بسم الله الرحمن الرحيم...
أتاني الخبر الساعة التاسعة صباحاً من يوم الاثنين الموافق 18/9 ، نزل علي كالصاعقة...إنها أعز جاراتي...إنسانه رائعة.. محترمه وخدومة....
لقد توفى والدها - رحمه الله – لقد كان لها كل شئ... ومعروفة مكانة الأب عند بنته...
قالت والحرقة تقطع قلبها... ودموعها تسبق كلماتها... قالت وهي تتذكر كلماته ونصائحه..
الله يرحمه كان دائماً يقول أضحكوا وتمازحوا ولكن أتركوا ذنوب العرب – كناية عن ترك الغيبة –
كان يومياً يذهب للمسجد قبل صلاة العصر ولا يعود إلا بعد أن يصلي العشاء....
كان قد أتم قراءة القرآن في رمضان إلى يوم وفاته عشر مرات...
توفى بحادث... فعند إنقاذه .. كان في وعيه .. وكان يتكلم بكلمات واااااضحة وثاااابته ...
أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .. الحمد لله...
يقول المنقذ سمعته كررها أكثر من 50 مره وصوته يخف في كل مره حتى أنقطع...
عندما غسله المغسل... يقول حاولت أن أريح إصبعه السبابة ليده اليمنى ... وأجعله مساوياً لبقية أصابعه..إلا أنه أبى إلا أن يبقى مرتفعاً شامخاً ينطق بالشهادة..
أسأل الله أن يرزقنا حسن الخاتمة..
ثالث أيام العزاء... استطعت زيارتها في بيت أهلها...
دخلت عليها..كان منظرها محزناً.. تحاول التصبر ولكن التعب يعلو محياها.. والدموع قد خطت في وجنتيها...
سلمت عليها ودعوت لوالدها..
وجلست بجانبها... كانت زوايا البيت تصرخ حزناً... كان الجميع يشهد له بالخير....
جارتي وأختي... لم تتكلم... بل كانت تضع يدها على خدها وهي مميلة لرأسها .. والدموع تنحدر بانتظام... ولسانها يلهج بالحمد..
بعد حوالي 5 دقائقأدارت رأسها نحوي وكنت أجلس عن يمينها...
وأطلقت كلمات هزتني من الداخل... وشعرت وكأني عصفور في مقلاه...
يا لله لا زلت أذكر كلماتها بلهجتها العامية لازلت أتذكر نظرتها وهي تقولها....
قالت:
كان يحب الجمعه..ويحبنا نقعد حوله..
جعله بعمري عنه...
الحين هو في التراب لوحده...
يااااارب سكن وحشته...
ياااارب نور قبره..
ياااارب سامحه ...
وأخذت في بكاء مرير...
لم أستطع تمالك نفسي... أنهرت وأخذت أبكي أنا الأخرى ..
بكيت على والد أختي الحبيبة ... ولكني بكيت أكثر على نفسي..
يا لله فعلاً هو في التراب لوحده الآن ...
ولكنه من أهل الخير والصلاح ولا نزكي أحداً على الله..
فماذا سأفعل أنا إذا صرت تحت التراب وحدي؟؟
وأنا المسيئة لنفسي ولغيري...
لا زال صدى كلماتها يتردد في داخلي...
الحين هو في التراب لوحده...
الحين هو في التراب لوحده...
كلمات تهز الجبال... وتدمي القلوب ... فيا ترى هل هناك من يعيها ... ويضعها نصب عينيه ... ويعمل لذلك اليوم الذي سيكون فيه في التراب لوحده؟!؟!؟!؟!؟!؟!
أسأل الله أن يقبضنا إليه وهو عنا راضٍ
اللهم آمين...اللهم آمين...اللهم آمين...
الروابط المفضلة