لا تكن كالذبابه !
بسم الله الرحمن الرحيم
إن من أذم أخلاق المرء و صفاته أن يكون كالذبابه لا تقع إلا على القاذورات ، فلا هم له إلا تتبع زلات الناس و تصيد أخطائهم و الصيد في الماء العكر . لا شك أنه لا معصوم إلا الأنبياء ، و لو شاء الإنسان إن يتصيد عيوب كائن من كان لاستطاع أن يحصى العديد من الأخطاء و الزلات ، ولكن هذا الفعل ليس من شيم الكرام و إنما هو من فعل للئام .
إن الأولى بالعاقل أن يلتفت إلى عيوب نفسه فيتتبعها و يتصيدها و يسعى إلى علاجها و التخلص منها ، و ذلك خير له من أن يترك زلاته التي هي كالجبال ثم ينظر إلى زلات الآخرين و عيوبهم .
و قد حذر الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود من هذا الأمر فقال : (( إن أحدكم يبصر القذاة في عين أخيه ، و ينسى الجذع في عينه )) . و في هذا يقول الإمام الشافعي رحمة الله :
إذا شئت أن تحيا سليما من الأذى.. .. و حظك موفـــور وعرضك صــــين
لسانك لا تذكر به عـورة امــرئ .. .. فكلك عورات و للناس ألــــسن
و عـينك إن أبدت إليك مـعايبا .. .. فصـنها وقل يا عين للناس أعين
وعاشر بالمعروف وسامح من اعتدى .. وفارق و لكن بالـــتي هي أحسن
إن الذي يتصيد عيوب الآخرين سوف يسلط الله عليه من يتصيد عيوبه ، فيفضحه بين الخلائق ، الجزاء من جنس العمل ، و بالكيل الذي تكيل به تكال ، لا يظلم ربك أحدا ، فليحذر المسلم عقوبة الله تعالى في الدنيا قبل عقوبته في الآخرة .
...
للدكتور علي الحمادي
عن شبكة الإبداع
الروابط المفضلة