لقد جاءت ساعة الوداع ، وما أصعب الوداع .
إن آلام البشر كلها كتاب عنوانه ( الوداع ) ، فالمرض وداع الصحة ، والفقر وداع الغنى ، والسجن وداع الحرية ، والموت وداع الحياة .
آه ... أين فرحتنا لحظة رأينا الكعبة قادمين من لوعتنا حين ودعناها قافلين ؟.
إن حزنا في ساعة الموت أضعاف سرور في ساعة الميلاد .
توجهنا إلى الأمام . إلى أبها ، وقلوبنا تتلفت إلى الوراء ، إلى الحرم ، إلى الحطيم ، إلى الكعبة والملتزم ، إلى عرفات ، وما أدراك ما عرفات ؟ حيث الدموع والخشوع ، والتذلل والخضوع ، حيث لا فرق بين أمير ومأمور ، وععظيم وحقير ، كلهم بلباس واحد ، وهتاف واحد ، في موقف واحد ، يدعون الله الواحد .
أسألكم بالله ... هل في الدنيا أجمل من هذا المشهد ، وأروع من هذا المنظر ؟
أحبتي ... من وجد حينها حسرة فلا يكتمها ، ومن وجد عبرة فلا يبخل بها ، ومن ........
عذرا .. إخواني..... فدموعي تسبق كلماتي ، وللخواطر بقية ....
ولكم وافر تقديري ،،،،،