انتقلت منتديات لكِ النسائية إلى هذا الرابط:
منتديات لكِ النسائية
هذا المنتدى للقراءة فقط.


للبحث في شبكة لكِ النسائية:
عرض النتائج 1 الى 10 من 10

الموضوع: ربــــــيـــع المـــؤمـــن ... تذوقه معنا !

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Oct 2001
    الموقع
    قلوب المؤمنين
    الردود
    102
    الجنس

    ربــــــيـــع المـــؤمـــن ... تذوقه معنا !

    ربيع المؤمن
    تبارك الذي أنزل الفرقان على عبده ليكون للعامين نذيرا ، والحمد لله الذي جعل الشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم ، سبحانه ؛ يسبح الرعد بحمده والملائكة من خِـيفته ، وتبارك الذي جعل في السماء بروجا وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا ، والحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا قيما ، سبحانه متصف بصفات الكمال والجلال ، منزه عن النقص والمثال ، أشهد أنه ربي حقا حقا والصلاة والسلام على الرحمة المهداة والنعمة المسداة نبي الرحمة للعالمين ، خير ولد آدم ، وأعبدهم وأتقاهم لربه ؛ صلى الله عليه مادام الليل والنهار صلاة تامة دائمة إلى يوم التغابن، أشهد بحبه وأنه رسول الله حقا حقا ، ورضي الله عن الصحابة الكرام خير خلق الله بعد الرسل الكرام ، رافعي لواء المجد ، حاملي لواء الدين ، ومن سار على دربهم ولزم غرزهم إلى يوم تبلى فيه السرائر .

    أيها الأحبة :

    لم يتغزل الأدباء في فصل من فصول العام كمثل تغزلهم ووصفهم للربيع ، فأمسوا يصفونه ويتغزلون في حسنه وجماله ، وما يعود على النفس من بهجة وسرور ، فعند إقبال الربيع ؛ تتزين الأرض وتلبس أجمل الحلل ، تغري بها أصحاب الذوق الرفيع ، ومتذوقي الجمال ..

    حتى قال قائلهم :
    أتاك الربيع الطلق يختال ضاحكا من الحسن حتى كاد أن يتكلما
    في غسق الدجى أوائل ورد كن بالأمس نوما
    يفتحها برد الندى فكأنما يبث حديثا بينهن مكتما
    ومن شجر رد الربيع رداءه كما نشرت ثوبا عليه منمنما
    أحل فأبدى للعيون بشاشة وكان قذى للعين إذ كان محرما
    ورق نسيم الجو حتى كأنما يجيء بأنفاس الأحبة نعما

    وقال آخر ..

    أو ما ترى الأيام كيف تبرجت وربيعها وال عليها قيم
    لبست به الأرض الجمال فحسنها متأزر ببروده متعمم
    نظر إلى وشي الرياض كأنه وشي تنشره الأكف ينمنم
    والنور يهوى كالعقود تبددت والورد يخجل والأقاحي تبسم
    والطل ينظم فوقهن لآلئا قد زان منهن الفرادى التوأم
    ويكاد يذري الدمع نرجسها إذا أضحى ويقطر من شقائقها الدم
    ومنها أرض تباهيها السماء إذا دجا ليل ولاحت في دجاها الأنجم
    فلخضرة الجو اخضرار رياضها ولزهره زهر ونور ينجم
    وكما يشق سنا المجرة جره واد يشق الأرض طام مفعم
    لم يبق إلا الدهر إذ باهت به وحيا يجود به ملث مرهم

    الأديب الحق له مزيتان : إحداهما تذوقه لما يراه ويسمعه ذوقا عميقا كأنه يجد حلاوته في فمه ، لكنه يجدها في نفسه ، وثانيهما قدرته على تحويل تلك المعاني التي يجدها في نفسه إلى كلمات تعبر أصدق التعبير عما يجول في خاطره وما يتذوقه .

    هذا هو الربيع ... وهذا هو الأديب ...



    غير أن المؤمن الحصيف يمتلك مزيتان أكثر مكانه مما يملكه الأديب هما : أسساً وحساً تؤهلانه لأن يتذوق ما حوله ، وأن يعبر عن هذا التذوق في صورة عمل ، ليس بالضرورة أن يكون بيانا بألفاظ ، بقد ما يكون بيانا بأعمال ، هذا دأب المؤمن ؛ فإن كان أديبا مسلما فذلك الزبد بالعسل ؛ كما قال عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه.

    أسساً تمكنه من فهم ما حوله ربما بطريقة يميزها حسه الإيماني ونظرته إلى الدنيا والآخرة ... وحساً يمسيه متأثرا غاية التأثر بما يسمع ويرى ويعقل .

    قال تعالى : ( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) (لأنفال:2).

    وصف الله تعالى المؤمنين في هذه الآية بالخوف والوجل عند ذكره . وذلك لقوة إيمانهم ومراعاتهم لربهم , وكأنهم بين يديه .

    وقال سبحانه (اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُتَشَابِهاً مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ) (الزمر:23)

    تضطرب وتتحرك بالخوف مما فيه من الوعيد . وقال زيد بن أسلم : ذرأ أبي بن كعب عند النبي صلى الله عليه وسلم ومعه أصحابه فرقوا فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( اغتنموا الدعاء عند الرقة فإنها رحمة ) . وعن العباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا اقشعر جلد المؤمن من مخافة الله تحاتت عنه خطاياه كما يتحات عن الشجرة البالية ورقها ) . وعن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( ما اقشعر جلد عبد من خشية الله إلا حرمه الله على النار ) . وعن شهر بن حوشب عن أم الدرداء قالت : إنما الوجل في قلب الرجل كاحتراق السعفة , أما تجد إلا قشعريرة ؟ قلت : بلى ; قالت : فادع الله فإن الدعاء عند ذلك مستجاب . وعن ثابت البناني قال : قال فلان : إني لأعلم متى يستجاب لي . قالوا : ومن أين تعلم ذلك ؟ قال : إذا اقشعر جلدي , ووجل قلبي , وفاضت عيناي , فذلك حين يستجاب لي .
    راجع تفسير القرطبي.

    والمسلم إذ هو كذلك لا ينسى ما رواه مسلم في صحيحه (‏ إِنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ )

    فهو يسعى للجمال يتذوقه ويحبه ويحرص عليه لأن الله جميل يحب ذلك منه .



    للحديث بقية .. قريبا بحول الله تعالى .
    آخر مرة عدل بواسطة أمير المعالي : 15-10-2001 في 12:13 PM

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Mar 2001
    الموقع
    في أرض الله
    الردود
    10,676
    الجنس

    Thumbs up مقال رئع أخي الكريم

    جعله في موازين حسناتك ..

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jun 2001
    الموقع
    قطر-الرياض
    الردود
    1,519
    الجنس
    امرأة

    ...‍

    بسم الله الرحمن الرحيم

    جزاك الله ألف خير على ما خطت يداك ....
    وفقك الله ..
    ولكم تحياتي.

    عليك بتقوى الله ان كنت غافلاً يأتيك بالأرزاق من حيث لا تدري فكيف تخاف الفقر و الله رازقاً فقد رزق الطير و الحوت في البحرِ و من ظن أن الرزق يأتي بقوةٍ ما أكل العصفور شيئاً مع النسرِ ابن آدم تزود من التقوى فإنك لا تدري ان جن ليل هل تعيش الى الفجرِ .؟ فكم من صحيح مات من غير علةٍ و كم من سقيم عاش حيناً من الدهرِ و كم من فتىً أمسى وأصبح ضاحكاً و قد نسجت أكفانه وهو لا يدري و كم من عروسٍ زينوها لزوجها و قد قبضت أرواحهما ليلة القدرِ و كم من صغارٍ يرتجى طول عمرهم وقد أدخلت أجسادهم في ظلمة القبرِ ... فمن عاش من الدهر ألفاً و ألفينِ فلابد يوماً أن يصير الى القبـــرِ


  4. #4
    تاريخ التسجيل
    May 2001
    الموقع
    الإمارات
    الردود
    1,824
    الجنس
    امرأة
    بورك فيك أخي الكريم على هذا المقال القيّم ...

    ونحن بانتظار البقية ...

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Oct 2001
    الموقع
    قلوب المؤمنين
    الردود
    102
    الجنس
    أيها الأحبة :

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

    أخرج الإمام أحمد في مسنده ‏وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد وقال: " رواه أبو يعلى و إسناده حسن" .. وبالرغم من أن الشيخ الألباني رحمه ضعفه في صحيح الجامع ، لكن كلام الإمام الهيثمي واضح ، وعلى أي حال فمعنى الحديث صحيح صحيح .

    عَنْ ‏ ‏أَبِي سَعِيدٍ ‏‏عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ‏‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏أَنَّهُ قَالَ‏{الشِّتَاءُ ‏ رَبِيعُ الْمُؤْمِنِ }‏. ‏

    أرأيتم كيف تتغير فصول السنة في حس المسلم ، وفقا لأسسه وحسه ، ليكون الشتاء بمطره وبرده وثلجه وصقيعه ؛ ربيعاً تتفتح فيه أزهار قلبه ، وتنتشر الزينة بين جنبات نفسه ، يجمع في موسمه هذا وروداً وأزهاراً ، ويطلق لعيني بصيرته العنان لتنعم بمناظر الرقي والقرب من الله تعالى .

    وإنما كان الشتاء ربيعاً للمؤمن لأنه يرتع فيه في بساتين الطاعات ، ويسرح في ميادين العبادات ، وينزه قلبه في رياض الأعمال الميسرة فيه .

    وإذا كان قد ذكرنا بأن للمؤمن حساً يشعر فيه بالخوف من الله تعالى ويقشعر بدنه من آيات الله سبحانه وتعالى ، فإننا لا ننسى أن الابتسامة والضحكة الطيبة من المؤمن أمر مطلوب ، إذا هو في ربيعه .

    فعن عبد الله بن مسعود أنه قال { ألا إن الله يضحك إلى رجلين : رجل قام في ليلة باردة من فراشه ولحافه ودثاره ، فتوضأ ، ثم قام إلى الصلاة ، فيقول الله عز وجل لملائكته : ما حمل عبدي هذا على ما صنع ، فيقولون: ربنا رجاء ما عندك ، وشفقة مما عندك ، فيقول فإني قد أعطيته ما رجا ، و أمَّـنته مما يخاف }الطبراني في الكبير وقال الهيثمي في مجمع الزوائد حسن .

    فهي المعاني كلها تجتمع لك أيها المؤمن في فصل الربيع هذا ، وأنت تتجول بين سهوله الخضراء ، وتنهل من أنهاره الصافية العذبة ، و تتمتع بظله الوافر ، تترقى ؛ بين ربى الأعمال الصالحة ، وتستنشق عبير الطاعات ، لتطمئن نفسك ويصلح حالها.

    وأنا أيها الحبيب إذ أذكرك ونفسي بهذا الخير يسرني أن أقدم لك باقة من الزهور الإيمانية ، ناصحاً لك على الخير ، و داعيا لك بكل فلاح وهدى .



    أقبل باقتي على طبق مذهب يحل لك استعماله :
    ‏ ‏ عن أبي هريرة َقَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏يَقُولُ ‏‏ إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ ‏ بِهِ الْعَبْدُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ عَمَلِهِ صَلَاتُهُ ‏‏ فَإِنْ ‏ صَلُحَتْ فَقَدْ أَفْلَحَ وَأَنْجَحَ ‏ وَإِنْ ‏ فَسَدَتْ فَقَدْ خَابَ وَخَسِرَ ‏‏ فَإِنْ ‏ انْتَقَصَ مِنْ فَرِيضَتِهِ شَيْءٌ قَالَ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ ‏ ‏انْظُرُوا هَلْ لِعَبْدِي مِنْ تَطَوُّعٍ فَيُكَمَّلَ بِهَا ‏‏ مَا انْتَقَصَ مِنْ الْفَرِيضَةِ ثُمَّ يَكُونُ سَائِرُ عَمَلِهِ عَلَى ذَلِكَ ‏.
    الترمذي وقال حسن ، و أخرجه الترمذي بسند صحيح راجع تحفة الأحوذي .

    هذا ما أول نقدمه لك وأنت تلج بستانك الإيماني هذا فلا تغفل عن هذا الأصل .

    حتى إذا أطلقت لنفسك العنان تريد متعة النظر إلى الجمال والطبيعة ، وروعة خلق الله تعالى نعطيك هذه الوردة الجميلة، والتي أسمها :

    كثر غراسك .. فإن أرضك واسعة كبيرة .. ولن يغرسها غيرك :

    ‏عَنْ ‏ ‏ابْنِ مَسْعُودٍ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏لَقِيتُ ‏ ‏إِبْرَاهِيمَ ‏ ‏لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي فَقَالَ يَا ‏ ‏مُحَمَّدُ ‏ ‏أَقْرِئْ أُمَّتَكَ مِنِّي السَّلَامَ وَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ الْجَنَّةَ طَيِّبَةُ التُّرْبَةِ عَذْبَةُ الْمَاءِ وَأَنَّهَا ‏ ‏‏ قِيعَانٌ ‏ ‏ ‏وَأَنَّ ‏ ‏غِرَاسَهَا ‏ ‏سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ . الترمذي وقال حسن غريب

    فلا تغفل أيها الحبيب عن هذا الخير ... واجتهد أن يكون بستانك عامرا .. وأرتق ولا تعجز !



    وما أن بدأت في غراسك المبارك حتى همسنا في حنايا نفسك ، ولمسنا مشاعرك وعاطفتك وإيمانك ، بعطر مبارك ، تتشوق إليه نفسك ... للتتذكر أن :

    لك بيتا في الجنة في تهمل صيانته وعمارته :

    ‏عَنْ ‏ ‏أُمِّ حَبِيبَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏أَنَّهَا قَالَتْ ‏ ‏سَمِعْتُ رَسُولَ ‏ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى ‏‏ اللَّهُ ‏ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏يَقُولُ ‏ ‏مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ ‏ ‏يُصَلِّي ‏ لِلَّهِ كُلَّ يَوْمٍ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً تَطَوُّعًا غَيْرَ فَرِيضَةٍ إِلَّا ‏‏ بَنَى اللَّهُ لَهُ ‏ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ أَوْ إِلَّا بُنِيَ ‏ لَهُ ‏ بَيْتٌ فِي الْجَنَّةِ . رواه مسلم ... ‏قَالَتْ ‏ ‏أَمُّ حَبِيبَةَ ‏ ‏فَمَا بَرِحْتُ ‏ ‏أُصَلِّيهِنَّ بَعْدُ .

    بيتك ـ بعون الله ـ المبارك هذا ، ليس لك وحدك ، آل بيتك يشاركونك فيه فتذكر نداء الله تعالى إليك ... ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ) (التحريم:6) .



    هذا البستان الربيعي الجميل ... عليك أن تنظر إلى كنزك فيه ، فلا تهمله ، ولا تكثر الغياب عليه ..

    ‏عَنْ ‏ ‏أَبِي مُوسَى ‏ ‏قَالَ ‏ ‏كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ ‏ ‏صَلَّى ‏‏ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏فِي سَفَرٍ فَكُنَّا إِذَا عَلَوْنَا كَبَّرْنَا فَقَالَ ‏ ‏ارْبَعُوا ‏ ‏عَلَى أَنْفُسِكُمْ فَإِنَّكُمْ ‏ لَا تَدْعُونَ أَصَمَّ ‏‏ وَلَا غَائِبًا تَدْعُونَ سَمِيعًا بَصِيرًا قَرِيبًا ثُمَّ أَتَى عَلَيَّ وَأَنَا أَقُولُ فِي نَفْسِي ‏ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ فَقَالَ لِي يَا ‏ ‏عَبْدَ اللَّهِ ‏ بْنَ قَيْسٍ ‏ ‏قُلْ ‏‏ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ‏ فَإِنَّهَا كَنْزٌ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ ‏ . البخاري



    فلا تشتغل بما تظن أنه كنز في الدنيا عن كنز يدلك عليه الصادق المصدوق ، بل أكثر من هذا الكنز في أرضك ، قد جهدك ، وقدر ما يحيط بك من قوى مادية طاغية.

    أيها الحبيب :

    إياك إياك أن تجعل لشي من لهب المعاصي أن يقترب من بستانك الجميل .. فلا يكفي أن تمتنع فقط بل أجعل بينك وبين لهيبها بوناً كبيرا لتنجو ..

    عَنْ ‏ ‏أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ‏ ‏رَضِيَ ‏‏ اللَّهُ عَنْهُ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏سَمِعْتُ رَسُولَ ‏‏ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى ‏ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏يَقُولُ ‏ مَنْ صَامَ يَوْمًا ‏ فِي سَبِيلِ ‏‏ اللَّهِ بَاعَدَ ‏‏ اللَّهُ ‏ وَجْهَهُ عَنْ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا ‏. رواه مسلم

    وجهك الوضاح هذا نريد له الخير ، نريد له ألا يمسه ما يؤذيه ، فأحفظ هذا ، ولا تلتفت إلى ما سواه ..

    فإن أردت الضياء .. أردت النور .. تنير دربك .. تنير بصرك .. تنير بصيرتك .. فلا تنسى حبيبك ... وتذكره فهو ربيع بذاته ...

    ربيعك للروح كالبلسم **** بهيج الضحى رائق المبسم

    يحرك في النفس وجدانها **** ويطلقها من إسار الدم

    ويبعثها حرة لا تضيـــق **** بكيد العواذل واللوم

    ويرفعها من حضيض التراب **** إلى الأفق الأرحب الأكرم

    ويغمرها بحنان السماء **** و يمنحها هيبة المسلم

    فتشرق في القلب أنواره **** وينبض بالحمد للمنعم

    ويمشي سويا على منهج **** سليم يؤدي إلى أسلم

    ويعبق فيه أريج الهدى **** زكيا يطول على الموسم

    أرق وأندى من الياسمين **** وأبهى جمالا من البرعم

    ربيعك يا سيد الكائنات **** سناه ينير القلوب العمي

    ويروي غليل العطاش الذين **** يرون السراب كسيل طمي

    صلى الله عليك أيها النبي الكريم وسلم وعلى آل بيتك الأطهار وصحبك الأبرار ..

    هذا هو النور الذي ندعوك إليه ...

    عن أنس رضي الله عنه قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { من صلى عليّ واحدة ، صلى الله عليه بها عشرا } صحيح الجامع 6358 .

    وما معنى أن يصلي عليك ربنا أيها المؤمن إذ أنت صليت على نبينا الحبيب عليه الصلاة والسلام ..

    قال تعالى { هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً} (الأحزاب:43)



    فهو النور الذي يشرق في سماء نفسك ، وفي أفق عقلك وفكرك ... يبدد ظلمات المعاصي .. ويطرد عنك آثارها .. وبقدر كثرة صلاتك على الحبيب المصطفى بقدر ما تحوز من الخير والنور ... آلا ترى ذلك الصحابي الكريم الذي قال للرسول صلى الله عليه وسلم أجعل لك كل صلاتي فقال عليه الصلاة والسلام ( يكفك الله أمر الدنيا والآخرة ) ..

    لا تبتعد أيها الحبيب فما زلت أريدك ... تذوق ما أعطيتك من باقتي هذه .. ولا زالت لم تكتمل بعد ..

    إلى اللقاء ..

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Aug 2001
    الموقع
    السعودية
    الردود
    1,209
    الجنس
    امرأة
    جزاك الله كل خير اخي الفاضل امير وبارك فيك
    على هذا الموضوع الرااااااائع حقا جعله الله في موازين حسناتك

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Sep 2000
    الموقع
    الرياض
    الردود
    23,982
    الجنس
    امرأة
    التدوينات
    2
    جزاك الله خير .


    -----
    ينقل للركن الإسلامي
    اللهم احفظ اليمن من كيد الحوثيين واجمع شملهم ووحد صفوفهم
    اللهم احفظ بلاد الحرمين من كل شر واكفِنا شر أعدائنا

    اللهم تقبل الشهداء عندك
    اللهم اجمع قلوب أمتنا من جديد وألّف بين إخواننا ولا تشمت بنا العدو

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Oct 2001
    الموقع
    الـكـويــت الله يـحـفظـها
    الردود
    1,002
    الجنس
    أنثى

    Thumbs up

    جزاك الله خيرا

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Oct 2001
    الموقع
    قلوب المؤمنين
    الردود
    102
    الجنس
    أيها الحبيب :

    بعد أن أشرقت نفسك بكثرة الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ هاهو ذا يناديك الحبيب يا محب ، يناديك لتتمتع بجمال الربيع ولا تكدر نفسك :

    ‏‏{‏ مَنْ لَزِمَ ‏ ‏الِاسْتِغْفَارَ ‏ جَعَلَ اللَّهُ لَهُ ‏ مِنْ ‏ كُلِّ ضِيقٍ مَخْرَجًا وَمِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجًا وَرَزَقَهُ ‏ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ‏ } . أبو داود ‏ و النَّسَائِيُّ وَابْن مَاجَهْ .

    فإن كان لك ضيق ... أو غلب عليك هم ... أو ضاقت بك سبل العيش والرزق الحلال ، فهلا أكثرت من الاستغفار ، وداومت على طرق الباب فإنه :

    أخلق بذي الصبر أن يحضى بحاجته **** ومدمن القرع للأبواب أن يلج

    أيها الحبيب :

    حتى إذا ما هدئت نفسك في هذا البستان الجميل ، دعوتك للجلوس تحت شجرة عظيمة ، ممتدة الظل ، أصلها ثابت وفرعها في السماء ؛ شجرة العبودية الوافرة العطاء ، تجلس تحتها ، لتكسر نفسك ُتجبرها من كسر ألمّ بها ، تذلها بين يدي الكبير المتعال ، تطأطأ رأساً بين يدي الملك الديان ، تطلب العون والتوفيق ، والصفح والمغفرة ... ترفع يديك ... تستشعر عظمة الرب الكريم الودود لتتودد إليه لنفسك .

    وها أنا ذا أمدك بدعاء لو وزن بذهب لما شاطت كفته أبداً ..

    { اللهم جعل غُدُونا إليك مقرونا بالتوكل عليك ، ورواحنا عنك موصولاً بالنجاح منك ، وإجابتنا لك راجعة إلى التهالك فيك ، وثقتنا بك هادية إلى التفويض إليك ، اللهم أعذنا من جشع الفقير ، وريبة المنافق ، وطيشة العجول ، وفترة الكسلان ، وحيلة المستبد ، ورِقبة الخائف ، وطمأنينة المغرور .. يا ودود يارب العالمين ... اللهم أسألك أن تجعل الإخلاص قرين عقيدتي ، والشكر على نعمتك شعاري ودثاري ، والنظر في ملكوتك دأبي وديدني ، والانقياد لك شأني وشغلي ، والخوف منك أمني وإيماني ، واللياذ بذكرك بهجتي وسروري .. اللهم إني اسألك خفايا لطفك ، وفواتح توفيقك ، ومألوف برِّك ، وعوائد إحسانك ، وجاه المقدمين من ملائكتك ، ومنزلة المصطفين من رسلك ، ومكانة الأولياء من خلقك ، وعاقبة المتقين من عبادك ... يا رب يا رب أسألك القناعة برزقك ، والرضا بحكمك ، والنزاهة عن محظورك ، والورع في شبهاتك ، والقيام بحججك ، والاعتبار بما أبديت ، والتسليم لما أخفيت ، والإقبال على ما أمرت ، والوقوف على ما جزرت ... لا تكلني إلى نفسي طرفة عين ولا أقل من ذلك يا رب العالمين .}

    وبعد أن تجفف دموعك من مناجاة الرب الرحيم ... اسمح لنا بزيارة لك ، وأن نكون ضيوفاً عندك ، تحت نفس الشجرة ـ شجرة العبودية الوافرة الظلال ـ وسيكون ضيوفك قومٌ سبقوك إلى هذا الربيع الُمزهر ، ونهلوا منه أطيب الثمر ، وهم اليوم عند ربهم ، ينبئونك بخبر مفيد ، فأفسح لهم في مجلسك ..

    أول القوم قدوماً عليك هو الإمام ابن القيم عليه الرضى والقبول ، إذ يهمس في أذنك وهو يعانقك : ( سمعت شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يقول : في بعض الآثار الإلهية قول الله تعالى: إني لا أنظر إلى كلام الحكيم ، وإنما أنظر إلى همته ) . لعل هذه العبارة تزيد من شوقك للذلة بين يدي من له الكبرياء في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم .

    وهذا ابن الجوزي ينصحك كابن له ويعطيك لفتة من كبده فيقول : ( ما تقف همة إلا لخساستها ، وإلا فمتى علت الهمة فلا تقنع بالدون ؛ وقد عرف بالدليل أن الهمة مولود مع الآدمي ، وإنما تقصر بعض الهمم في بعض الأوقات ، فإذا حثت سارت ، ومتى رأيت في نفسك عجزا فسل المنعم ، أو كسلاً فسل الموفق ، فلن تنال خيراً إلا بطاعته ، فمن الذي أقبل عليه ولم ير كل مراد ؟ ومن الذي أعرض عنه فمضى بفائدة ؟ أو حظي بغرض من أغراضه ؟ )

    أيها الحبيب : افهم مراد القوم ؛ فإنهم ناصحون لك ، ولا تسوف ، ولا تؤجل ، فالبدار البدار ، إنما هو بستانك في الجنة ـ بحول الله ـ فلا تكسل عن العناية به .

    فكن صاحب همة عالية ، ونية صادقة ، فإن غفوت فلا تطيل الرقاد ، بل نم على أحسن النيات ..

    فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لك فيما يرويه عن ربه : ( ‏إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ ‏ الْحَسَنَاتِ ‏ وَالسَّيِّئَاتِ ثُمَّ بَيَّنَ ذَلِكَ فَمَنْ هَمَّ ‏‏ بِحَسَنَةٍ ‏ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كَتَبَهَا اللَّهُ لَهُ عِنْدَهُ ‏‏ حَسَنَةً كَامِلَةً ‏ فَإِنْ هُوَ هَمَّ بِهَا فَعَمِلَهَا كَتَبَهَا اللَّهُ لَهُ عِنْدَهُ عَشْرَ ‏‏ حَسَنَاتٍ ‏ إِلَى سَبْعِ مِائَةِ ضِعْفٍ إِلَى أَضْعَافٍ كَثِيرَةٍ وَمَنْ هَمَّ بِسَيِّئَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كَتَبَهَا اللَّهُ لَهُ عِنْدَهُ ‏‏ حَسَنَةً كَامِلَةً فَإِنْ هُوَ هَمَّ بِهَا فَعَمِلَهَا كَتَبَهَا اللَّهُ لَهُ سَيِّئَةً وَاحِدَةً ‏ ) البخاري عن ابن عباس .

    وهو الذي قال عليه الصلاة والسلام : ( مَنْ سَأَلَ اللَّهَ الشَّهَادَةَ بِصِدْقٍ ‏ بَلَّغَهُ ‏‏ اللَّهُ مَنَازِلَ الشُّهَدَاءِ وَإِنْ مَاتَ عَلَى فِرَاشِهِ ) مسلم .

    وهو الذي قال عليه الصلاة والسلام في حق المتخلفين عن غزوة تبوك من الحريصين على الخروج معه : ( ‏لَقَدْ تَرَكْتُمْ ‏ ‏بِالْمَدِينَةِ ‏ ‏أَقْوَامًا مَا سِرْتُمْ مَسِيرًا وَلَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ نَفَقَةٍ وَلَا قَطَعْتُمْ مِنْ وَادٍ إِلَّا وَهُمْ مَعَكُمْ فِيهِ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَكَيْفَ يَكُونُونَ مَعَنَا وَهُمْ ‏ ‏بِالْمَدِينَةِ ‏ ‏فَقَالَ ‏ حَبَسَهُمْ الْعُذْرُ ) أبو داود ومسلم .‏

    فلا أقل من نية طيبة ، تجوب بها أودية أفغانستان ، وجبال الشيشان ، أو هضاب بيت الأقصى المبارك .. إذ أنت في محرابك ، قد حبسك العذر .

    لا تعجب أيها الحبيب فقد تسبق بهمتك قوم آخرين :

    ‏عَنْ ‏ ‏أَبِي هُرَيْرَةَ ‏ ‏أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏قَالَ : سَبَقَ دِرْهَمٌ مِائَةَ ‏ أَلْفِ ‏ دِرْهَمٍ ،
    ‏ قَالُوا: وَكَيْفَ ؟؟
    قَالَ : كَانَ لِرَجُلٍ ‏‏ دِرْهَمَانِ تَصَدَّقَ بِأَحَدِهِمَا ، وَانْطَلَقَ رَجُلٌ إِلَى ‏ ‏عُرْضِ ‏ ‏مَالِهِ فَأَخَذَ مِنْهُ ‏‏ مِائَةَ أَلْفِ ‏‏ دِرْهَمٍ فَتَصَدَّقَ بِهَا ‏. النسائي بسند جيد

    بكى صاحبي لما رأى الدرب دونه **** وأيقن أنـّا لاحِقــان بقيصرا
    فـقـلـت له لا تـبـكِ عـــيـنـك إنــمــا **** نحاول مُلكا أو نموت فنُعذرا

    وقبل أن يسير من عندك القوم هذا وليد الأعظمي يقول في مجلسك خاتماً زيارة القوم لك :

    عـاد الربيع جمــيلاً في مـباهجه *** إن الـربيع لمعـنى مـن معــانينا
    فهـل يعـود ربـيـع الروح ثانـية *** بالحق والعدل والإيمان مقرونا ؟
    ما قيمة الحسـن والأرواح ذابـلة *** تستمريءُ الذل والإفساد والهونا
    رانت عليها الخطايا فهي صائدة *** والقـلب يصـدأ إن لـم تجله حينا .

    وقبل أن أودعك .. أيها الحبيب .. أجد نفسي ملزما بحسن الختام معك .. وقبلا منك بذكرى رسول الله صلى الله عليه وسلم :

    كالروح والريحان ذكرك يعبق **** فتهلل الدنيا له وتصفق
    وتسرها ذكرى ربيع محمد **** حيث الحياة جميلة تتألق
    يهتز عند الفجر نفح عبيرها **** كالمسك في أرجائها يتفتق
    وربى موشاة الأديم بسندس **** خضر تموج كأنها إستبرق
    وجداول ماء العيون كمائها **** عذبا يفيق وسلسلا يترقرق
    والأقحوان الطلق يبسم ثغره **** والياسمين منضد ومنسق
    وعيون نرجسة له ترنوا كما **** يرنو المحبُ إلى الحبيب ويحدق
    وتطير ما بين الزهور فراشة **** طوراً تغيب بها وطورا تُشرق
    هـذا ربـيـع محمد وبهاؤه **** كـل القـلوب لحسـنه تتعـشـق
    وتعيش بالذكرى تجدد عهدها **** بالحق والخير الذي يتدفق .

    وهذا ما جاد به القلم ، والله الحافظ من الزلل ، وصلي اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

    سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين .

    لاتنسوني من صالح دعائكم .

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Aug 2001
    الموقع
    السعودية
    الردود
    1,209
    الجنس
    امرأة
    اخي الفاضل ... امير
    بارك الله فيك وجزاك الجنة جنة الفردوس الاعلى

مواضيع مشابهه

  1. تعلمي معنا مجانا و حقيقي معنا أحلامك...لا تفويتي الفرصة
    بواسطة سندبال في حافز الوظائف والدورات التدريبية والمشاريع التجارية
    الردود: 1
    اخر موضوع: 07-05-2011, 04:42 PM
  2. أشهى دجاج مشوى يمكن تذوقه على الاطلاق
    بواسطة nosa2007 في الأطباق الرئيسة
    الردود: 11
    اخر موضوع: 27-04-2007, 07:36 PM
  3. الردود: 9
    اخر موضوع: 18-04-2006, 02:00 AM
  4. ا لعنا ية با ليد ين
    بواسطة زينة في العناية بالجسم والبشرة والمكياج والعطورات
    الردود: 3
    اخر موضوع: 28-03-2002, 08:42 AM

أعضاء قرؤوا هذا الموضوع: 0

There are no members to list at the moment.

الروابط المفضلة

الروابط المفضلة
لكِ | مطبخ لكِ