بسم الله الرحمن الرحيم
حمدا لله وصلاة وسلاما على النبي المصطفى 00 أما بعد00
الابتلاء 00الإختبار أو الإمتحان 00 إنها لأيام عصيبه يعيشها المرء 00 لا يدري أين يسير 00 الإبتلاء أراده الله تمحيصا
وتكفيرا للسيئات 00 كي يرتفع ويرتقي فيه المؤمن 0
وقد يكون تنبيهاً للغافل اللاهي ليصحو من رقدته وغفلته 00
قال صلى الله عليه وسلم : ( أشدّ الناس بلاءً الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل ، يبتلى الرجل على حسب دينه فإن كان في دينه صلابة اشتدَّ عليه البلاء وإن كان في دينه رقة خُفف عنه البلاء و لا يزال البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض ما عليه خطيئة)
وعلى مر الدهور والعصور 00 ضرب الله لنا أمثله من هؤلاء الذي ابتلاهم الله فمنهم من صبر فظفر 00 وما يأتي الظفر إلا ويسبقه صبر00
وإذا عرتك بلية فاصبـر لهـاصبر الكريم فإنه بـك أعلـمُ
وإذا شكوت إلى ابن آدم إنّمـاتشكو الرحيم إلى الذي لا يرحمُ
ولعل على قمة المبتلين نبي الله أيوب حيث أصابه المرض ثمانية عشر عاما حتى هجره أحبابه وأصحابه لشدة ما يجدون من رائحة جسمه كيف لا وثمانية عشر عاما لم يقم من مكانه ولم يجد هذا النبي غير الزوجه الحنون تواسيه وتطببه الى أن فرّج الله كربته 0
والبلاء هو من عند الله إمتحاناً للعبد ليمتحن صبره ورضاه ليسمع تضرّعه وابتهاله وليراه طريحا على بابه لائذاَ بجنابه مكسور القلب بين يديه رافعاً قصص الشكوى إليه (ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين ) 0 فأي عظيم أعظم من الله تطرح عند بابه الشكاوى وأي شكوى يكون سامعها الله سبحانه وتعالى0
ان للشيطان الرجيم ابوابا ومنافذ لا تعد ولا تحصى ينزع من خلالها الى قلب المسلم الممتحن ووجدانه ليزعزع ثباته ويوهن قواه ويثبط همته ويزلزل صموده وصبره0
ان الشيطان الرجيم يتربص بالمسلم تربص الحاقد اللئيم( قال فبما اغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم) وان الشيطان الرجيم ليشتد به الفرح حين يرى المسلم يزج به تحت عنت المحنة وضيق الابتلاء إنه يظن وبئس ما يظن إن المسلم الممتحن يكون في حاله تلك في أضعف حالاته ولذلك يشتط الشيطان في هجومه مؤملا أن يجد في خط دفاع المسلم نقطة ضعف يخترق من خلالها حصون صبره وثباته ،إنه حين يشتد البلاء على قلب المؤمن وتظلم الحياو في وجهه يتسلل هذا الشيطان بصورة المحب المشفق الناصح الى قلب المسلم ووجدانه ويلح عليه بسؤال ظاهرة فيه الرحمة والإشفاق ،وباطنه فيه الخبث والحقد والبغضاء0
يوسوس الشيطان في القلب بهذا السؤال :
لماذا يعرضك ربك لكل هذا البلاء؟
أفما يقدر ربك ان يخلصك من هذا البلاء؟
أفما يقدر ربك أن يخفف عنك وطأة هذا العذاب؟
أفلا يرضى ربك عنك إلا إذا عرضك لهذا العذاب الأليم؟
وهكذا بأسلوبه الخبيث يحاول حتى يكاد ليوقع هذا المبتلى بشراك الشرك!!
إن عليك أيها المبتلى أن تنظر في حال هذا الخبيث فقد جرب بمثل هذا الأسلوب من قبل مع سيد الخلق صلى الله عليه وسلم في الأحزاب 0(إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا* هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالاً شديدا)0
وهنالك انتفش ريش الشيطان وتهللت اساريره ،وظن أنها فرصه قد واتته لينفث وساوسه فطفق يوسوس في الصدور وينزغ في القلوب بأن الله قد تخلى عن الصف المؤمن 0
كان لله أن يفضح هذا الخبيث ، فإذا بيد الله الحانية الراعية تمتد الى القلوب المؤمنة تؤنسها وتواسيها وتملؤها بالسكينة الربانية فلا يلبث مفعولها أن يظهر صفعات عنيفة في وجه الشيطان ، وإذ بوساوسه تتهاوى تحت أقدام المؤمنين الممتحنين: ( ولما رءا المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله وما زادهم إلا إيمانا وتسليما)0
لك أيها المبتلى وحدك فرصة عظيمة ترتقي منازل السعداء عند الرب جلّ وعلا إن صبرت فظفرت !
تظفر بأعظم مكافأة وأعظم منحة كيف لا وهي من الخالق العظيم جلّ في علاه !!
ولكن ليكن سلاحك أخي الحبيب (محمد) الدعاء 00الدعاء 00الدعاء00
إنها فرصة للإلتجاء للرب سبحانه وتعالى ! فهو وحده كاشف الغم والهم!
وكذا فالصبر على البلية والرزية أمر محمود إليه المؤمن 00فالله وحده قدر هذا الأمر وهو وحده قادر على إزالته فالبصبر على قضاء الله وثم اللجوء إليه بإذن الله يزول
إني رأيت وفي الأيـام تجربـةٌللصبر عاقبـةٌ محمـودة الأثـر
وقلَّ من جدّ في أمـر يحاولـهواصطحب الصبر إلاَّ فاز بالظفر
لقد قدّر الله سبحانه وتعالى وأقداره ماضيه على أحد الإخوة الفضلاء بأن نزع من عيني إبنه وفلذة كبده البصر!! فجأة ودون سابق إنذار أي بلا مرض ولا شكوى سبقت فقدان البصر !!
نعم أصبح هذا الشاب ابن السابعة عشر عاما يبحث عمن يساعده في كل شيئ !!
لقد أصبح اعمى !
لكم أن تتخيلوا هذا المصيبة الكبرى !
اقول ابتلاء عظيم قدره الله جلّ وعلا !
وكم والله حزنت وتألمت لما اصاب هذا الشاب ولما أصبح به اليوم من حالة صعبة وأليمه !!
كان شابا يتحلى بأخلاق جدا عاليه يبادر بالسلام ومعه يعرف بنفسه مبتسما يشارك في بعض الأنشطه الشبابية والدعوية ، شارك في صيف العام الماضي ببرامج الأنشطة الصيفية!
لكن القدر ماضي ونافذ !!
عرضه والده على الطب فأعلن الطب عجزه ووقوفه أمام هذه الحاله موقف المندهش !
وبعرضه على أحد القراء ألمح إلى أنه من الممكن تعرضه لعين!
سبحان الله ولا حول ولاقوة إلا بالله !
يعيش محمد ووالده يرفعان أكف الضراعه للمولى عز وجل أن يجلي الله هذه الغمّه وأن يزيل هذه البلية بقدرته فهو القادر سبحانه على ذلك ولا أحد سواه !
يعيشان على الأمل ! والأمل بالله ومن الله لاينقطع !
واقول له ولوالداه :
قال بعض السلف : أفضل العبادة انتظار الفرج من الذي بيده مفاتيح الفرج .
يا صاحب الهم إنَّ الهم منفرجٌلا تجزعنَّ فـإنَّ الفـارج الله
إذا بليت فثق بالله وارضى بهإنَّ الذي يكشف البلوى هو الله
ومعهما أدعو الله جلت قدرته أن يعيد لمحمد بصره وأن يرفع عنه هذا البلاء !
وأتمنى أن تشاركونا الدعاء له علّ الله أن يجعل من بينكم من له دعوة لاترد ، اللهم آمين آمين آمين ! وأقول لوالديه :
اعلموا ان الله سبحانه قد ابتلى من هو أفضل منكم ألا وهو سيد البشرية أجمعين محمد صلى الله عليه وسلم بأن عذب وأوذي وطرد وضرب وفي سيرته العطره عليه الصلاة والسلام أموراً تجعل المبتلى ينظر لبلواه نظر المنتقص لها ولا تقارن بما أصاب الرسول صلى الله عليه وسلم ، وأيضا اعلموا أن الله ابتلاكم لا ليعذبكم ببلواكم ولكن ليرفع منزلتكم ويعلي درجاتكم فبصبركم ولجؤكم اليه رفعة لكم وتكفيرا لسيئاتكم ومضاعفة لحسناتكم رفع الله قدركم وصبركم بما أنتم فيه ولا حول ولاقوة الا بالله 0 كما قال صلى الله عليه وسلم فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض وما عليه خطيئة )..
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ما أصاب المسلم من هم ولا غم ولا نصب ولا وصب ولا حزن ولا أذى إلا كفر الله به من خطاياه حتى الشوكة يشاكها.منقول
الروابط المفضلة