تتنوع تصاميم العباءات بين حين وآخر وكأنها ليست للستر وإنما كغيرها من ملابس الزينة ..
ولن نبالغ إن قلنا أن التفنن في شكل العباءة وفتنتها وجاذبيتها لم يعد بالأمر المستغرب .. بل أصبحت محلات تفصيلها تنافس المشاغل النسائية في كثرتها !
ولكن اللافت للانتباه ما جعلني أكتب هذه الأسطر وهو الموضة المستحدثة لعباءة الرأس وما تسمى بين النساء بعباءة (اللف!)
وهذه العباءة فكرتها العامة تبدو كأنها للستر أقرب وأفضل ولعل بعض النساء إنما دفعهن لها انخداعهن بفكرتها الظاهرة ولكن تفاجأ عند ارتدائها بأنها أشبه بالمخصرة ـ من حيث الضيق ـ ولكن على الرأس !
ومع مرور الوقت أصبحت بالفعل مخصرة على الرأس حيث ضاقت شيئا فشيء حتى أصبحت تُحَجِّم جسد المرأة ولا فرق بينها وبين عباءة الكتف المخصرة سوى في رفعها على الرأس !
ولانتشارها بين النساء وانخداع الكثيرات بها ظنا منهن أنها ساترة ـ لأنها تغلق من الأمام بطريقة اللف ـ أردت التنبيه عليها وخاصة لأولياء الأمور الذين يتحملون المسئولية الكبرى والأولى في حجاب مولياتهن ..
وتالله أني لفي حزن عميق مع قرب رمضان ـ سيد الشهور ـ حيث ستزداد رؤيتها ليس فقط في الأسواق بل في المساجد وخاصة في أطهر وأقدس مكان دون تعظيم لحرمات الله في أقدس البقاع واستشعار لعظم الذنب فيه ..
في مكان حرم الله أن يسفك فيه دما أو يعضد فيه شجرة أو ينفر صيده أو يختلى خلاه أو تلتقط لقطته إلا لمعرف !
فكيف بمن تفتن المسلمين وتؤذيهم بمظهرها المتبرج أو السافر !
في حرم الله الذي تضاعف فيه الحسنات ..
في بيت الله الحرام حيث قبلة المسلمين ومهوى أفئدتهم !
فحري بكل مسلم تعظيم شعائر الله وحرماته فإن كانت امرأة فلتتقي الله في نفسها ولتحذر من أن تفتن أو تُفتَن..
وإن كان رجلا فليتقي الله فيما استرعاه فكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته ..
وللرجال أقول :
خذوا على أيدي نسائكم فالمرأة غالبا تحب التقليد ولم يوقع الكثيرات في الزلل والخطأ إلا تقليد الأخريات من بنات جنسها
بعض الفتيات مقتنعات تمام الاقتناع بارتداء عباءة الرأس لأنها أكثر سترا
ولكـــن ..
عندما يشاهدن على الأخريات أشكال جديدة من عباءات الرأس أكثر تأنقا وجاذبية فإنهن بلا ترددن يقلدن الأخريات بلبسها !
بعض الفتيات لو رأت العباءة لأول مرة في السوق لن تشتريها لاقتناعها بأنها لم تستوف شروط الستر ولكن عند رؤيتها على الأخريات لا تتردد مطلقا في تقليدهن !
فما دور الرجل هنا أبا أو أخا أو زوجا ؟
أنت رجل وقادر على رفض هذه العباءة لأنها لا تؤدي الحكمة من لبسها ـ الستر ـ ولا عذر لك ..
اتقي الله في نسائك أن يَفتن أو يُفْتَن .. وتذكر أنك تتحمل ونساءك وزر من افتتن بهن من الرجال أو قلدهن من النساء فمن سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة ..
لكم أشعر بالأسى والحزن والخجل والعجب في آن واحد كلما تذكرت ذاك الشاب الذي ذهب لأداء العمرة في رمضان وكان ينوي البقاء في بيت الله الحرام عدة أيام يتقرب لله وإذا به يلحق بأهله في جدة !
والسبب !
يقول فتنه النساء ولم يستطع البقاء لكثرة المناظر الفاتنة يمينا وشمالا وأين ؟
في بيت الله الحرام والله المستعان ..
وإليك كلاما جميلا للشيخ ابن باز رحمه الله ـ سبق وأوردته في موضوع سابق ـ
يقول:
((فإذا كان الصيد والشجر محترمين فيه ، فكيف بحال المسلم ، فمن باب أولى أن يكون تحريم ذلك أشد وأعظم وأكبر؛ فليس لأحد أن يحدث في الحرم شيئا مما يؤذي الناس لا بقول ولا بفعل ، بل يجب أن يحترمه ، وأن يكون منقادا لشرع الله فيه ، وأن يعظم حرمات الله أشد من أن يعظمها في غيره ، وأن يكون سلما لإخوانه يحب لهم الخير ، ويكره لهم الشر ، ويعينهم على الخير وعلى ترك الشر ، ولا يؤذي أحدا لا بكلام ولا بفعل ))
حفظ الله نساء المسلمين أن يَفتن أو يُفتن ..
وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال وجعلنا وإياكم ممن يصوم رمضان ويقومه إيمانا واحتسابا وغفر لموتى المسلمين أجمعين ونور قبورهم .
الروابط المفضلة