بسم الله الرحمن الرحيم ..
أخواتي ..
سيكون لي معكم بإذن الله تعالى مشاهدات عامة شاهدتها أو بالأحرى ملاحظات لاحظتها هنا وهناك سواء في الأماكن العامة أو بعض الأماكن الخاصة .. هذه المشاهدات شاهدتها بنفسي فلا أقول قال فلان أو فلانة أو سمعت من فلان أو فلانة وإنما أقول شاهدت وقلت وكتبت .. وأسأل الله التوفيق والسداد ..
وأبدأ معكم هذه المشاهدات من مكة المكرمة ..
وبدأت بها مشاهداتي لأنها الآن محط أنظار كل المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها .. وتتجه إليها قلوب المؤمنين .. وتتوجه إليها وما زالت جموع المصلين والمعتمرين وخصوصاً في هذا الشهر المبارك .. نسأل الله أن يتقبل منا ومنهم ..
فمنذ شهر تقريباً كنا في مكة المكرمة وكم يسوءني ما أرى في هذه البلد الطاهرة من بدع .. وللأسف الشديد أرى أن هذه البدع تتكرر في كل زيارة لي إلى تلك البلد ..
فأول ما يدخل المعتمر أو المصلي للحرم المكي يجد رجال يلبسون جاكيتات سوداء طويلة ويطلق عليهم لقب ( المُطّوفين ) هؤلاء المُطوفين يطوفون بالمعتمرين ويسعون بهم ويقومون بترديد أذكار وأدعية معينة فيرددها المعتمرين خلفهم .. بل أجد أن هؤلاء المُطوفين قد اتخذوا من هذا الفعل مهنة أو وظيفة لهم ! ..
وهنا أتساءل هل هذا الفعل من السنة .. وهل فعله رسول الله أو صحابته رضوان الله عليهم .. ؟!
وهل يثاب المُطوف على فعله المخالف للسنة .. ؟!!
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس فيه فهو رد ) [ البخاري ] ..
إن هؤلاء المُطوفين ربما يكونوا قد حفظوا شيئاً أو كثيراً من الأذكار أو الأدعية الواردة في السنة .. ولكن لعلنا لو ناقشنا بعض هؤلاء المُطّوفين أو سألناه عن معاني ما يقول لم يكن عنده من ذلك خبر .. بل أحياناً نجد أن الأدعية التي يرددونها ضعيفة أو غير واردة في السنة ..
بل أننا نجد أن كثيراً من المعتمرين قد أخذوا بفعل هؤلاء المُطوفين .. فنجد بعض الطائفين وقد اجتمعوا جماعة على قائد يطوف بهم ويلقنهم الدعاء بصوت مرتفع .. فيتبعه الجماعة بصوت واحد فَتعلوا الأصوات وتحصل الفوضى فضلاً عن إزعاج بقية الطائفين فلا يدرون ما يقولون .. وفي هذا إذهاب للخشوع وإيذاء لعباد الله تعالى في هذا المكان الآمن .. بل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما رأى صحابته قد علوا أصواتهم بالتكبير قال لهم : ( فإنكم لا تدعون أصم ولا غائبا إنما تدعون سميعاً بصيراً ) .. [ رواه البخاري ] ..
ويا ليت الأمر وقف عن الرجال فقط ! .. وإنما إنتقلت هذه الظاهرة إلى النساء أيضاً .. حيث رأيت جماعة من النساء تتقدمهم واحدة منهن وفي يدها كتيب للأدعية تقرأ بصوت مسموع وهن يرددن وراءها !! ..
سبحان الله على الرغم من أن هذه الظاهرة ليست جديدة بل تتكرر وأشاهدها في كل سنة إلا أنني في المرة الأخيرة تساءلت بيني وبين نفسي وقلت :
أين الدعاة .. وأين دور الدعاة في الحد من هذه الظاهرة .. ؟!!
بل أنني تمنيت وجود دعاة ثقة تتبانهم المؤسسات الخيرية ويكونون على علم بمختلف اللغات حتى يقومون بتوجيه بعض الجاليات التوجيه السليم ..
بل أنني تمنيت أكثر من ذلك تمنيت وجود دعاة ومشائخ على مذهب أهل السنة والجماعة في كل حملة من حملات الحج والعمرة والتي تأتي إلى مكة لأداء الحج أو العمرة وحتى يدعون الناس على علم .. وحتى لا تتكرر المشاهد المحزنة والأخطاء التي ترتكب بإسم الدين ..
الروابط المفضلة