آخر ما كشفت عنه مصادر صحفية من أفغانستان أن "القصف الغذائي" يستهدف بصدفة مشبوهة المناطق التي تشهد حضورا مكثفا لقنوات التلفزيون الغربية أي مناطق الشمال التي تسيطر عليها قوات التحالف المعارض. فقد روى أحد الصحفيين أن طائرة أمريكية ألقت بآلاف الأكياس احتوت على مرطبات زبدة الفول السوداني - و هي أكلة غير متعود عليها في أفغانستان- بالقرب من منطقة خواجة بهاء الدين معقل قوات المعارضة.
وقد احتار أول فوج من الأفغان الذي اكتشف الأكياس الصفراء في الصباح الباكر من الأمر و تساءل ما إذا كانت مساعدات عسكرية للمعارضة أم غذاء موجه للسكان. غير أن مقاتلي تحالف الشمال لم يجدوا عناء في اتخاذ القرار و حاصروا الأكياس و هم يصرخون في وجه السكان : " إنها مساعدات من الجيش الأمريكي إلى جنود مسعود"، ليرد عليهم السكان بأنهم جوعى. و بفعل حضور الصحفيين سمح الجنود أخيرا للسكان بأخذ بعض الأكياس، ليكتشف الجميع بعد أن ذاقوا "هدية الشعب الأمريكي" أنها لا تصلح لهم! و اكتفى البعض بجمع مرطبات جافة و عود الثقاب ليشتروا بثمنها بعد بيعها الأرز و الشاي.
وعلق أحد العاملين في حقل المساعدات الإنسانية أنه يشك في نوايا الأمريكيين متسائلا عن خلفية إرسال زبدة الفول السوداني بدل الأرز أو القمح، وعن سبب إنزال المساعدات المفترضة في منطقة تتمركز فيها وسائل الإعلام بدل أماكن تواجد الفقراء من الفلاحين و القرويين.
و وسط التلاعب الأمريكي بمشاعر الرأي العام الغربي عبر وهم المساعدات الإنسانية فإن صواريخهم لا تخطئ الأهداف التي تتواجد بها التجمعات السكانية، حيث تتأكد يوما بعد يوم من مصادر متطابقة الحصيلة الثقيلة للضحايا المدنيين خاصة في منطقة جلال آباد حيث قتل 180 شخص على الأقل في قرية قدام الأسبوع الماضي.
الروابط المفضلة