كنت قد أحسست بنوع من الغثيان الباعث على الاستفراغ وذلك عندما سمعت أن أمريكا استخدمت حق الفيمتو تجاه القرار المتعلّق بشأن بعث قوات دولية لحماية الفلسطينيين .

ولم يكن دافعي لمثل هذا الشعور المتطرف هو عدم توقعي لمثل هذا الموقف الأمريكي ...
كما أن ذلك الشعور لم يكن ليُبنى على توقع أن القوات الدولية ستفعل شيئاً،،
لكنه شعور يأتيك عندما ترى أيمن منك فلا ترى إلا ... وترى أشأم منك فلا ترى إلا...ــّة، ولكن الله تعالى غالب على أمره.
نسبة الغثيان قلت تدريجياً ... ولم أجد نفسي إلا خارجاً من مركز التسويق.....
على يمينك وأنت تغادر البوابة الأولى لمركز التسويق توجد لوحة كبيرة للإعلانات... لفت انتباهي إعلان يحمل عنواناً قريباً من هذا.."5000 دولار لمن يساهم في ردع هؤلاء الذين يقومون بهذا العمل الإجرامي"... وفي أسفل العنوان علقت صورة تجسد ذلك العمل الإجرامي..

نعم مازال في هؤلاء قلب.. مازالوا يشعرون..
لاشك أنك عندما ترى من يشاركك في المشاعر والدفاع عن المظلومين تحس بنوع من الاطمئنان.
5000 دولار لمن يساهم في وقف مثل هذا العمل المشين الذي يؤدي إلى إراقة الدماء ..
في أسفل الإعلان ملاحظة:"لقد تم جمع هذا المبلغ من بعض الجمعيات" وفي أسفل العنوان وضع رقم هاتف للمشاركة...
يخالجك شعور بأن الشعب الأمريكي هو الشعب الذي سينصر الفلسطينيين يوماً من الأيام ...لأنه يملك إعلاماً متفتّحاً! ، حتى وإن كان ينتمي لدولة ترفض الاعتذار عن عمليات التجسس!
ثم تقترب من الصورة أكثر ..وقد اعترى وجهك استعداد للألم وتقطيب الجبين ونفسك تردد(مساكين هم المسلمين الفلسطينيين)، كم من الصور تجسّد معاناتهم ولكن ليس لهم إلا البواكي!
ثم تقترب من الصورة أكثر يالها من مسكينة لقد غطى وجهها الدم .
ثم تقترب أكثر ..لترى الفعل القبيح بها..
يخالجك شعور بالغثيان مرّة أخرى .. لا يستطيع الإعلام العربي أن ينشر مثل هذه الصورة.
تقدم رجلا وتأخر أخرى .
ثم تحدّق في الصورة.
يعتريك شعور غريب ثم تقول إنها...... !
ثم تحوقل وتقول :
(لا حول ولا قوة إلا بالذي خلق القطّة!)


كتبه الأخ العزيز أبو حسين
الولايات المتفرقة - فيرجينيا