تقرير ـ عوضة الزهراني
موظف لاحقه النوم على المكتب
مازال تحديد مواعيد الدوام لموظفي الدوائر الحكومية يكتنفه كثير من التساؤلات المتعلقة بآلياته ومواعيده الزمنية بين قبول بالامر الواقع ووجهات نظر تطمح في التغيير بما يتناسب وحفظ الاوقات من الهدر استخلاصا لمزايا الشهر الكريم.
وقد استقرت قناعات المجتمع بأهمية العمل في هذا الشهر كغيره من اشهر العام وباعتبار العمل واجبا يؤدى متلازما مع الأجر والمثوبة خلافا لتلك النداءات التي كانت تحاول استخلاصه للعبادات والطاعات الدينية الخالصة.
وبقى العمل لدى المؤسسات الخاصة يسير بوتيرة واحدة اثبتت تجاربها العملية نفى فوارق الشهر لصالح تغيير مواعيد العمل واعطى ذلك مساحات من الوقت لمواصلة متطلبات الحياة اليومية وتنوعاتها بين اداء الشعائر الدينية واستثمار فضائل الشهر وقضاء اوقات المتعة في دفء الأسر وتلبية احتياجات البدن من الراحة فضلا عن المتطلبات الأسرية والاجتماعية وجنحت الدوائر الحكومية على خلاف ذلك فأقرت الدوام من الساعة التاسعة صباحا حتى الثانية ظهرا مما اشكل مثل هذا التنظيم سلبيات عدة وصلت تأثيراتها العمل والعامل والمحيط الاجتماعي.
اما الموظف فقد اخضع لنقله اختلطت فيها برامجه اليومية لأنه سيعمد للاستيقاظ قبل الموعد بساعات تصل الى السابعة صباحا وهو يضع امام عينيه ابناء يحتاجون التوصيل للمدارس وزحام الشوارع وغيرها يذهب الى عمله مثقلا كاهله بمجهود بدني ونفسي نجم عن عدم اكتفائه بالنوم اللازم للجسم نظرا لتضارب الاوقات فهو حريص على احياء سنة السحور واداء صلاة الفجر في جماعة لتبقى امامه ساعتان او اكثر يؤدي من عمله ساعتين ونصف لنقطع العمل لصلاة الظهر ويعود لعمله من الواحدة حتى الثانية اما المنزل فلديه قائمة بالطلبات والمستلزمات الطارئة ليأتي الافطار والعبادات المتتالية ولا يمكن ان يفوت لنفسه اغراء المسلسلات التي هجمت على منزله اضافة الى قيامه بواجبات التربية ومتابعة الابناء حتى الثانية عشرة تقريبا ليعود لفراشه اقل من ساعتين وهكذا دواليك التزامات مفروضة ومستحبة تجر اطراف حياته.
فكيف يستطيع التعايش معها؟!
اما العمل فقد اشارت دراسات متفرقة الى قلة الانتاج وتباطؤ الموظف عن اداء اعماله (وصل بعضها الى ساعة وربع من الانتاج اليومي) ربما ليس بمحض ارادته ولكن ربما نتيجة طبيعية لذلك الشتات ويتأثر المجتمع بمثل هذه المنظومة المجهده فتقل الزيارات وتنقطع اوقات النزهة وتتأثر الحركة بما يعود بمردود اقتصادي اقل من المأمول ويجعل الجميع في تأجيلات حتى بداية العطلة في العشر الأواخر لينتهي بالاسواق عن اداء صلاة القيام.
من هذا المسلسل الشائك الذي سببه الدوام الرمضاني تطرح اسئلة جديرة بالنظر لماذا لا يكون دوام رمضان كغيره من الشهور؟! ما فائدة تأجيله الى التاسعة اليس في الابكار بركة؟! اليس الدوام العادي يحفظ لنا ساعات النهار في العمل وخارجه ويبقى لنا مساحات العبادة والتقرب والطباعة.
واخيرا: تعاني المرأة العاملة مرارة ذلك حيث تعيش بين واجبات العمل ومتطلبات سفرة الافطار.. لقد حملنا انفسنا بأيدينا أزمة بدنية.. عملية.. اجتماعية وما جعل عليكم من حرج
الروابط المفضلة