قديماً قالوا : رحم الله امرأ أهدى إلي عيوبي
إذن كانت هدية ولا أجمل أن يدلك أحدهم على خطأك!!
واليوم نسمع من يقول (ما شأنك؟) أو(كيف تتجرأ)..
أو (ابدأ بنفسك) أو(لا أحتاجك أعرف ما أفعل)..الخ
وبالمقابل نجد ردة فعل كهذه (شكراً على التنبيه)
(أقدر لك اهتمامك)..(جزاك الله خيراً)..الخ
والناس يتفاوتون في مدى تقبلهم للنقد..
فئة ترى أن النقد يقوِم العمل ويصحح العيوب وينتج الأفضل
أخرى لا تعترف بالنقد لأنه لم يكن بالإمكان أكثر مما كان
بمعنى آخر: لو كنتُ استطعت أن أبذل أكثر من هذا لفعلت..
فئة ثالثة تحدد مدى قبولها للنقد بناء على أسلوب الناقد وطريقته وهدفه
وبين هذه الآراء الثلاثة ..تتشعب الطرق وتختلف الرؤى وتتعدد الاتجاهات..
ترى هل نحن ممن يتقبل النقد؟؟
هل يزعجنا النقد فعلا أم أنه يدفعنا نحو الأفضل؟؟
هل النقد يحبطنا أم يحفزنا ويبعث هممنا ؟
المنتدى نموذج مصغر تظهر فيه أساليب الناس في التعامل وطريقتهم في الرد
موضوعك..تعليقك..ردك..تجاوبك وانفعالاتك...
ربما لا تظهر تعابير وجوهنا حين ننقد أو نتعرض للنقد
ربما نضع (ابتسامة كهذه ) في حين نحن نثور غضبا خلف الشاشة كهذا !!
الناس بطبيعتهم لا يحبون النقد..وهذه من فطرة البشر
أحدهم قال : الناقد كاتب فاشل..
ترى هل هذه المقولة صحيحة؟؟
من طبيعة جهد البشر..النقص..والخطأ والتقصير..فمهما حاولنا ومهما بذلنا واجتهدنا
يظل ما نقدمه مجهوداً بشريا يتخلله الضعف وتنتابه تحيزات البشر وأخطائهم..
هذه حقيقة واقعة
في البيت..تجتهد المرأة في تربية أبنائها..وإرضاء زوجها..وخدمة بيتها..والقيام بكافة مسؤولياتها
في جميع جوانب حياتها بتفرعها وصعوبتها..
لكنها تتعرض أحياناً للنقد!!
في العمل..الأب موظف..يسهر الليالي من أجل هذا المشروع..يضحي بالوقت من أجل ذلك التلميذ
عليه أن يوفر للأسرة كل سبل الراحة واحتياجاتهم المادية والعاطفية
ومع هذا يتعرض أحياناً للنقد..!!
الطالبة في مدرستها أو جامعتها..تذاكر..تعد البحوث..تقرأ وتفهم وتحفظ..
لكنها قد تتعرض للنقد أيضا..!!
وحتى المسؤول و الداعي والشيخ والإمام رغم كل ما يبذلونه فهم يتعرضون للنقد
وأحياناً لأشد أنواع النقد بزعم أنهم على ثغرة مهمة..
وحتى في المنتديــــــات
يكتب العضو ويشارك ..يطرح ما لديه بأفضل ما يستطيع..
ولكنه يُنقد..!!
إذن فالنقد..ليس موجهاً لكَ وحدكَ أو لكِ وحدكِ..
وهو موجود مادام الإنسان موجود..!
(وَكَانَ الْإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً )سورة الكهف{54}
ومن الطبيعي أن يتعرض المجهود للنقد طالما هو الإنسان من ينجزه
فلا أحد مقدس عن الخطأ إلا خالق البشر
(ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)
أنتِ..وأنا..وهو..وهي..وهم..كلُ بحسب موقعه وبحسب عمله نتعرض للنقد
فما مدى تقبلنا للنقد..؟!!
الروابط المفضلة