الإنترنت وأثره على المجتمع
أيمن خالد دراوشة / الدوحة / قطر /
*=*=*=*=*=*=*=*=*=*=*=*=*=*=*=*=*=*=*=*=*=*=

لقد شاع الإنترنت في عصرنا الحالي ، والذي صار يعرف بعصر الفضاء والمعلوماتية والعولمة وحين نقف على المفهوم اللغوي البحت لكلمة الإنترنت نجده يتألف من كلمتين إنجليزيتين مركَّبتين معاً وهــو :
(ENTER NET )وهو ما يُعرِّفه علماء اللسانيات بالمصطلح ، والترجمة الحرفية للمصطلح تعني ( دخول الشبكة ) ، ولا يختلف المعنى الشائع للإنترنت عن ذلك ، وقد سار اللفظ العجمي في اللسان العربي كما هو ، بِما عُرف عن اللغة العربية من رحابة صدرها لاستيعاب الألفاظ الطارئة عليها ، واصطلاحاً نرى معنى الإنترنت هو شبكة المعلومات التي تربط الإنسان بالعالم وهو جالسٌ في منزله أو عمله ، فهو الفضاء الرحب الذي تجاوز الآفاق فأصبح لا نهاية له ، حيث الولوج على أبواب العلم والمعرفة والأدب والثقافة والفنون وغيرها مما قد يخطر على البال .. وتبدو أهمية الإنترنت من خلال اهتمام الدول العربية في إدخاله على كافة المجالات الحكومية من مؤسسات وبنوك ومكاتب البريد والمشافي والمدارس والجامعات ، ولئن ساد في أواخر القرن العشرين أن الأمي هو الذي لا يعرف كيف يستخدم الحاسوب ، فقد صار الأمي هو الذي لا يعرف كيفية الدخول على شبكة المعلومات ،ولا ريب أن هناك الكثير من الفوائد المترتبة على الإنترنت فمنها إغناء الأمة بالأبحاث العلمية التي تجري في كل أنحاء العالم وبالتالي يستفيد منها العلماء والدارسون ، وما أدل على ذلك سوى المثل التالي : فلو فرضنا أن باحثاً يُجري دراسةً معينةً وهو في قطر ثمَّ احتاج لمشورة عَالِـمٍ في سورية أو مصر أو في دولةٍ غربيةٍ فما أيسر الوصول إليه عبر الإنترنت ، وبالقياس على حاجة هذا الفرد لغيره كذلك هي حاجة الأمم لبعضها البعض ، ويستطرد الحال من المجالات العلمية إلى المجالات الاجتماعية والأدبية وسواها ، ولا شكَّ أنَّ المجتمع يتطور بتطور أفراده ، وإذا أحسن أفراده استخدام شبكة المعلومات كان ذلك ذا أثرٍ فعَّالٍ في تقدُّمِ المجتمع ، فللإنترنت أثره الإيجابي في رقي الفرد وتنمية ثقافته وعلمه ، فينعكس على المجتمع خيراً باعتبار أن الفرد يشكِّل اللبنة الأساسية للمجتمع في بنيته التحتية الصلبة .. ومن هنا تبدو الحاجة ماسَّةً لإنشاء شبكة عربية فمن الملاحظ في الإحصائيات التي تُجرى بين حينٍ وآخر أن الدول العربية منخفضة من حيث أعداد المشتركين قياساً للدول الغربية ، ولعل من أسباب ذلك انخفاض مستوى الدخل الفردي في معظم الدول العربية باستثناء دول الخليج ، وبالتالي يعجز الفرد العربي عن شراء جهاز الحاسوب ، حتى لو اشتراه تقف أمامه عقبة مادية كبيرة تتمثل في ارتفاع كلفة الاشتراك ، أضف إلى ذلك تدني مستوى الوعي العربي عموماً بما يقدمه الإنترنت من مزايا وخدمات ، وهناك عامل اللغة ، إذ يجب على المتعامل بالإنترنت أن يجيد استخدام اللغة الإنجليزية إجادةً تامةً على مستوى التحدث والقراءة والكتابة ، فعلى المجتمع العربي إزاء ذلك أن يساهم بشكلٍ كبيرٍ من قِبل الحكومات بتيسير الحواسيب وخفض نسبة الاشتراك في الإنترنت بل جعله مجاناً لو أمكن ذلك ، بغية مسايرة الركب الحضاري الذي يجري بخطواتٍ واسعةٍ نحو الأمام ، ولمواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية والتربوية في القرن الحالي وما يليه بعونه تعالى .. ومن خطر الإنترنت على المجتمع أن يتحول إلى وسيلة ترفيهٍ وحسب ، حيث يتوجه مستخدم الإنترنت للبحث عن آخر الألعاب المسلية ولاسيما الحربية التي تبثُّ روح العنف في الناشئة ، وكم من حوادث جرت بسبب ما رآه أحدهم على الإنترنت فراح يعمل على تطبيقه عملياً مما أدى إلى نتائج وكوارث لا تُحمد عقباها ، وكذلك تلك المعاكسات السخيفة والمشينة أحيانً التي يتعرض لها المشترك بالبريد الإلكتروني من قبل أناسٍ اقتحموا موقعه ، وتروي إحداهنَّ أنَّها وجدت صوراً جنسيةً خبيثةً في بريدها الإلكتروني ، وما يستتبع ذلك من شيوع المواقع الإباحية المجانية التي تفسد جيل الشباب من ذكورٍ وإناثٍ ، وطبعاً لا تستطيع الدولة وحدها إيقاف هذا الفيضان الجامح إلاَّ بمساعدة الأفراد لها من أجل دحر الحمَّى اللاأخلاقية ، ولجعل الإنترنت ذا هدفٍ إيجابيٍّ يسهم في بناء الأمة الإسلامية الراسخة القوية كما أراد لها الـمولى سبحانـه وتعـالـى ..
************************************************** ******

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا على الموضوع