بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا الموضوع منقول
من كرامات المجاهدين في الفلوجة
"تذكرة الساجد بكرامات الفلوجة أم المساجد"
بقلم: ابن الرمادي الدليمي
بسم الله الرحمن الرحيم
قال- تعالى: "وما يعلم جنود ربك إلا هو وما هي إلا ذكرى للبشر" (المدثر 31)
أثناء معارك الفلوجة التي دارت قبل بضعة أشهر، والتي سطر فيها المجاهدون أروع ملاحم البطولة والفداء، شاعت بين الناس أنباءٌ عن بعض الكرامات التي منحها الله سبحانه وتعالى لمن ذاد عن الدين والأرض والعرض من مجاهدي الفلوجة الغيارى.
ولقد نما إلى سمعي بعض منها (أنا مقيم خارج العراق)، فأحببت أن أتأكد من مصداقيتها والوقوف على تفاصيلها، حيث من المعروف أن مثل هذه الأخبار يعتريها ما يعتريها من المبالغة والزيادات التي تتوالد مع انتقال هذه الأنباء من شخص لآخر، بفعل العاطفة والحماس، فيممت وجهي شطر بلدي- العراق- في شهر مايس (مايو) المنصرم بعد أيام قلائل من انتهاء معارك الفلوجة، وذهبت إلى الفلوجة (التي تسمى مدينة المساجد، لكثرة ما فيها من مساجد رغم صغر حجمها) في يوم جمعة، استجابة لدعوة غداء وجهت لي من قبل احد أعيانها الذين كانوا من بين المفاوضين للتوصل إلى اتفاق لوقت القتال آنذاك (لاحظوا أن الأمريكان كانوا يتفاوضون مع أهالي الفلوجة، التي لا يتجاوز تعداد سكانها الثلاثمائة ألف نسمة، وكأنها ندٌ عنيد و كدولة عظمى وقفت بصلابة بوجه الولايات المتحدة الأمريكية- وما هذا- لعمري- إلا كرامة بحد ذاتها، وفخر يمسح العار عن جبين الأمة الإسلامية بأجمعها)
وفي بيت صاحبنا المضياف، الذي كان يعج بالضيوف، دار حديث عن تلك الكرامات التي كانت حديث الساعة ومحور النقاشات في الشارع والبيت والمسجد والدائرة، وكل أماكن تجمع الناس، فانتهزت الفرصة لكي استفسر منه عما سمعت، فأكد لي كل تلك الإخبار، بل وأضاف لي إخباراً عن كرامات أخرى لم أك قد سمعت عنها من قبل. كما قال بأنهم (أي وجهاء الفلوجة وعلماءها وخطباءها) لم يكونوا ليقبلوا أي خبر عن تلك الكرامات من أي مصدر ولم يتناقلوه إلا بعد أن يقسم صاحب الخبر (المصدر) على كتاب الله ثلاث مرات.
وعند توجهنا إلى احد مساجد الفلوجة العامرة بروادها المؤمنين لأداء فريضة الجمعة، أشار مضيفي إلى احد الرجال الذي كان يهم بدخول المسجد، قائلا: "هذا هو الرجل الذي رأى الكرامة الفلانية بأم عينيه (وكان قد روى لي عنه إحدى هذه الكرامات التي سأسردها بعد قليل إن شاء الله تعالى)، فان أردت التأكد منه شخصيا، فاذهب إليه وكلمه"، ولكني لم افعل اكتفاءً بروايته ولثقتي العالية به.
ارتقى الخطيب (الذي علمت انه يلقب بـ "كشك الفلوجة"، لاشتراكه مع الشيخ عبد الحميد كشك- رحمه الله- بالاسم وأسلوب الخطابة)، وبدأ يتلاعب بقلوبنا وأسماعنا بصوته الرخيم وهو يروي لنا قصص البطولة والتضحية التي لم اسمع لها مثيلا إلا في عهد الإسلام الأول، أيام النبي (صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم) وصحابته الغر الميامين. وكان من بين ما ذكر بعضٌ من تلك الكرامات التي كان مضيفي قد اخبرني عنها.
ومن لطف الله وتوفيقه، أننا بعد الانتهاء من صلاة الجمعة ورجوعنا إلى البيت لتناول الغداء، طرق الباب طارقٌ كان على ما يبدو من ضمن المدعوين، فلما دخل وألقى السلام، وإذا به "كشك الفلوجة".
بعد التعارف، وتناول الطعام، أثرت معه موضوع الكرامات، وطلبت منه أن يدونها في كتيب ولو بشكل مقتضب، لكي يتسنى للآخرين الاطلاع عليها ولكي تبقى ذكرى مضيئة في ذاكرة المسلمين تتناقلها الأجيال جيلا بعد آخر. وعدني الرجل بذلك، وقد تابعت الموضوع من خلال احد معارفه فبلغني انه عاكفٌ على ذلك الكتيب وهو في طريقه إلى الظهور بإذن الله.
وفيما يلي سرداً موجزاً لبعض تلك الكرامات التي سمعتها من ذلك الرجل (وهو صاحب مكانة مرموقة ومحط ثقة كل من يعرفه في الفلوجة وخارجها):
1- إثناء احتدام المعارك بين المجاهدين وعلوج الأمريكان، كان هناك طائر شديد البياض يحط ليلا على بعض المنارات أو أعمدة الكهرباء ثم يبدأ بالتكبير، وبعبارة واضحة: "الله اكبر........الله اكبر". وهذه الحادثة (الكرامة) هي التي كان الرجل الداخل إلى المسجد، والذي أشار إليه مضيفي، قد رآها بعينه.
2- كان هناك مجموعة من رماة الهاون المحترفين، الأول يحدد إحداثيات الهدف والثاني يرمي، والثالث يرصد الهدف بعد الرمي للتأكد من إصابته. بعد أن حدد الأول إحداثيات الهدف (وكان مقر قاعدة أمريكية)، أطلق الثاني القذيفة بعد التكبير والتهليل. بعد لحظات أعلن الراصد خطأً في إصابة الهدف، فقد انحرفت القذيفة إلى المقبرة المجاورة للقاعدة الأمريكية. فطلب من الموجه ان يحرف اتجاه المدفع (الهاون) بعض الدرجات يسارا، ففعل وأطلق القذيفة الثانية، فأعلن الراصد كذلك، وبشيء من الغضب، فشل الإطلاق وانحراف القذيفة إلى المقبرة كما حدث في المرة الأولى.
تكرر الأمر ثلاث أو أربع مرات. فاستغرب الرامي الأمر. إذ كيف يصدر منه ومن زملائه كل هذه الأخطاء وهم الرماة المتمرسون؟؟!!! فقال لرفاقه: "والله إن في الأمر شيئاً". فما كان منه إلا أن جمع كل ما لديه من قذائف، وأطلقها إلى نفس الاتجاه (المقبرة) وهو يردد: "وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى". وما هي إلا لحظات، ويصرخ الراصد الذي دقق النظر إلى المقبرة ليرى أشلاء العلوج متناثرة في المقبرة التي لجأوا إليها بعد أن خرجوا فارين من قاعدتهم. فسبحان العزيز الحكيم القدير، الذي غير مسار القذائف إلى حيث الصيد السمين، دون أن يعلم بذلك الرماة!!
منقوووووووووول
الروابط المفضلة