حاصرنا الموت والجبل وأمواج عالية في المحيط الهندي ..وفرج من الله ..انقذنا
الهدف من كتابتي هذه القصة
هي لحظات واجهت فيها الموت المحقق ولكن رحمة الله كانت فوق كل شيء
فأعتقدت الآن بأن وصف لحظات الموت ومواجهتها جديرة بالكتابة والنقل فأرجو منكم من كان له تجربة في مواجهة الموت ان يصفها لنا إن كان يرى في ذلك الوصف اهمية اوعبرة

فكلا منا ينتظر الموت

ولكن

اين متى كيف .

.فهذا مالانعلمه

عندما نواجه الموت .. إنها لحظة لايستطاع وصفها ..اول مايتبادر للذي يواجه الموت ..
الآخرة القبر
الدنيا ونعيمها وتركها
الذنوب والخطايا
الابناء الاهل الزوجة الاحباب الدنيا ونعيمها
والم الموت
في ثوان قصار تمر أحداث جسام
كلها تمر في شريط سريع
هذا ما حصل لي
سأروي لكم قصة مواجهتي للموت والتي استمرت دقيقة ونصف حتى شاء الله النجاة
والذي يهمني هو تلك الدقيقة والنصف التي انتظرت فيها الموت صأصفها لكم عندما اصل لها
حدثت هذه القصة قبل سنتان من الآن
كنا اربعة قررنا الذهاب رحلة لمنطقة
تبعد عن المدينة 170 كيلو متر المنطقه ساحلية جبلية
سكانها صيادون ورعاة ابل وابقار وأغنام
دائما ماكنا نتردد لهذه المنطقة الجميلة
المهم وصلنا .. بتنا ..الصباح تجولنا بالسيارة ..ووصلنا ميناء الصيادين .. سبحنا ..واقترحت عليهم مارايكم برحلة في قارب قالوا كيف قلت لهم عندما يعود أي صياد سنطلب قاربه لجولة بحرية قصيرة
فتشجعوا جميعا
فإذا بقارب لصياد عمره تقريبا 65 سنة ومعه شاب يعاونه قادمان على متن قاربهما
من عرض البحر للميناء
طلبت منهم القارب للغرض المذكور
فسالني الشايب من سيقود القارب فقلت له انا فبعد ان تاكد من ذلك اخلى قاربه من الاسماك وعاوناه في ذلك
وقمنا بغسل القارب من اثار الاسماك
ركبنا ..تجولنا
وكنت قد تجولت في تلك المنطقة في رحلة بحرية مع سكان المنطقة قبل سنوات من رحلتنا هذه
فالذي اتذكره في تلك الرحله ان هناك شاطي ليس له منفذ ولا يستطاع الدخول له الاعن طريق البحر والذي يميز
ذلك الشاطيء بأنه به ينبوع مياه عذبه يصب في البحر
المهم حدثت رفاقي عن المكان اثناء الجوله البحرية ونحن في القارب فأبدوا حماسا فمضينا في القارب حتى تأكدت من المكان لأن الاماكن متشابهة .. وبخبرتي البسيطه من خلال مرافقتي لصيادون محترفون ..وجهت رفاقي بأن يعدلوا جلستهم إستعدادا للرسو على الشاطيء ..والذي اعرفه ومتأكد منه انه عند الرسو يجب موازنة السرعة ليكون القارب على ضهر الموج لايتقدم ولايتأخر حتى وصول القارب للشاطيء ..
ففعلت ورسونا ..
والمكان كله لايزيد عن مئة واربعون مترا مربعا الجبل من الامام والبحر من الخلف
المهم لم نجد الماء العذب فسالوني رفاقي اين الينبوع فقلت لهم بأنه يبدوا موسميا
لاشيء يشجع على البقاء فقررنا العودة
وإذا بالبحر قد زمجر عن انيابه وكشر وأمواجه بدأت في الارتفاع ونحن وقاربنا اسرى المكان
فلا بد من قرار
فقلت لهم وهذا القرار ايضا استندت فيه لما اكتسبته من مرافقتي لبعض الصيادين

فقلت لهم سأعبر الشاطي وسأستقر بالقارب خلف منطقة تكون الموج والتي تبعد عن الشاطيء 200 متر تقريبا ومن يعرف البحر حتما سيعرف هذه الحيلة ومغزاها عندما تهيج امواج البحر فجأة قبل ركوب البحر
ووجهتهم بعد وصولي الى منطقة الآمان سأعطيهم اشارة للسباحة حتى يصلوا القارب
فأعتليت القارب واشغلت الطراد وطلبت منهم موازنة القارب وأنتظرت سكون وقتي للموج فأنطلقت وإذا بموجتان كالجبال بدأتا في التكون فعبرت الاولى باقص سرعة وكاد القارب ان يطير وما ان انتهيت من الاولى وعبرتها وإذا بموجة كالجبل وبنفس السرعة عبرتها
حتى وصلت منطقة الآمان مكان تكون الموج .. فقلت في نفسي الحمد لله
فأعطيتهم اشارة للسباحة

الدقيقة والنصف التي واجهت فيها الموت

وبعد تقريبا تخطيهم للنصف مابيني وبين الشاطي فإذا بهم يستنجدون فحثيتهم على مواصلة السباحة فبدأ لي ان بالامر شيء خطيرا فرجعت لهم وسط المنطقه التي تكون بها الامواج في ذروة تقوسها للإنكسار .. مرغما لا بطل فعند إقترابي منهم عرفت بأن احدهم لم يعد يقوى السباحة والاثنان الآخران يساعدانه ولكن شق الامر عليهم فصرخت بأعلى صوتي بأن يصعدوا جميعا للقارب ولكن لم يستطيعوا فنظرت خلفي فإذا بسلسلة من الامواج تتكون وقادمة الينا وكلما اقتربت من الشاطي ترتفع وتتقوس فصرخت ثانية بالابتعاد عن القارب وان يخرجوا للشاطيء لان سأدور دورة حاده للدخول للداخل من جديد وأخاف عليهم ان يظربهم القارب او مروحة الطراد
المهم لم انتظر ابتعادهم ودرت دورة حاده باقص سرعة متجها للداخل فإذا بموجة عاتية تواجهني فقلت اشهد ان لا اله الاالله واشهد ان محمد رسول الله فعبرتها وعند هبوطي من على ظهر الموجة الاولى فإذا بموجة ثانية وقد بدأت في التقوس الكامل فمعى دورتي ووانقلابي قلت الشهادة ولم اعلم لحظتها ماذا جرى لم اعد في القارب ولم اعلم اين القارب هل هو على الشاطيء ام لازالت تتقاذفه الامواج ام تحطم على الجبل الصخري ام ظرب احد رفاقي أو المروحة ذبحت احدهم أم هي قادمة الي لتذبحني أو أن يظربني طرف من القارب أ يظربهم
ففي تلك اللحظات كنت انتظر الموت ولكنني لا اعلم من اين فقلت الحل ان اصل الى قاع الشاطي فأرتفعت لأراقب الوضع فإذا بالقارب في اتجاهي تسحبه أحد الامواج العاتيه بكل قوة نحوي وتتدلى منه المكينة المربوطة بسلسلة فنزلت الى القاع وانا اقول في سري الله يستر وكنت اقول اشهد ان لا اله الا الله وأشهد ان محمد رسول الله حتى حسيت بمرور القارب من فوقي للشاطي فأرتفعت فإذا بالقارب خلفي مقلوب ففي تلك اللحظة تذكرت رفاقي فإذى بهم يسبحون بأخينا المنهك فأسرعت اليهم وطمئنتهم بأنهم اقتربوا من ملامسة الشاطيء الرملي وساعدتهم بالسباحة بأخينا المنهك حتى وصلنا الشاطيء

وكيفية خروجنا لاتهمنا حيث اتى صياد عابر وناديناه المهم الى ان عدنا للميناء فهناك احداث طوال
وماكان يهمني هو لحظة الموت ومواجهتها
شكرا لكم للمتابعة
وارجو من له موقف مشابهة في مواجهة الموت أن يطرحه هنا وأصفا أدق تفاصيله لأنها لحظة قد لاتتكرر وهذا لطف من الله
فالحمد لله على النجاة