الحمدُ للهِ وبعدُ ؛
أعلمُ مقدماً أن البعضَ سيدافعُ جرياً على الحديثِ الضعيفِ : " حُبُّكَ الشَّيْءَ يُعْمِي وَيُصِمُّ " ، أَيْ يَجْعَلك أَعْمَى عَنْ رُؤْيَة مَعَائِبِ الشَّيْء الْمَحْبُوب بِحَيْثُ لَا تُبْصِر فِيهِ عَيْبًا ، وَيَجْعَلك أَصَمَّ عَنْ سَمَاع قَبَائِحه بِحَيْثُ لَا تَسْمَع فِيهِ كَلَامًا قَبِيحًا لِاسْتِيلَاءِ سُلْطَان الْمَحَبَّة عَلَى فُؤَادك ، ولكن الحقُ أحقُ أن يتبعَ ، وعندما يكونُ الكلامُ مخالفاً للنصوصِ المتواترةِ من الكتابِ والسنةِ وإجماعِ الأمةِ ، فلا عبرة بالمدافعين عن الباطلِ ، والقرضاوي تعود أن يسجلَ حضوراً في كل حدث يحصلُ للأمةِ من خلالِ برنامجهِ " الشريعة والحياة " ، وكأنهُ يتكلمُ بلسانِ الأمةِ جميعها ، وليتهُ تكلم بـ " قال اللهُ ... قال الرسول ... وحكى الإجماعَ فلانٌ " ، لقلنا : " جزاهُ اللهُ خيراً " ، بل جلس يعددُ محاسنَ رأس الصليبِ في هذا الزمانِ ، وقال كلاماً خطيراً يُخشى عليه منه ، وضرب بنصوصِ القرآن والسنةِ عرض الحائطِ لأجل أن يسجلَ حضوراً ، ويكسبَ أكبرَ عدداً من المشاهدين .
هذا نص ما قاله الشيخ القرضاوي في برنامج " الشريعة والحياة "
يوسف القرضاوي : بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين وأزكى صلوات الله وتسليماته على من بعثه الله رحمة للعالمين وحجة على الناس أجمعين سيدنا وإمامنا وأسوتنا وحبيبنا ومعلمنا محمد وعلى أهله وصحبه ومن دعا بدعوته واهتدى بسُنته إلى يوم الدين، أما بعد فقد جرت عاداتنا في هذا البرنامج أن نتحدث عن أعلام العلماء من المسلمين حينما ينتقلون من هذه الدنيا إلى الدار الآخرة ونحن اليوم على غير هذه العادة نتحدث عن عَلم ولكن ليس من أعلام المسلمين ولكنه عَلم أعلام المسيحية وهو الحَبر الأعظم البابا يوحنا بولس الثاني بابا الفاتيكان والكنيسة الكاثوليكية وأعظم رجل يُشار إليه بالبنان في الديانة المسيحية.
لقد توفي بالأمس وتناقلت الدنيا خبر هذه الوفاة ومن حقنا أو من واجبنا أن نقدم العزاء إلى الأمة المسيحية وإلى أحبار المسيحية في الفاتيكان وغير الفاتيكان من أنحاء العالم وبعضهم أصدقاء لنا، لاقيناهم في أكثر من مؤتمر وأكثر من ندوة وأكثر من حوار، نقدم لهؤلاء العزاء في وفاة هذا الحَبر الأعظم الذي يختاره المسيحيون عادة اختيارا حرا، نحن المسلمين نحلم بمثل هذا أن يستطيع علماء الأمة أن يختاروا يعني شيخهم الأكبر أو إمامهم الأكبر اختيارا حرا وليس بتعيين من دولة من الدول أو حكومة من الحكومات، نقدم عزاءنا في هذا البابا الذي كان له مواقف تذكر وتشكر له، ربما يعني بعض المسلمين يقول أنه لم يعتذر عن الحروب الصليبية وما جرى فيها من مآسي للمسلمين كما اعتذر لليهود وبعضهم يأخذ عليه بعض أشياء ولكن مواقف الرجل العامة وإخلاصه في نشر دينه ونشاطه حتى رغم شيخوخته وكبر سنه، فقد طاف العالم كله وزار بلاد ومنها بلاد المسلمين نفسها، فكان مخلصا لدينه وناشطا من أعظم النشطاء في نشر دعوته والإيمان برسالته وكان له مواقف سياسية يعني تُسجل له في حسناته مثل موقفه ضد الحروب بصفة عامة.
فكان الرجل رجل سلام وداعية سلام ووقف ضد الحرب على العراق ووقف أيضا ضد إقامة الجدار العازل في الأرض الفلسطينية وأدان اليهود في ذلك وله مواقف مثل هذه يعني تُذكر فتشكر.. لا نستطيع إلا أن ندعو الله تعالى أن يرحمه ويثيبه بقدر ما قدَّم من خير للإنسانية
نعوذ بالله من الخذلان ، تعظيمٌ وتجبيلٌ " الحَبر الأعظم " و " وأعظم رجل يُشار إليه بالبنان في الديانة المسيحية " .
ويتكلمُ القرضاوي بلسانِ الأمةِ ، وكأن الأمة وكلته بالكلام عنها فقال : " ومن حقنا أو من واجبنا " .
مدحٌ لإنجازاتِ البابا وكأنها إنجازات للدين الإسلامي ، ويفتخرُ بنشر البابا لدينهِ الباطلِ الذي لا يرضاهُ اللهُ ، وكأنه يمتدح التنصير الذي قام به الطاغوت البابا : " مواقف الرجل العامة وإخلاصه في نشر دينه ونشاطه حتى رغم شيخوخته وكبر سنه، فقد طاف العالم كله وزار بلاد ومنها بلاد المسلمين نفسها، فكان مخلصا لدينه وناشطا من أعظم النشطاء في نشر دعوته والإيمان برسالته " .
ويختمُ بالترحمِ على البابا - حسبنا الله - فيقولُ : " لا نستطيع إلا أن ندعو الله تعالى أن يرحمه ويثيبه بقدر ما قدَّم من خير للإنسانية " .
انظروا كيف يقيدُ الدعاءَ له بالرحمةِ والتثبيت بقدر ما قدم للإنسانية ؟
ولا أدري من سبقهُ بمثل هذا التقييد في الدعاء ؟
وأقول : يا قرضاوي اتقِ اللهَ ... أنت رجلٌ بلغ بك السنُ مبلغهُ ... فلا تزايد على عقيدةِ الأمةِ من أجل إرضاءِ الكفارِ ... وإن أردت أن تسجل حضوراً في كل مناسبةٍ فقل خيراً أو الصمتُ خيرٌ لك .
لماذا يا قرضاوي تقدمُ التنازلات في الدين من أجل إرضاءِ الغربِ والشرقِ عن المسلمين - زعمت - ؟
هل سمعت البابا مرة تنازل عن عقيدتهِ من أجل إرضاءِ المسلمين عنه ؟
وصدق اللهُ إذ يقولُ : " وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ " [ البقرة : 120 ] .
تترحمُ على كافرٍ مات على الكفرِ والله يقول : " مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَاَلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْد مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَاب الْجَحِيم " [ التوبة : 113 ] .
ويقول : " وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ " [ التوبة : 114 ] .
و أَبِي مُوسَى قَالَ : " كَانَ الْيَهُودُ يَتَعَاطَسُونَ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَرْجُونَ أَنْ يَقُولَ لَهُمْ " يَرْحَمُكُمْ اللَّهُ " ، فَيَقُولُ : " يَهْدِيكُمُ اللَّهُ ، وَيُصْلِحُ بَالَكُمْ " .
أخرجهُ الترمذي (2739) وقال : " حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ "
قال الحافظُ ابنُ حجرٍ في " الفتح " تعليقاً على حديث أبي موسى رضي الله عنه : " وَأَمَّا مِنْ حَيْثُ الشَّرْع فَحَدِيث أَبِي مُوسَى دَالّ عَلَى أَنَّهُمْ يَدْخُلُونَ فِي مُطْلَق الْأَمْر بِالتَّشْمِيتِ ، لَكِنْ لَهُمْ تَشْمِيت مَخْصُوص وَهُوَ الدُّعَاء لَهُمْ بِالْهِدَايَةِ وَإِصْلَاح الْبَال وَهُوَ الشَّأْن وَلَا مَانِع مِنْ ذَلِكَ ، بِخِلَافِ تَشْمِيت الْمُسْلِمِينَ فَإِنَّهُمْ أَهْل الدُّعَاء بِالرَّحْمَةِ بِخِلَافِ الْكُفَّار " .ا.هـ.
وختاماً أقولُ : يا قرضاوي نسألُ اللهَ لك حسنَ الخاتمةِ .
عَنْ إِبْرَاهِيْمُ بنُ أَبِي عَبْلَةَ ، قَالَ : مَنْ حَملَ شَاذَّ العِلْمِ ، حَملَ شَرّاً كَثِيْراً . [ السير (6/324) ]
هذا البابا خدم اليهوديه بشكل لا يكاد أن يصدق او يعقل.
فهو أول بابا في التاريخ يتجرىء بإعطاء البرائة لليهود من دم عيسى المسيح عليه السلام مع أعتراض الكثير من المسيحيين ولم
يجريء أي بابا عبر العصور على مثل هذا العمل خاصة وأن دور اليهود في تعذيب وقتل من تلبس عليهم بأنه المسيح عيسى بن
مريم عليه السلام موثق تاريخيا ولا يمكن أنكاره
الروابط المفضلة