وحدة الاستماع والمتابعة - إسلام أون لاين.نت/ 3-1-2005
كشف معتقل بريطاني مسلم أنه تعرض للتعذيب في معتقل بقاعدة جوانتانامو الأمريكية في كوبا بعد إقدامه على تلاوة آيات من القرآن الكريم في وقت كان ممنوعا فيه من الكلام.
وأفادت صحيفة "أوبزرفر" البريطانية الأحد 2-12-2004 أن "معظم بيج" أكد لمحاميه "كلايف سميث" أنه تعرض للتعذيب بأسلوب يدعى "الإسترابادو" بعدما شوهد وهو يتلو القرآن في وقت منع فيه السجناء من الكلام. والإسترابادو هو أسلوب للتعذيب استخدم قديما في دول أمريكا اللاتينية وفيه يعلق السجين من الأصفاد التي تكبل يديه في لوح خشبي حتى تحدث الأصفاد جروحا في يديه.
وذكر بيج أيضا أن ذقنه حلقت رغما عنه عدة مرات وأن حارسه كان يسخر منه عند حلاقة ذقنه، قائلا: "هذا ما يجعل منك مسلما حقيقيا، أليس كذلك؟".
رسالة لبلير
وتمكن المحامي البريطاني كلايف سميث من جمع شكاوى أخرى حول سوء معاملة عندما قام بزيارة لموكليه معظم بيج في معتقل جوانتانامو و"ريتشارد بيلمار" في معتقل بقاعدة باجرام الأمريكية في أفغانستان قبل نحو 6 أسابيع.
وأفادت "أوبزرفر" أن سميث كتب تقريرا من 30 صفحة حول اتهامات التعذيب التي تعرض لها كل من بيج وبيلمار، وأرسل هذا التقرير مرفقا برسالة إلى رئيس الحكومة البريطاني توني بلير قبل احتفالات الكريسماس في 24 سبتمبر 2004.
وأكدت الصحيفة أن المحامي أفاد في رسالته أنه استمع إلى "عناصر قوية وذات مصداقية تؤكد أن موكليه تعرضا للتعذيب بشكل وحشي على يد جنود أمريكيين".
وأشار إلى أن بيج تعرض لتعذيب جنسي بالإضافة إلى التعذيب الجسدي، وطلب ستافورد في الرسالة من بلير في التفكير في حالة موكليه بشكل أكثر جدية.
كما بعث سميث برسالة أخرى إلى البارونة سايمونس المسئولة في وزارة الخارجية البريطانية اتهم فيه المحققين الأمريكيين بإجبار موكليه على الاعتراف بتهم لم يرتكباها، موضحا أن أحد المحققين أخبر بيج بأن عودته ستكون أسرع إلى بلاده في حال إقراره بالتهم التي تلقى عليه. وأضاف سميث في خطابه لسايمونس أن بيج كتب رغما عنه اعترافا خطيا بتهم لم يرتكبها بعد تعرضه للتعذيب في فبراير عام 2003.
وألقي القبض على بيج (36 عاما) في فبراير 2002 بباكستان التي كان يحاول بناء مدرسة إسلامية بها، وهو من بين 9 بريطانيين اعتقلوا في جوانتانامو، إلا أن 5 منهم أفرج عنهم وعادوا إلى بريطانيا في مارس 2004.
ورفع 4 من البريطانيين الخمسة الذين أطلق سراحهم شكاوى ضد وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد وضد مسئولين أمريكيين آخرين بتهمة تعرضهم للتعذيب والعنف.
من جانبها علقت وزارة الخارجية البريطانية على خطاب سميث إلى البارونة سايمونس قائلة: "نبذل قصارى جهدنا بشأن وضع المعتقلين البريطانيين الأربعة، كما أننا نتعامل مع كل اتهامات بحدوث انتهاكات بشكل جاد".
إلا أن "أزمت بيج" والد السجين "معظم" قال إنه فقد الأمل في أن تقوم الحكومة البريطانية بالتدخل لمساعدة ابنه.
وأضاف أن الحكومة البريطانية "لا تحمي مواطنيها وتوافق على كل ما يفعله الأمريكيون أيا كان".
وكانت وثائق عديدة قد حصل عليها اتحاد الحريات المدنية الأمريكي تدعم دعاوى وقوع انتهاكات في سجن جوانتانامو والتي يبدو أنها استمرت لفترة طويلة بعد نشر صور الانتهاكات التي تعرض لها المعتقلون في سجن أبو غريب في العراق في إبريل 2004.
وتضم هذه الوثائق مذكرات ورسائل على البريد الإلكتروني لمسئولين رفيعين في مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي وضباط اعترفوا فيها بأنهم تم ترويعهم بالأساليب التي استخدمها محققون صغار في جوانتانامو.
ووفقا لهذه المذكرات فقد كانت عمليات التعذيب تجرى بانتظام وتشمل الضرب المتكرر والحرمان من النوم لأيام، بالإضافة إلى الإهانات الدينية وفي إحدى الحالات التي كشف عنه أحد الضباط تم لف أحد السجناء بعلم إسرائيل.
الروابط المفضلة