.....
المرآة - ما من أحد إلا ويحتاج إلى النصح ؛ ولذا كان من حق المسلم على المسلم أن إذ طلب منه النصيحة أن يبذلها له .
والنصيحة -يا همام- شأنها شأن أي عبادة لا بد فيها من إخلاص النية وتحري الاتباع ؛ تحقيقاً للعدل في القول ، ولكي تخرج عن محذور التشفي والفضيحة والاحتقار .
إن عالم الانترنت ممتلئ بأصناف ومشارب وأفكار متعددة ،، وقد قلت لك سلفاً بأن نوعية الأعضاء المشاركين في أي منتدى هي التي تحدد وجهته ومدى جديته ،،
ومن هنا يا همام ، فحديثي سينصب عن المنتديات الجادة ، دون غيرها من المنتديات التي لها في التامل فن خاص بها ،،
قلت لك سلفاً : بأن المنتديات توفر لك من خلال الكتابة التصور عن الكاتب ، ولذا فمن الصعب عليك تحديد شخصيته من التسامح وسلامة الصدر وحمل الكلام على المحمل الحسن ، إلا بأن تتكلف تتبع ما يكتب ،،،
لكن ينبغي عليك في جانب النصح أن تغلب حسن النية ، وسلامة صدر المقابل ، مع انتقائك لألفاظك في النصيحة وإظهار المحبة والشفقة بالمنصوح وإظهار الحجج والأدلة في تأييد قولك ، ومن ثَمَّ إن وقع ما تحذر منه من حمل كلامك على غير ما أردت ، أو من صد وعدم تقبل ، فاصبر على ما أصابك ، وأعرض إعراض الكريم ، واعلم بأنك قد أديت الذي عليك أما قبول النصيحة فأمر راجع إلى المنصوح ،، وواجبك أن تبذل النصيحة له أو لغيره ،،،
إن النصيحة على أنواع ، منها ما يكون توجيهاً لخير ، أو دفعاً عن شر .
والمنتديات يدخلها الخطأ في باب الإيمان وأبواب العبادات العملية . كما يدخلها باب توجيه الآخرين إلى ما ينفع دنيا وآخرى ، وكل ذلك داخل تحت النصيحة ، والتي بها مع الإيمان تتحقق الخيرية . قال تعالى : {كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله} ،،
وإن من آفات النصيحة التي يستغلها الشيطان بأن يوحي في نفس الناصح غروراً مبطناً ، ويظهره على أنه خير ممن يوجه إليه النصيحة علماً وفهماً وإدراكاً ،،
وفي المقابل يوحي في نفس المنصوح بأن هذا ما أراد بالنصيحة إلا أن يتعالى عليك ويظهر نفسه أنه خير منك ،،
وهذه الآفة تحمل على خروج النصيحة عن مسارها ، إلى أن تكون وسيلة هدم وتحريش ، وتعكير صفو الود ، ونفرة القلوب . فإياك ثم إياك يا همام !!
ومن آفاتها أيضاً أن يكون لشخص ما رأي يرى أنه هو الصواب ، وأن رأي غيره خطأ-وهذا لا غضاضة فيه فيما هو محتمل للرأيين- ،
فقد يرى من يخالفه في رأيه ، فينصحه ويحاول إقناعه برجاحة رأيه ، ولعل المنصوح يتبنى خلاف ما يراه الأول ، فتقع بينهما النفرة ، والخصام ،،
ومن هنا فإن مقام الاحتمال وما يحتمل الوجهين والنظرين ، ينبغي عليك- يا همام- أن تستفصل من المنصوح ، فإن رأيته لا يتنبى الرأي المخالف لرأيك ، أو هو يوافقك وأخطأ ، فهنا قدم له النصيحة ، وإن رأيته عالماً بما يقول مقتنعاً به ، فلتسلم له حاله ورأيه ، واختلاف الرأي لا يفسد للود قضية .
نعم المسائل التي لا مجال للمخالفة فيها ينبغي فيها الإنكار ، وهذه جادة تحتاج إلى ممارسة وسلوك وتعلم ، وفوق كل ذي علم عليم .
واعلم يا همام بأن النصيحة متى ما كانت في السر دون العلن فهي أدعى للقبول ، ولطالما رددنا أبيات الشافعي المعروفة :
تعمدني النصيحة في انفراد-------------وجنبني النصيحة في الجماعة
فإن النصح بين الناس نوع--------------من التوبيخ لا أرضى استماعة
.....
غير أن هناك ما يجعل توجيه النصح في العلن أولى ؛ كما إذا تعلق بأمر قد ذاع واشتهر ، أو تعلق بعرض مسلم قد تكلم فيه ، ومع هذا فلا بد من العدل والقسط وعدم التحامل ورمي الألفاظ والاتهامات ،،
يا همام ! إن الله تعالى يقول لنبيه الكريم صلى الله عليه وسلم : {فإذا فرغت فانصب . وإلى ربك فارغب} ، فالحياة ميدان للعمل والعبادة ، والمنتديات ينبغي أن لا تخرج عن هذه الدائرة ، وأنت إذ شاركت في منتدى جاد وهادف لزمك أن تكون فاعلاً ومؤثراً ومحققاً للعبودية ؛ إذ لا ضياع للوقت ، وكل ما تسطره فهو إما لك أو عليك ،،
واقرأ يا همام هذا الرابط ، وتأمل ما ذكره الكاتب وفقه الله إلى كل خير :
http://www.lakii.com/vb/showthread.p...840#post308840
وأخيراً ، هذه نصيحتي لك يا همام ،، وكل الناس يغدو فبائع نفسه ، فمعتقعا أو موبقها !!،،
سلام عليك يا همام ،،
سلام عليك يا همام ،،
سلام عليك يا همام ،،
..................
ومضى همام فهل من عودة ؟ !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
الروابط المفضلة