للحفظ أوقات من العمر
يقول ابن الجوزي :
وللحفظ أوقات من العمر ، فأفضلها الصبا وما يقاربه من أوقات الزمان .
وأفضلها إعادة الأسحار وأنصاف النهار ، والغدوات خير من العشيات ، وأوقات الجوع خير من أوقات الشبع
ولايحمد الحفظ بحضرة خضرة وعلى شاطئ نهر ، لأن ذلك يلهي .
والأماكن العالية للحفظ خير من السوافل .
والخلوة أصل وجمع الهم أصل الأصول .
وترفيه النفس من الإعادة يوما في الأسبوع ، ليثبت المحفوظ وتأخذ النفس قوة ، كالبنيان يترك أياما حتى يستقر ثم يبنى عليه .
وتقليل المحفوظ معغ الدوام أصل عظيم ، وأن لا يشرع في فن حتى يحكم ما قبله.
ومن لم يجد نشاطا للحفظ فليتركه ، فإن مكابرة النفس لا تصلح .
وإصلاح المزاج من الأصول العظيمة ، فإن للمأكولات أثرا في الحفظ .
قال الزهري :
ما أكلت خلا منذ عالجت الحفظ
وقيل لأبي حنيفة : بمَ يستعان على حفظ الفقه ؟
قال : بجمع الهم
وقال حماد بن سلمة : بقلة الغم
وقال مكحول : من نظف ثوبه قلّ همه ، ومن طابت ريحه زاد عقله ، ومن جمع بينهما زادت مروءته
ويقول ابن الجوزي : هم لينظر ما يحفظ من العلم فإن العمر عزيز والعلم غزير ، وإن أقواما يصرفون الزمان إلى حفظ ما غيره أولى منه ، وإن كان كل العلوم حسنا ، ولكن الأولى تقديم الأهم والأفضل.
منقول
الروابط المفضلة