السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المشهـــد الأول :
إنها نشرة الأخبار ..
" هدوء .. نريد أن نسمع .. "
استهدف العدو مبنى ..
انضم عدد من الشباب إلى قافلة الشهداء ..
تم تفجير سيارة ..
خبر عاجل .. اغتيال .. حالة خطيرة .. مازالت الأنباء تتوافد .. وفاة !
استشهاد .. إثر شجار وتلاحم مع العدو ..
استشهاد طفلة في طريق ذهابها إلى مدرستها .. متأثرة بإطلاق نار عنيف !
استشهاد طفل وجرح آخرين متأثرين بقنبلة !
إسقاط ..
تصريح ..
تنديد ..
.
.
.
نشكر متابعتكم .. في أمان الله ..
انتهت نشرة الأخبار ..
عيونٌ دامعة .. قلوب تتساءل ولا تجد جواباً .. زفرات ألم ..
المشهد الثاني :
بعد تغيير المحطة .. إلى محطة ثانية ..
فإذا بهم شباب وشابات .. يلهون ويمرحون ويصرخون
( صراخ بلغتنـا = غناء بلغتهم ..! لكن نحن متخلفون لا نفهم وجهة نظرهم من هذا الصراخ الفنّي ..
فنحن ليس لدينا الحسّ الفني الراقي لكي نفهم خربشاتهم .. أقصد .. كلماتهم العذبة التي يرددونها
في هذه المواويل والأغاني ..! )
نعود إلى لب حديثنا ..
شباب وشابات .. يتدربون على اللاشيء !
وقد أعدّوا لأنفسهم صرحاً يذكرني بقوله تعالى :
( أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان خير أم من أسس بنيانه على شفا جرف هار
فانهار به في نار جهنم والله لا يهدي القوم الظالمين ) - التوبـة -
" ماهذا .. وا أسفاه على شباب المسلمين .. وا أسفاه على هذه الطاقات التي تُهدر .. وا أسفاه ..
ألا يرون ماذا يحدث في بلاد المسلمين ؟؟ .. فليتعظوا وليخجلوا من أنفسهم ..
أناسٌ في دموع حزنهم غارقون وهؤلاء في اللهو يمرحون !! "
المشهد الثالث :
بعد تغيير المحطة إلى ثالثة ..
" نعم .. أحب محاضرات ودروس هذا الشيخ كثيراً .. لا تغيري المحطة .. "
عنوان هذه الحلقة ( ماذا قدمت للإسلام ....؟! )
" نعم واللهِ صدقت .. ماذا قدمنا .. لم نقدم شيئاً يُذكَر للأسف .. ماذا سنقول إذا سُئلنا يوم القيامة هذا السؤال ؟
لا حول ولا قوة إلا بالله .. لم نقدم شيئاً .. "
انتهى الدرس ..
" درس جميل جداً ليتنا سجلنا هذه الحلقة فهي قيّمة جداً "
.
.
.
.
المشهد الرابع ..
.
.
المشهد الخامس ..
.
.
المشهد السادس ..
" صار الوقت متأخراً .. علينا الذهاب للنوم "
.
.
.
.
وهكذا تمضي مشاهد حياة الكثيرين !
يتفاعلون .. ويحزنون .. ويتنقلون ..
أيها الشيخ الجليل .. سألتَنا " ماذا قدمتم للإسلام ؟ " سأجيبكَ ماذا يقدم الكثيرون ..
أيديهم تقدم الدعاء للمسلمين ؟؟
لا .. بل أيديهم تقوم مشكورةً بالتنقل بجهاز التحكم من محطة إلى محطة ..
حاولوا أن يساهموا في الدعوة إلى الله ؟؟
لا .. بل هم مازالوا يتتلمذون على أيدي المشائخ جزاهم الله خيراً في المحطات ..
صحيح أنهم لا يطبقون من الكلام الطيب الذي يسمعونه شيئاً لكن مع ذلك " الله كريم "
سيأتي اليوم الذي يطبقون فيه هذا الكلام ..
طيب .. قلوبهم توجهت لله عز وجل بالعبادة والدعاء والإحساس بحلاوة الطاعة والتفكر في خلق الله ؟؟
لا يا شيخنا الفاضل .. بل أطباقنـــا هي التي اتجهت للسماء .. بدل أن تتجه قلوبنـــا بالتفكر ..
أجْلسنا أطباقنــا فوق .. وأطباقنـــا أجلسَتنـــا تحت !
.
.
.
.
ولله الأمر من قبل ومن بعد
إخوتي .. أخواتي ..
بالله عليكم .. عندما تسمعون خبراً يؤلمكم في نشرات الأخبار ارفعوا أكفكم وادعوا لهؤلاء المسلمين بالنصر والفرج
.
.
بالله عليكم .. عندما تلمحون أو تسمعون بتلك البرامج الشبابية التي لا أعلم بماذا أصفها .. ادعوا لشباب المسلمين بالهداية ..
.
.
بالله عليكم .. عندما تسمعون خبراً طيباً .. اسجدوا سجدة شكرٍ لله عز وجل ..
.
.
بالله عليكم .. عندما تسمعون محاضرة أو درس قيّم حاولوا أن تعملوا بما جاء به ..
فإلى متى نؤجل التطبيق والتنفيذ والعمل بما نسمع ؟؟
.
.
..:: دمتم بسلام ::..
.
.
الروابط المفضلة