بسم الله الرحمن الرحيم
كان رمضان مدرسة للصبر على الطاعات ومجاهدة النفس..
وتهذيبها وتقويمها..
وتعلم المداومة على الطاعة..
فيتبرمج المسلم على الانتقال من حسن إلى أحسن..
ففي الأيام الأولى من الشهر يبدأ بالصيام والقيام..
كل يوم يصوم ويقوم أول الليل بصلاة التراويح..
ومن عادة الإنسان أنه إذا بدأ في عمل يبدأ متحمسا ثم يفتر شيئا فشيئا..
ولكن رمضان علمنا الجدية ..
فإذا دخلت العشر الأخير من رمضان..
زاد المسلم نشاطا فشد المئزر وزاد في العمل والطاعة..
فإن كان يقوم أول الليل في الأيام الأولى فإنه في هذه العشر يطيل القيام
ويقوم آخر الليل..
وإن كان يقرأ شيئا من القرآن فإنه في هذه الأيام يزيد في القراءة فيقرأ أكثر
بل إن كان في بداية شهره ينشغل بأمور دنياه شيئا ما..
فإنه في هذه العشر يحرص أشد الحرص على التفرغ ما أمكن للعبادة والطاعة..
هذا هو المنبغي علينا جميعا..
وهذا هو حال سلف الأمة..
وكذلك الأمة ولله الحمد لا زالت بخير..
فإننا نرى في زماننا من النماذج المشرفة ما تقر به الأعين..
فهذه امرأة حدثوني عنها من عائلة معروفة(شابة لم تجاوز السابعة والعشرين) لئلا
يظن البعض أنها قد بلغت من الكبر عتيا ..كلا بل هي شابة عندها من الرغبات ما ترغبه
أي شابة غيرها ولكن حالها في هذه العشر عجب عجاب..
لا يمكن في هذه العشر أن تكلم أحدا(بمعنى تسولف) تتكلم بالكلام الضروري فقط..
روح تعال خذ امسك....الخ ..فقط وغير هذا فهي في انشغال دائم بالعبادة..
قراءة للقرآن وتسبيح وتهليل وتكبير وصلاة وانشغال بأعمال البر..فإذا حدثها
أحد التفتت إليه وقالت سبحان الله والحمد لله والله أكبر.. إشارة إليه بأن يسكت ..
هكذا هي حتى تنصرم ليالي رمضان ويأتي العيد..
فيا لسعادتها بالجوائز يوم العيد من رب العالمين..
حين توزع الجوائز فيفرح العاملون وخسر هنالك المبطلون..
إنها نموذج عملي لشابة تعيش في عصرنا وليست في عصور السلف..
وغيرها كثير ولله الحمد..
فأين أولئك النساء والفتيات التي ما إن تدخل العشر على إحداهن حتى تنشغل بالأسواق
فهي من مجمع إلى مجمع ومن مركز تجاري إلى آخر حتى ينتهي رمضان ..
بدعوى الاستعداد للعيد!!!
فعجبا لها لو قارنا حالها بحال تلك الفتاة الصالحة لعرفنا من هي والله التي استعدت للعيد حقا..
أسأل الله أن يوفقنا لفعل الخيرات..وأن يجعلنا من خيرة أوليائه وصفوة أصفيائه..
وأن يجعلنا من عباده المخلصين..ويدخلنا برحمته في عباده الصالحين..
والله أعلم
الروابط المفضلة