بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على
أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا ونبينا محمد
ابن عبدالله خير من أرسل للعالمين .. أما بعد
إن البعض من الناس يكون في شك من المسح
والبعض الآخر يحتاط ويقول ( الغسل ) أحوط
من المسح على الرجلين. ويكون في نفسه شيء
من المسح .. وهذا في خطر عظيم ... حيث أنه
شك بما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم ...
وكذلك فيه تشبه بالرافضة عليهم من الله ما يستحقون
وقد سئل الشيخ محمد الصالح العثيمين رحمه الله رحمة واسعه
سؤال .. ما حكم خلع الجوربين عند كُل وضوء احتياطاً للطهارة ..؟
جواب .. هذا خلاف السنه , وفيه تشبه بالروافض الذين لا يجيزون
المسح على الخفين ، والنبي صلى الله عليه وسلم قال للمغيرة حينما
أراد نزع خفيه قال .. ..(( دعهما فإني أدخلتهما طاهرتين )) أخرجه البخاري
ومسح عليهما . انتهى
وللفائدة .. فإن المسح يبدأ من أول مرة مسح وليس من لبسه للخف أو الحدث .
وإليكم هذه الرسالة التي وصلتني
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا وسيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد :
في هذه الأيام يتردد على أسماعنا الحديث عن الشتاء , بل ونحسه ونستشعره استشعاراً , فنشتاق إلى لياليه , وننتظر أيامه .
وقد نكون الآن ممن يعيشه . ولذا لنا مع هذا الفصل وقفات لعل الله عز يفتح لها القلوب
الوقفة الأولى ..تأمل وتفكر :
إن أحسن ما انفقت فيه الأنفاس التفكر في آيات الله وعجائب صنعه , والانتقال منها إلى تعلق القلب والهمة به دون شيء من مخلوقاته . وكم لله من آياته في كل ما يقع الحس عليه , ويبصره العباد , وما لا يبصرونه . تفنى الأعمار دون الإحاطة بها وبجميع تفاصيلها .
لكن تأمل معي هذه الحكمة البالغة في الحر والبرد , وقيام الحيوان والنبات عليهما .
وفكر في دخول أحدهما على الآخر بالتدريج والمهلة حتى يبلغ نهايته .
ولو دخل عليه مفاجأة لأضر ذلك بالأبدان وأهلكها , وبالنبات , كما لو خرج الرجل من حمام مفرط الحرارة إلى مكان مفرط في البرودة , ولولا العناية والحكمة والرحمة والإحسان لما كان ذلك , فهل من متأمل ومتفكر ؟!
الوقفة الثانية ..آيات الله في الشتاء :
الصواعق ..قال تعالى ..{ ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء وهم يجادلون في الله وهو شديد المحال } [الرعد : 13 ] فقد جاء في سبب نزولها أن رجلاً من عظماء الجاهلية جادل في الله -تعالى - فقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم : " أيش ربك الذي تدعوني إليه ؟ من حديد هو ؟ من نحاس هو ؟ من فضة هو ؟ من ذهب هو ؟ فأرسل الله عليه صاعقة فذهبت بقحف رأسه وأحرقته ".
الرعد والبرق ..عن أبن عباس قال : أقبلت يهود إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا : يا أبا القاسم أخبرنا عن الرعد ما هو ؟ قال " ملك من من الملائكة موكل بالسحاب معه مخاريق من نار يسوق بها السحاب حيث شاء الله " قالوا : فما هذا الصوت الذي نسمع ؟ قال : " زجره بالسحاب إذا زجره حتى ينتهي إلى حيث أمر " قالوا : صدقت . . [ السلسلة الصحيحة للألباني : 1872]
المطر والبرد ..قال تعالى ..{ ألم تر أن الله يزجي سحاباً ثم يؤلف بينه ثم يجعله ركاماً فترى الودق يخرج من خلاله وينزل من السماء من جبال فيها من برد فيصيب به من يشاء ويصرفه عن من يشاء يكاد سنا برقه يذهب بالأبصار } . [النور :43]
الوقفة الثالثة ...شكوى
عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم..((اشتكت النار إلى ربها فقالت :يا رب أكل بعضي بعضاً فجعل لها نفسين ، نفس في الشتاء ونفس في الصيف فشدة ما تجدون من البرد من زمهريرها وشدة ما تجدون من الحر من سمومها)) [رواه البخاري 1\199,512. ومسلم 616] .
فتذكر يا أخي شدة زمهرير جهنم بشدة البرد القارس في الدنيا وإن ربط المشاهد الدنيوية بالآخرة ليزيد المرء إيماناً على إيمانه .
يقول أحد الزهاد : ما رأيت الثلج يتساقط إلا تذكرت تطاير الصحف في يوم الحشر والنشر .
الوقفة الرابعة ... الشتاء وعمر الإنسان
بإدراكنا هذا الشتاء يكون قد مضى وانصرم من أعمارنا عاماً كاملاً سيكون شاهداً لنا أو شاهداً علينا .
الوقفة الخامسة ..الجسد الواحد
أحدهم يقسم بالله العظيم أن عنده جدتين لأمه وأبيه تنامان في لحاف واحد من شدة البرد .
الوقفة السادسة .. من أحكام الطهارة في الشتاء
1- ماء المطر طهور: يرفع الحدث ويزيل الخبث قال تعالى :{ وأنزلنا من السماء ماء طهورا} . [ الفرقان: 48 ]
2- إسباغ الوضوء في البرد كفارة للذنوب والخطايا:
والاسباغ مأمور به شرعا عند كل وضوء .
3- يكثر في فصل الشتاء والوحل والطين فتصاب الثياب به
مما قد يشكل حكم ذلك على بعض .
فالجواب : إنه لايجب غسل ما أصاب الثوب من هذا الطين ؛
لأن الأصل فيه الطهارة . وقد كان جماعة من التابعين يخوضون في الماء والطين في المطر ثم يدخلو المسجد فيصلون. لكن ينبغي مرا عاة المحافظة على النظافة فرش المسجد في زماننا هذا .
4- يكثر في الشتاء لبس الناس للجوارب والخفاف ومن رحمة الله بعباده أن أجاز المسح عليهما إذا لبسا على طهارة وسترا محل الفرض، للمقيم يوما وليلة- أي أربعا وعشرين ساعة- وللمسافر ثلاثة أيام بلياليهن أي اثنتان وسبعون ساعة- وتبدأ المدة من أول مسح بعد اللبس على الصحيح وإن لم يسبقه الحدث بأن يسمح أكثر أعلى الخف فيضع يده على مقدمته ثم يسمح إلى ساقه، ولا يجزئ مسح أسفل الخف والجوارب وعقبه، ولا يسن .
ومن لبس جوربا أوخفا ثم لبس عليه آخر قبل أن يحدث فله مسح أيهما شاء .
وإذا لبس جوربا أو خفا ثم أحدث ثم لبس عليه آخر قبل أن يتوضأ فالحكم للأول .
وإذا لبس خفا أو جوربا ثم أحدث ومسحه ثم لبس عليه آخر فله مسح الثاني على القول الصحيح. ويكون ابتداء المدة من مسح الأول.
وإذا لبس خفاً على خف أو جورباً على جورب ومسح الأعلى ثم خلعه فله مسح بقية المدة حتى تنتهي على الأسفل .
من مخالفات الطهارة في الشتاء
أ - بعض الناس لا يسبغون الوضوء لشدة البرد بل لا يأتون بالقدر الواجب حتى إن بعضهم يكاد يمسح مسحاً وهذا لا يجوز ولا ينبغي .
ب - بعض الناس لا يشمرون أكمامهم عند غسل اليدين بشكل جيد .... فهم لا يكشفون عن موضع الغسل الواجب كشفاً تاماً وهذا يؤدي إلى أن يتركوا شيئاً من الذراع بلا غسل وبالتالي يكون الوضوء غير صحيح .
ج - بعض الناس يحرجون من تسخين الماء للوضوء وليس معهم أدنى دليل شرعي على ذلك .
الوقفة السابعة ..من أحكام الصلاة في الشتاء
من مخالفات الصلاة في الشتاء
أ - التلثم .. صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى أن يغطي الرجل فاه . فينبغي للمسلم إذا دخل المسجد أن يحل اللثام عن فمه ولا بأس أن يغطي فمه أثناء التثاؤب في الصلاة ثم ينزع بعده بل هو المشروع سواءاً كان باليد أم بشيء آخر .
ب - الصلاة إلى النار .. يكثر في الشتاء وضع المدافئ في المساجد أو في البيوت وتكون أحيانا في قبلة المصلين .وهذا مما نص أهل العلم على كراهته لأن فيه تشبها بالمجوس و إن كان المصلي لايقصد ذلك لكن سدا لكل طريق يؤدي للشرك ومشابهة المشركين .
- الصلاة على الراحلة أو في السيارة
جائزة خشية الضرر إذا خاف خروج وقتها وهي مما لايجمع مع غيرها في الشتاء.
الروابط المفضلة