قرأت هذا المقال في أحد المنتديات...
وأعجبني جدا ونقلت لكم الجزء الأول والأخير منه ..
.قال لي صديقي يوماً : هذا رقم فلانٍ من الناس أريدك أن تهاتفه وتسأل عنه أهل بيته هل عاد إلى داره أم لا ؟ قلت له : ولماذا لا تهاتفه أنت ؟ قال : لأنني أكثرت على القوم وأثقلت، وأصبحت محرجاً منهم ! المهم فزعت له وأدرت قرص الهاتف على الرقم المطلوب، وماهي إلا ثواني حتى رفعت سماعة الهاتف من الطرف الآخر فقلت : السلام عليكم، أجابني صوت أنثوي رخيم وفاتن يعزف موسيقى صوتيةٍ غريبةٍ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته !! قلت لنفسي : ما باقي إلا أن تقول : ومغفرته .
سألت : فلاناً موجود ؟ قالت صاحبة الصوت المثير : لا والله مو موجود، قلت : السلام عليكم، قالت : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وضعت السماعة وقلت لصاحبي : وش قصتك ؟ قال : فررت منها ومن صوتها ومن إشباعها لتلك التحية بدرجاتها الثلاثين، وبعدين هي تحب السنة يا أخي، قلت له : والنعم بالسنة، بس حنا بشر، وعندنا أحاسيس وعواطف وعفاف وليلى ونورة ومنال، قصدي عواطف وأحاسيس فقط، أجابني : وأنا عواطفي ملتهبة يا أخي، قلت له : وجب عليك نصح شقيقها أن يوجهها إلى مخاطبة الناس بأسلوبٍ آخر فيه جفاف، لا خضوع فيه ولا لين، فنحن ذئاب، قال : والنعم، قلت : ما عليك زود .
قال : علشان كذا حطيتها فيك، لأنني محرج وخايفٍ على نفسي من الفتنة، قلت له : يعني أنا ولا مؤاخذة شايفني ملطشة، ولا ما عندي أحاسيس، ولا حماراً لا يشعر؟ قال : العفو .
.أيتها الأخوات الكريمات : يقول النبي عليه الصلاة والسلام لأنجشة، يا أنجشة رفقاً بالقوارير، وكان أنجشة حسن الصوت، وأنا أقول للأخوات : إن كنتن قوارير فنحن خزفيات، ومن النوع الرديء جداً، رفقاً بقلوبنا يرعاكن الله، فنحن بشراً ولسنا حميراً أو جلاميد صخرٍ، لا تعطونا وجهاً، ولا تخضعن بالقول في الهاتف ولا في غيره، واحذرن من أصحاب التواقيع : متى يتم الاعتراف بالمرأة ككائنٍ بشريٍ ؟ وتوقيعات الأشيمط الذي يتباكى فيه على الضعيفين المرأة واليتيم، اليتيم الذي لم يكتب عنه مقالةً واحدةً حتى ساعة إعداد هذه الخاطرة، أنا ذئب قد بلغ من الكبر عتياً، وما عندي ما أخفيه، إنني أحذركن من إخواني الذئاب الشباب على وجه الخصوص، والكهول المراهقين، وأوصيكن بقراءة رسالة الشيخ علي الطنطاوي التي ضمنها فصلاً كاملاً في ذكرياته، بل وطبعت مفردةً وترجمت إلى عشرات اللغات، فابحثن عنها .
الروابط المفضلة