الدولة بصورة إلزامية , كذلك يعزز ذلك ما تزخر به النصوص من ترغيب في الخير وفي الإحسان إلى الآخرين وخاصة العاجزين بما فيهم كبار السن والذي ينشئ في النفس المؤمنة دافعا تلقائيا إلى بذل الخير طواعية في تلك الوجوه. والرعاية لكبار السن لا تقف عند الجانب المادي بل يدخل فيها الجانب النفسي والعاطفي. الذي هم أشد حاجة إليه: (( إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا )) ,( ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا )

    كفالة الصغار والأيتام
    سبق عند الحديث عن التكافل داخل الأسرة أن الإسلام يهتم بالطفولة ويلزم الأباء برعاية الأبناء وتربيتهم حتى بلوغ سن الرشد مع القدرة على استقلالهم بالمسؤولية .
    فإذا فقد هؤلاء الأبناء آباءهم فإن المسؤولية تنتقل بشكل متدرج إلى الأقارب القادرين فإذا إنعدموا قامت على المجتمع بأسره .
    وقد ورد في الحث على كفالة الأيتام والعناية بهم ما يبعث في نفس المؤمن دافعا قويا إلى ذلك , إضافة إلى المسؤولية الواجبة و التي تطالب الدولة , ممثله المجتمع , بالقيام بهذه الكفاله(( فأما اليتيم فلا تقهر وأما السائل فلا تنهر )) (( وبالوالدين إحسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين )), ((وآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين )) (( أ رأيت الذي يكذب بالدين فذلك الذي يدع اليتيم ولا يحض على طعام المسكين )) (( واعلموا أن ما غنمتم من شيء فإن لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين ))
    وإذا تصفحنا تاريخ الإسلام وجدنا أن كثيرا من عباقرة الإسلام والمبدعين على أكثر من صعيد كانوا قد فقدوا آباءهم وهم صغار وما ذلك الا نتاج ملموس للتوجيهات والسياسات الإسلامية في هذا الصدد والتي أصبح المجتمع يقوم بها بشكل طوعي وتلقائي حتى في الأوقات التي تتخلى فيها الدولة عن واجبها فإن هذه العناية لم تغب اذ قام بها المجتمع وأقام لها من المؤسسات الخيرية ما يلبي حاجتها .
    ومن مظاهر العناية التي أولاها الإسلام للأيتام حفظ أموالهم والسعي في تنميتها والابتعاد عن كل تصرف ضار بها(( ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن حتى يبلغ أشده)) (( إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا)),(( وابتلوا اليتامى حتى إذا بلغوا النكاح فإن آنستم منهم رشدا فادفعوا إليهم أموالهم ولا تأكلوها إسرافا وبدارا أن يكبروا)) ,(( وآتوا اليتامى أموالهم ولا تتبدلوا الخبيث بالطيب ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم إنه كان حوبا كبيرا)), كما دعى إلى استثمارها والانفاق عليهم ((ويسألونك عن اليتامى قل إصلاح لهم خير وإن تخالطوهم فإخوانكم والله يعلم المفسد من المصلح)) ((وارزقوهم فيها و أكسوهم وقولوا لهم قولا معروفا))

    كفالة الفقراء والمساكين
    ان النصوص الإسلامية زاخرة بالحض على كفالة الفقراء والمساكين ومشاركتهم آلامهم وتنفيس الكرب عنهم وبذل العون لهم ماديا ومعنويا .
    ان الإسلام في مواجهة المشكلات الاجتماعية يفرض الحد الأدنى لاستقامة الحياة وجريانها على الصلاح ثم يفتح المجال أمام التطوع والإحسان مع الترغيب فيه والحث عليه وبيان ما ينتظر صاحبه من جزاء في الدنيا والآخرة .
    وكما هو شأن الإسلام في مواجهة مشاكل الحياة والاجتماع فاننا نجده يسلك نفس السلوك في مشكلة الفقر ففي الوقت الذي يفتح فيه فرص العمل أمام الجميع ويزيل العقبات والعراقيل أمام الفقراء ليعملوا فانه يفرض على المجتمع المسؤولية الكاملة عن فقرائه الذين لا يجدون عملا أو لا تتسع مواردهم للوفاء بحاجتهم وذلك من خلال فريضة الزكاة التي تتمثل في قيمة 2,5 % من ثروة المجتمع تجنيها الدولة كل سنة لتردها على الفقراء والمساكين وغيرهم من مصارف الزكاة الذين حددهم الله تعالى في القرآن ألكريم بقوله : ((انما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم )) .
    كما يعلن مسؤولية الدولة عن توفير العمل لمن لا يجد عملا وايجاد ميادين العمل وفتح أبوابه أمام العاطلين, بل انه يجعل للإمام في الحالات التي يهدد فيها التوازن الاجتماعي وتميل فيه الكفة نحو احتكار المال في أيد محدودة يجعل له الحق في أن يعيد الأمور إلى نصابها ويتخذ من الإجراءات ما يراه كفيلا بإعادة التوازن إلى المجتمع ,ثم يفتح بعد ذلك الطريق أمام التطوع والإحسان ويحض عليه ابتغاء الدار الآخرة والثواب من الله تعالى: (( ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب )),(( لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون ))((فآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل ذلك خير للذين يريدون وجه الله وأولئك هم المفلحون))

    رعاية حق الجار
    ومن مظاهر التكافل في الإسلام أيضا رعاية حقوق الجوار فقد أكد الإسلام على البر بالجار وصلته وكف الأذى عنه وإيصال الخير إليه.
    قال تعالى: (( وبالوالدين إحسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب )) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره ) وقال : ( والله لا يؤمن والله لا يؤمن .قيل: ومن يا رسول الله ؟ قال : ( الذي لا يؤمن جاره بوائقه) , وحدد حقوق الجار فقال : ( إن مرض عدته وإن أصابه خير هنأته وإن أصابته مصيبة عزيته ولا تستطل عليه بالبنيان فتحجب عنه الريح إلا بإذنه ولا تؤذه بقتار ريح قدرك إلا أن تغرف له منها وإن اشتريت فاكهة فأهد له، فإن لم تفعل فأدخلها سرا ولا يخرج بها ولدك ليغيظ بها ولده )

    حقوق الضيف والغريب
    لقد حض الإسلام على إكرام الضيف وعلى إحسان ضيافته واعتبر إكرام الضيف خلقا كريما يدل على صدق الإيمان وتأصله في النفس , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه ) كما أكد على الإحسان الى الغريب ( ابن السبيل )-وهو الذي انقطعت به السبل ولم يستطع الوصول إلى بلده- وجعل له حقا واجبا في الزكاة (( إنما الصدقات للفقراء والمساكين ....وابن السبيل ))
    </FONT>



    وسائل الإسلام في تحقيق التكافل



    لقد شرع الإسلام من الوسائل والنظم ما يحقق التكافل وبعض هذه الوسائل منوط بالأفراد ، والبعض الآخر منوط بالدولة .

    الوسائل المنوطة بأفراد المجتمع .
    أناط الإسلام بالأفراد عددا من هذه الوسائل وجعل بعضها إلزاميا وترك البعض الآخر للتطوع

    الوسائل الفردية الإلزامية
    ومن الوسائل الإلزامية التي شرعها الإسلام لتحقيق التكافل ما يلي :
    1/ فريضة الزكاة :
    وهي من أهم هذه الوسائل, وهي فريضة إلزامية فرضها الله على المسلم دينا وجعل للدولة الحق في أخذها منه قهرا إذا هو امتنع عن أدائها. وتأتي أهمية الزكاة من حيث شمولها لمعظم أفراد المجتمع ومن حيث أهمية المقدار الذي تمثله من الثروة العامة حيث تمثل 2,5% من مجموع الأموال.
    وهي نسبة كفيلة لو نظمت -بأن تحل كثيرا من المشاكل الاجتماعية الناتجة عن الفقر وأن تسهم في الحد منه, ومن ثم كان لها تأثيرها الحيوي في إشاعة التكافل . هذا فضلا عن آثارها المعنوية حيث تنفي من المجتمع الأحقاد والبغضاء الناتجة عن انقسام الناس إلى مالكين لا يعبأون بغيرهم ومحرومين لا يعبأ بهم .
    2 / الكفارات
    وهي ما فرضه الإسلام على المسلم لارتكابه بعض المحظورات أو تركه بعض الواجبات, ككفارة اليمين إذا حلف المسلم بالله فحنث ، وكفارة الفطر عمدا بدون عذر مقبول شرعا في نهار رمضان وغيرها .وهذه الكفارات في بعض مصارفها إطعام لعدد من المساكين, ومن هنا كانت وسيلة لتحقيق التكافل قال الله تعالى : (( لا يؤاخذكم الله باللغو في إيمانكم ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الإيمان فكفارته إطعام عشرة مساكين من أوسط ما تطعمون به أهليكم أو كسوتهم أو تحرير رقبة فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام ذلك كفارة أيمانكم إذا حلفتم))
    3/ صدقة الفطر
    وهي صدقة يجب إخراجها يوم عيد الفطر بعد شهر رمضان ومقدارها ثلاثة كيلو غرام تقريبا من غالب قوت البلد , وهي واجبة على كل مسلم :الرجل والمرأة ,والصغير والكبير .وهدفها كما قال صلي الله عليه وسلم ( إغنوهم عن السؤال في هذا اليوم)
    4 /إسعاف المحتاج
    حيث يلتزم من علم بأن جاره جائع و لا يجد ما يأكل أن ينقذه إذا كان ذلك في استطاعته يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما آمن بي من بات شبعان وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم به ) ويقول : ( برئت ذمة الله من أهل عرصة بات فيهم جائع ) والإسلام يعطي الحق لمن وصل إلى هذه الدرجة أن يأخذما يدفع عنه الجوع من الآخرين ولو بالقوة إن احتاج الامر لذلك.


    ب/ الوسائل الفردية التطوعية :
    وإذا كان الإسلام قد أرسى وسائل إلزامية للتكافل فإنه أيضا فتح الباب أمام التطوع وذلك من خلال تشريعه لوسائل التكافل الطوعية والتي منها :
    1/ الوقف
    فقد شرع الإسلام الوقف وجعله من أفضل الأعمال وذلك في قوله صلى الله عليه وسلم ( إذا مات الانسان انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له )
    ومعنى الوقف أن يتبرع المسلم بعين تبقى لمدة من الزمن لجهة معينة شريطة عدم التصرف في العين مع الاستفادة من منافعها وغلاتها وذلك كعمارة سكنيه أو استثمارأو أرض زراعية أو غير ذلك.وقد عرف الوقف في التاريخ الإسلامي بكثرته وتنوع مصادره وتعدد أهدافه وجهاته حيث شكل مرفقا حيويا للمجتمع يقوم حتى اليوم بالوظائف العامة والأمن والرعاية الاجتماعية للفئات المحتاجة .
    2/ الوصية :
    وهي أن يوصي الشخص عند موته بنسبة من ماله لشخص معين أو جهة معينة أو جماعة من الناس بأعيانهم أو بأوصافهم أو أي جهة من جهات الخير .
    وقد رغب الإسلام في الوصية، قال الله تعالى : (( كتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت إن ترك خيرا الوصية للوالدين والأقربين بالمعروف )) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن الله تصدق عليكم بثلث أموالكم عند موتكم )
    إلا أن الإسلام وازن بين حقوق الورثة والموصي إليهم حيث منع الوصية بأكثر من الثلث اعتبارا لحق الورثة ومراعاة لظروفهم بعد الميت وقد سأل أحد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو سعد بن أبي وقاص سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ( إني رجل ذو مال ولا يرثني إلا ابنة لي أفأوصي بثلثي مالي ? قال : لا, الثلث والثلث كثير. إنك إن تذر ورثتك أغنياء خير من أن تذرهم عالة يتكففون الناس )
    3/ العارية :
    وهي تمكين الشخص غيره من استخدام وسائله مجانا شريطة أن يردها له. وقد حث الإسلام على هذا الأسلوب من التعاون والتكافل لماله من آثار إيجابية وبناءة في غرس المحبة بين أفراد المجتتمع وفي تقوية العلاقات الاجتماعية وإقامتها على المشاركة والتعاون ، وأنكر على من يمنع هذا الحق ما دام لا يلحق به ضرر وقرنه بالتقصير في الصلاة.
    والصلاة من أهم أركان الإسلام (( فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون الذين هم يراءون ويمنعون الماعون )) والماعون لفظ يطلق على الأدوات والوسائل التي تستخدم في مختلف ألمناشط الحياتيه كالآنيه والآلات اليدويه. وجعل الإسلام في مقابل هذا الحق وجوب الوفاء بالجميل للمعير برد أدواته إليه مع المحافظة عليها وصيانتها من التلف قال الله تعالى : (( إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها )) وقال : (( والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون))
    4/ الهدية والهبة :
    وقد حث الإسلام على تبادل الهدايا ذاكرا دورها في تقوية النسيج الاجتماعي وإشاعة روح الألفة والمودة بين أفراد المجتمع, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( تهادوا تحابوا )

    مسؤولية الدولة
    وإذا كان الإسلام قد أعطى عناية كبيرة لوسائل التكافل الفردية فإنه لم يكتف بها بل أقام إلى جانبها الوسائل العامة التي جعلها من مسؤولية الدولة ومن واجباتها الاجتماعية .
    ومن أهم هذه الوسائل :
    أ/ تأمين موارد المال العام
    وذلك باستثمار المحيط الطبيعي للدولة وما ينطوي عليه من ثروات باستخراج معادن الأرض وكنوز البحار وكافة الثروات التي أودعها الله في الكون واستخلف فيها الإنسان وجعله سلطانا على تسخيرها والانتفاع بها في حياته ليتحقق أقصى حد للرفاهية الاجتماعية الشاملة التي لا تقتصر على فئة دون فئة أو مجال دون آخر .
    ولو أن كل دولة قامت بواجبها في هذا المجال ووزعت نتائج هذه المصادر بالقسط -خدمات عامة وفرص عمل- لأقبلت المجتمعات الإنسانية كلها على نهضة جبارة .
    ب/ إيجاد فرص عمل للقادرين عليه
    وذلك بالبحث عن أفضل الحلول لمواجهة البطالة وبإقامة المشاريع البناءة التي تساهم في النهضة العامة, وتوفر في ذات الوقت فرص العمل للأيدي العاطلة بعدالة تامة ومراعاة للحاجات العامة وإعطاء الأولوية للفئات الفقيرة المحرومة, ونذكر هنا تلك الحادثة التي لها دلالتها حيث جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأله فأعطاه درهما وأمره أن يشتري به فأسا ويذهب إلى الغابة فيحتطب ويأتيه بعد فترة فلما جاءه أخبره أنه وفر قدرا من المال لحاجته وتصدق بالبعض الآخر فقال صلى الله عليه وسلم : ( لأن يأخذ أحدكم حبله ويحتطب خيرا له من أن يسأل الناس أعطوه أم منعوه )
    ج/ تنظيم وسائل التكافل الفردي
    فالدولة مسؤولة عن تنظيم الوسائل الفردية للتكافل -سابقة الذكر- وخاصة الزكاة والوقف ,وذلك بإقامة السياسات اللازمة لتحقيق أهداف تلك الوسائل المتمثلة في القضاء على الفقر وتقريب الهوة الاجتماعية بين الموسرين والمحرومين ,و إيجاد الضمانات الازمة لتحقيق ذلك .وفي هذا السياق يأتي الأمر في القرآن للرسول صلى الله عليه وسلم ولمن يقوم بالولاية العامة على المسلمين من بعده ((خذ من اموالهم صدقه))
    ج/ تنظيم وسائل التكافل الفردي
    فعند ما يتعرض المجتمع لأوضاع غير عادية يصل فيها التفاوت الاجتماعي إلى حد غير مأمون وتعجزالدولة بمواردها العامة عن تلبية الحاجات الاجتماعية وعن القيام بوظائفها وواجباتها تجاه المجتمع, فلا مانع -بل يجب- في رأي معظم فقهاء الإسلام أن تفرض الدولة في أموال الأغنياء ما يحقق ذلك حتى تعود الأوضاع إلى حالتها السوية على أن تكون في ذلك قوامة بالقسط وأن تكون الدوافع الحقيقية هي خدمة الصالح العام .






    أكررشكري لك السيدة الق الفجر
    آخر مرة عدل بواسطة محبة القرآن : 19-07-2005 في 04:37 PM السبب: تعديل الوجوه التعبيريه.

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Oct 2004
    الموقع
    أرض الله
    الردود
    2,740
    الجنس
    السيدة الق الفجر

    السادة القراء



    أعتذر عن الوجوه التي في المقال والتي لا أعرف كيف قفزت للمقال المنقول

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Sep 2003
    الموقع
    في وسـ لـك ـــــط..
    الردود
    6,127
    الجنس
    امرأة
    بسم الله الرحمن الرحيم..

    موضوع رائع..وقيم...يحتاج لوقفات ووقفات....

    أتمنى أن أعود إليه بعد أن يصلح جهاز الكمبيوتر الثاني ..حتى أستطيع أن أدعم تجربتي بالصور...

    منذُ فترة وأنا أريد إنزال بعض الصور المؤلمة ولكن أتردد..

    ولعلي الآن أن ألقي بعض الضوء على بعض أنواع التكافل المهملة في المجتمع ....

    أثابك من سواك فعدلك جنةً وحريرا...وبارك في خطاك...

    أنتظروني .. وبإذن الله أعود قريباً...

    ودمتم في حفظ الرحمن..


    يارب إنـــــها لا تقوى فألهمها الصبر والحكمة... واجعلها على تحمل المصاب أقــوى


  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Oct 2004
    الموقع
    أرض الله
    الردود
    2,740
    الجنس
    السيدة الفاضلة محبة القرآن
    أهلا بك على الدوام
    أهلا بآرائك وأطروحاتك القيمة

    بالنسبة لموضوعنا وتعريجا عليه كما ذكرت فالموضوع طويل ومتشعب

    يعتقد كثيرا من الناس أن الإسلام هو صلاة فقط ومظاهر خارجية
    كإطالة اللحى والحجاب ووو من المظاهر الخارجية

    الإسلام له مظاهر خارجية

    وأغلبها داخلية معنوية تنبع من القناعات الداخلية للفرد الملتزم المعتدل
    ومن ضمنها الإحساس بالآخرين الفرح لفرحهم والتألم لألمهم
    خصوصا فئات موضوعنا تلك الفئات التي ألم بها الألم دون أن تقترف أي ذنب في هذه الحياة

    فيجب أن نحمل همهم أو نعاونهم في تخفيفه كلا قدر إستطاعته

    فهذه دعوتي من خلال هذا الموضوع

    كل التوفيق للجميع

    والله في عون العبد مادام العبد في عون أخيك
    أنتظر ماتجودين به في هذا الموضوع
    الف شكر لك وجزاك الله الف خير
    أخيك

مواضيع مشابهه

  1. كيف تمنعهم من جرح مشاعرك
    بواسطة سمسماية في نافذة إجتماعية
    الردود: 17
    اخر موضوع: 05-07-2008, 08:52 PM
  2. أنواع الناس حسب الأحساس
    بواسطة روعة الأيام في الملتقى الحواري
    الردود: 7
    اخر موضوع: 27-06-2007, 10:46 PM
  3. نداء عاجل إلى الأخت عذبة الأحساس
    بواسطة أمونا في ملتقى الإخــاء والترحيب
    الردود: 0
    اخر موضوع: 21-11-2005, 11:54 AM
  4. ميت الأحساس
    بواسطة ميت الأحساس في ملتقى الإخــاء والترحيب
    الردود: 0
    اخر موضوع: 20-04-2005, 12:54 AM

أعضاء قرؤوا هذا الموضوع: 0

There are no members to list at the moment.

الروابط المفضلة

الروابط المفضلة
لكِ | مطبخ لكِ