تأملات ووقفات (6) مخلفات الأزمات
آمل من الأخوة والأخوات أن يقرأوا ما سأكتبه ، فإن رأوا علي خطأ فليقوموني ، فإنما هي رؤى وأفكار تحتمل الصواب وتحتمل الخطأ ،، والله المستعان .
توالت علينا أمة الإسلام في الفترات الأخيرة من القرن الهجري المنصرم وهذا القرن الهجري حوادث كثيرة ، لربما يستغرب الناظر كيف مرت هذه الأزمات الكبيرة مع حجمها العظيم في هذه الفترة الوجيزة ،،
لقد أثرت هذه الأزمات على الفرد المسلم وعلى المؤسسات المسلمة الحكومية والأهلية ، وأفرزت تناقضات شتى ،، فمن لاءات الخرطوم - على سبيل المثال - إلى مبادرة عربية للسلام والتطبيع ،،
وأنا هنا لن أناقش أزمة من الأزمات بعينها ،، ولكني أريد أن أسلط الضوء على بعض من مخلفات وإفرازات هذه الأزمات التي ألقت بظلالها على الأمة مؤسسات وأفراد .
1- اخنزال القضايا :
أضرب مثالاً قضية فلسطين ،، فمن كونها قضية المسلمين الأولى اختزلت لتكون قضية الصراع العربي الإسرائيلي ثم إلى قضية الشرق الأوسط ثم إلى قضية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ،،
وحيث كان اليهود أعداء الملة اختزلت القضية إلى تقسيم اليهود إلى حمائم وصقور ثم إلى حزب ليكود المتطرف وحزب العمل المتسامح ،، ثم اختزلت إلى شارون ،، وكأن القضية في بقاء شارون أو رحيله ,
إن اختزال هذه القضايا المهمة بهذه الصورة يميت الأمة ويورث في أبنائها التنصل والانفصال عن قضاياها وهذا ما سعى إليه أعداء الملة .
ليست القضية مقتصرة على قضية فلسطين ،، بل يدخل في ذلك كافة أساسات الأمة ، كمسألة الإيمان ، فمن تميز المسلمين وكونهم دعاة الحياة في العالم إلى إبراز العنصر العربي والقومية العربية إلى ما نسمعه الآن من دعوات التسامح والعولمة والتعايش مع الآخر ونبذ التفرقة و..و.. ،، إلى آخر تلك الأقاويل الممجوجة ، والتي أبنت طرفاً منها في التأملات تحت عنوان ( الحوار ) . لا أريد أن يفهم من قولي أني أرفع شعار الشعوبية !! بل أنا عربي وأفتخر بذلك ، وأمة العرب اصطفاها الله تعالى ،، ولكن الرابطة التي تربط بيننا هي رابطة الدين والإسلام لا العروبة والتراب ،،
2- الانهزام النفسي والتعلق بالآمال دون التحرك الجاد . فقد كثر في الآونة الأخيرة التعلق بالرؤى والمنامات وإثارة أحاديث آخر الزمان ،، وما إلى ذلك .
أنا لا أنكر أن الرؤيا الصادقة من الوحي وأنها خير للمؤمن ، وأن في آخر الزمان لا تكاد تخطئ للمؤمن رؤيا ، ولكني ضد التعلق بها والنكوص عن العمل .
3- وهي متعلقة بالنقطة التي قبلها ،، التنصل من المسؤولية وإلقاء التبعة على الآخرين ،، إما على الحكومات أو الأعداء .
نعم للحكومات دور كبير لما يحصل ، وهم مسؤولون أمام الله تعالى ثم أمام التاريخ عن هذه الأمة ، ولكن ما الذي قدمته أنا وأنت ؟!!
عندما نتحدث عن أضرار التبرج وانتشار وسائل الفساد مثلاً ، ينبري بعضنا ليقول : الحكومات هي التي ساعدت على انتشار هذه الأمور ، ومكنت منها ،،
نعم أنا أوافقك على أن الحكومات تتحمل عبئاً كبيراً من ذلك ،، ولكن أين دورك أنت ؟ !! أن تترك ابنتك أو أختك أو زوجتك تتبرج ، أو تترك ابنك يلهث وراء نزواته أو أن تهمل في بيتك ،، ثم تتذرع بأن الحكومات مسؤولة ؟!! أنت تتحمل جزءاً من المسؤولية .
الروابط المفضلة