عرف هذا الرجل بأسلوبه المتميز وقلمه الجذاب ، ومن أدركه في زاويته في مجلة اليمامة أدرك جدارته لتولي منصب رئيس تحرير مجلة المعرفة .
إنها المعرفة التي أظهرته في بداية عمله الصحفي في المجلة - كاتباً ساخراً - مع بقية الأقلام الساخرة التي اجتمعت في المجلة ، حتى وصفت المجلة بأنها مجلة تجيد النقد والتصحيح بالأسلوب الساخر في الوقت الذي كان من يمارس فيه النقد علانية مهدد بالقذف خلف القضبان السوداء .

زياد الدريس هو ابن الأديب الكبير عبدالله بن إدريس رئيس الناي الأدبي في الرياض ، وهو خريج كلية العلوم ، والتي دخلها رضوخاً لطلب أحد أساتذته وتألم لذلك الرضوخ والدخول لينتقل بعد ذلك إلى عالم المختبرات في مستشفى الملك فيصل التخصصي ، العالم الذي قلما أن يجتمع فيه محترف وصحفي فأدرك الرجل اتجاهه وانطلق في عالم الصحافة عبر بوابة مجلة المعرفة .

لقد أظهرت المجلة قلم زياد في بداية عهده حيث كان يسطر عدد من الصفحات بقلمه ويختم المقال بـ (ز.أ.) وهو الرمز الذي يكتب به ، ومن تلك الصفحات المميزة الصفحة الأخيرة والتي كان يدون فيها تراجم ومواقف معينة لبعض الشخصيات المهمة في البلاد .

وهذه المقالات لاقت إقبالاً كبيراً وطلباً متكرراً لإخراجها حتى طبعت أخيراً وهي الآن في مكتبة العبيكان بعنوان : حكايات رجال على ما اظن . . وللدلالة على جمال أسلوب تلك المقالات وقوة مضمونها استفتحت مؤسسة الإسلام اليوم كتابها السابع بأحد تلك المقالات والذي تحدث فيه الكاتب عن الوزير المتواضع (صالح الحصين) .

مجلة المعرفة عرَّفت الصحافة بزياد الدريس فاستكتبته صحيفة الوطن في جريدتها أسبوعياً ثم شهرياً ثم حسب رغبة القلم في الكتابة ، وعبر الصحيفة الآنفة الذكر انتصر للفضيلة ، وذم الوطنيين الذين يظهرون حين تمد موائد الوطن فقط ويختفون عند أزمات الوطن ولا تنسى الجريدة ذلك النقاش الذي تم على صفحاتها بسبب مقال كاتبنا المميز (أردت السلام على رسول الله e ، ولم أرفض السلام على الأمير) .

لا أدري هل أستطيع الحديث عن زياد وخطابه لولي العهد (للنفط رب يحميه) ، أو عن وقوفه في باب مهزلة الانتخابات الصحفية ومقالة (السلَّطة الرابعة) أم عن محنة التكفير والتفجير ومقاله حول اعترافات الشيخين علي الخضير وناصر الفهد .

الرجل كبير بأعماله متميز بمقالاته والتي يقصر مقال عن تعدادها ولفت الأنظار إليها .

إن موهبة الرجل لا تقف عند قلمه فقط فلسانه أميز من قلمه ومن اطلع على نقطة ائتلاف في قناة المجد أدرك ذلك فحري بالإعلام العربي عموماً والإعلام الهادف خصوصاً استضافة مثل هؤلاء الرجال فهم أولى من بعض الحثالة التي تتصدر الشاشات ، وحري بالصحافة العربية عموماً وبالإعلام الهادف خصوصاً استكتاب هذا الرجل والاستفادة من قلمه سواء في الصحافة أو المجلات الشهرية والأسبوعية .

بيت القصيد فيما أقول : أن مثل هذه الموهبة المتميزة لا يحسن بها أن تقعد حبيسة الأعمال الإدارية أو رهينة شروط وزارة الإعلام في الوظيفة الصحفية . الأجدر بها أن تستغل طاقاتها - وخاصة طاقة القلم - وذلك بالكتابة به أسبوعياً على الأقل ، وتنزيل المجلة وإرجاعها إلى الماضي بالحديث عن الواقع والمستجدات المعاصرة لتسد بالرأي الهادف قليلاً من الفجوة الحاصلة .

إلى اللقاء ..