من منَّا ـ معشر المسلمين ـ لم يتابع ولو لمرّة واحدة المسلسل العالمي الكبير "إهانات أمة" والذي بدأت حلقاته منذ وقت مبكر، لكنها كانت أكثر صراحة وإقذاعاً بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، إنه المسلسل الذي لم ينته بعد!! وما زالت محاولات بطل الكاوبوي فيه مستميتة لإخضاع ضحاياه لما يريده، والتي يبدو منها أنها:
استبدال الحمض النووي (DNA) بـ (U.S.A)!!
وقد لجأ في بعض حلقات هذا المسلسل إلى استخدام الجنس والعري (على طريقة أفلام هوليود) كما فعل في جوانتانامو وأبي غريب!! في محاولة لسحق كرامة ملايين الشرفاء من المسلمين في أنحاء العالم.
في الحلقة الماضية كانت الإهانة أشدّ، حيث وقعت على كلام ربنا تبارك وتعالى الذي أنزله من فوق سبع سماوات، والذي يحتويه أو جزء منه صدر كل مسلم على وجه المعمورة، والذي يتابع مجريات الأحداث يعلم يقيناً أن مخرج وممثلي هذا المسلسل قد أمنوا العقوبة فأساءوا الأدب!! وإلا فكيف تدعي راعية الحرية في العالم أنَّ علاقاتها مع المملكة العربية السعودية علاقات (متينة)!! بينما يدسّ جنودها دستور هذه الدولة الصديقة في المراحيض!!
ربما يطلون علينا برءوسهم فيقولون: إنها تصرفات فردية شاذة لا تمثل روح الشعب المتسامح، كما قالوا في (أبي غريب)، وإن الفاعل سيُحقق معه وينال عقابه!! بينما تشير التحقيقات إلى تورط جهات رسمية عليا في الجيش بما وقع!!
لكنهم لم يسمحوا لنا أن نقول إن ما يفعله أتباع القاعدة هو تصرف فردي شاذ، علماً بأنَّ زعماء وأفراد القاعدة ليسوا موظفين في وظائف عسكرية في بلادنا، بل هم هاربون مشردون في أصقاع الأرض!! أو محاصرون منبوذون في المجتمع!! وأخيراً إذا كنا نحن الجمهور الوحيد المشاهد والمستهدف في هذا المسلسل، فإننا مجبورون على متابعة حلقاته ما دام المسموح به هو مجرَّد كلام لا قيمة له!! وإعلامنا مشغول عن الدفاع عن كرامة مليار ونصف مليار من المسلمين بما فيه من رقص وطرب، استحق أن تفرد له قنوات وتبذل له الأموال، ولا أدري متى يتعلم المسلمون كيف يدافعون عن أنفسهم بسلاح الإعلام والقوانين المتفق عليها عالمياً؟
اليهود مثلاً حلبوا أوروبا حلباً تحت تأثير المحرقة المزعومة (الهولوكوست) مما دفع العالم لاحترامهم، والتردد في المساس بهذه الكذبة الكبرى تحت طائلة (معاداة السامية)، أما (معاداة الإسلامية)، فهي هواية يمارسها كل كافر، سواء كان رئيساً للأركان في الجيش أو مخرج فيلم في هوليود أو رجل شارع يمشي في الطريق!!
لقد نال البريطانيون 10 ملايين دولار عن قتلاهم في "لوكربي"، بينما نال الأفغان (100) دولار عن قتلاهم في العرس الأفغاني؛ لأن الدماء ليست هي الدماء!!
إنه مسلسل الإهانة المستمر والذي يتخذ من العداوة الدينية وقوداً له، لكنه ـ بإذن الله ـ لن ينتهي كما يخططون، فالله غالبٌ على أمره، متم نوره ولو كره الكافرون.
م
ن
ق
و
ل
بقلم الرائعة:مها الجريس
الروابط المفضلة