بسم الله الرحمن الرحيم
تكلمت إليكن أخواتي الداعيات عن أدواء القلوب وأمراضها ، والتي تقدح في الإخلاص وتنقص العمل أو تحبطه ، نسأل الله السلامة و العافية ...
وإني لأعلم بأن الحديث عن هذا الأمر الخطير الهام يطول ، ويطول .. وحسبنا أن يَتَلَفَّت كل منا إلى حوانب الخلل في قلبه وإيمانه .. وأن يكثر من العبادات التي يخلو فيها مع ربه ولا يعلم بها أحد ؛ كقيام الليل والذكر والصوم ..
وأتكلم لكن هنا أخواتي عن الجانب الآخر المكمل للإخلاص ، وهو الدعامة الثانية لقبول العمل، ألا وهو اتباع أمر النبي صلى الله عليه وسلم ولزوم سنته وطاعته والرضا بحكمه ظاهراً وباطناً .
إن الدعوة إلى الله من أعمال البر ومن العبادات ، والعبادة قائمة على الاتباع-كما بينت أولاً- ، ولذا علينا أن لا نستحن أموراً بعقولنا المجردة ، ثم نجعلها ديناً وقربة .
لقد قال الله تعالى لنبيه الكريم : { قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين} ...
وسلوك هذه السبيل الكريمة -سبيل النبي صلى الله عليه وسلم- لا بد وأن يكون على بصيرة ..
أختي الداعية ، لا بد لك من أن تكوني على بصيرة فيما تدعين إليه ، وفي الطريقة التي تدعين بها ..
لا بد لك من تَعَلُّم العلم الشرعي القائم على هدي الكتاب والسنة ونهج السلف الصالح ..
لا بد وأن يكون عندك إلمام فيما نصَّبتِ نفسك له ..
وتأملي ، فإن الله تعالى ما سأل عبده ورسوله نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم الاستزادة من شيء إلا من العلم : { وقل رب زدني علماً } ..
وتأملي من حذرنا الله طريقهم وسبيلهم (المغضوب عليهم والضالين) ، أولئك اليهود المغضوب عليهم ؛ علموا وما عملوا ..
والآخرون النصارى الضالون ، عملوا على جهالة ..
وتأملي ما أَمَرك الله به ... الإخلاص والمتابعة والعلم ...{قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين} .
أسأل الله تعالى لي ولكن الإخلاص في القول والعمل ، وأن ينفعنا وينفع بنا وأن يجنبنا شر أنفسنا والشيطان وشر كل ذي شر ، وأن يرزقنا العمل النافع والعمل الصالح المتقبل....
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ..
والحمد لله رب العالمين ..
الروابط المفضلة