تحولت شبكة الإنترنت إلى سلاح إعلامي يستخدمه "الجهاديون" لبث رسائلهم في الحرب التي أعلنوها على الغرب ومتنفس للمتعاطفين معهم للتعبير عن مشاعر الكراهية للعالم الغربي. وتتعدد الاسماء المستعارة من "محب الزرقاوي" إلى "خادم المجاهدين" إلى "عاشق الإرهاب" على المواقع الإسلامية على الإنترنيت، غير أنها تتفق على الهدف وهو "إرهاب العدو" والأمريكيين على وجه خاص.

وتعود الحملة ضد "الصليبيين واليهود" على الشبكة المعلوماتية إلى فترة الإطاحة بنظام طالبان في نهاية 2001 بعد الحملة العسكرية الأمريكية ردا على اعتداءات 11 سبتمبر/ أيلول 2001 في الولايات المتحدة. ومنذ ذلك التاريخ، شهدت الإنترنت تزايدا في عدد الرسائل والمجلات والكتب وأشرطة الفيديو الإسلامية في إطار "الإعداد للجهاد" بينما يدين الأزهر باستمرار شكل "الجهاد" الذي يتبعه هؤلاء المتطرفون.

وفي الأساس كان "مركز الدراسات والبحوث الإسلامية" الذي يضم إسلاميين عربا بينهم المصري ايمن الظواهري مساعد زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن ينشر "الأدبيات الجهادية"، قبل أن تنشر مجموعات محلية مرتبطة بالقاعدة أدبياتها الخاصة على الإنترنت.

ومن منشورات مركز الدراسات سلسلة مقالات حول "حرب المدن" و"المواد المتفجرة" و"الأسلحة المستخدمة في الحروب والمقاومة" مثل الكلاشينكوف والقذائف المضادة للدبابات (ار بي جي). أما "تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية" فينشر دورية "صوت الجهاد" ونشرة عسكرية باسم "معسكر البتار". من جهتها فقد تخصصت مؤسسة السحاب في إنتاج أشرطة فيديو للقاعدة.

كما نشرت أخيرا مجلة الكترونية شهرية مخصصة للنساء أطلق عليها اسم "الخنساء" وتصدر عن "المكتب الإعلامي النسوي بجزيرة العرب" بينما في العراق تنشر مجموعة "أنصار السنة" المرتبطة بالقاعدة التي اشتهرت بقتل الرهائن مجلة تحمل اسم التنظيم نفسه.

وتقول افتتاحية في أحد أعداد النشرة "نحن إرهابيون ومرعبون والإرهاب طريقنا نرهب أعداء الله تعالى وأعداء أوليائه". وأكد احمد "الواثق بالله" في مقال نشره مركز الإعلام الإسلامي العالمي انه أصبح للقاعدة جامعة الكترونية متخصصة "في علوم الجهاد وأحكامه وأنواعه تخرج منها أبطال اشاوس وقادة في مختلف التخصصات من بينها الجهاد الإلكتروني والجهاد الإعلامي. وأشار إلى عدة كليات في جامعة القاعدة لعلوم الجهاد أو الإرهاب من بينها كلية الجهاد بالنفس وكلية تقنية العبوات الناسفة والسيارات والمركبات المفخخة وغير ذلك من كليات القاعدة.

كما تستخدم مواقع إسلامية تقوم بدور مركزي منذ انتشار عمليات خطف الرهائن في العراق وخصوصا الغربيون، كمتنفس للناشطين الإسلاميين والمتعاطفين معهم الأشد تطرفا ليعبروا بحرية عن مشاعر الكراهية للعالم الغربي عبر إطلاق نداءات دموية للقتل.

وعلى أحد المواقع "الجهادية" يحتج مستخدم للإنترنت يطلق على نفسه اسم "نمر" على زيارة ممثلي مجلس المسلمين في بريطانيا التي هدفت إلى السعي للإفراج عن الرهينة البريطاني كنيث بيغلي الذي خطفته في 16 سبتمبر/ أيلول جماعة التوحيد والجهاد، داعيا الزرقاوي إلى أن "يقوم وينحر بيمينه هذا العلج". وكانت المجموعة ذاتها قامت قبل أيام بذبح رهينتين أمريكيين خطفا مع بيغلي.

والرسالة موجهة إلى الإرهابي الأردني أبو مصعب الزرقاوي الذي ينعت ب"أمير الذباحين" للرهائن في العراق وأضحى اسمه يطغى على اسم بن لادن على المواقع الإسلامية. ويسأل مستخدم آخر لإانترنت "هل يجوز استخدام منشار في نحر الرهائن لارعاب الكفار؟"، فيرد آخر انه "إن شاء الله يستخدم المنشار اليدوي أولاً ومن ثم المنشار الكهربائي".






غير أن مستخدما آخر للانترنت يطلق على نفسه اسم أبو تيمية لا يوافقه الرأي ويقول "المطلوب هو الإحسان في القتل بأن يجتهد في ذلك ولا يقصد التعذيب (..) والمنشار شفرته مسننة قد لا تؤدي إلى المطلوب كما يفعل السيف لاستقامة شفرته".

وتأتي هذه المواقف المتشددة على الرغم من إدانة المراجع الإسلامية المتكررة لعمليات خطف الرهائن وقتلهم. وكان الأزهر أكد في بيان "للجنة الدائمة للأزهر لحوار الأديان" الأربعاء الماضي أن "الإسلام براء" من هذه "الجرائم".

وقال البيان إن اللجنة تؤكد "إدانتها لخطف الأبرياء المدنيين العزل وتدين أيضا بكل قوة ذبح وقتل الرهائن والتمثيل بجثثهم (...) وتعلن بكل حزم أن من الجريمة في حق الإسلام أن يدعي مرتكبو هذه الجرائم أنهم يرتكبونها باسم الإسلام".