بنات كلنا ما صدقنا حملنا وشفنا بيبيهاتنا وبعضكم لسه بيتمنى الحمل وبيعمل المستحيل علشان يحمل.. حطوا نفسكم مطرح هذه الأم وهذا الأب.. انتظروا ولدهم خمس سنين وعلاج من هون لهون وفي الاخر بعد ما فرحوا فيه بس خمس شهور اتخطف منهم يا قلبي..
والله من وقت ما قرأت الخبر وشفت أهله على فضائية الأقصى وأنا قلبي بيغلي ومش قادرة أنسى منظره خصوصا انه بنتي في نفس العمر.. ادعوا لأهله بالصبر والله يعوضهم عنه خير
غزة - وكالات - سرير وطاقية ودراجة لم يسر بها بعد وبواقي البامبرز هذه ذكرى تبقت لوالديه المفجوعين بفقدانه المبكر. والدة ناصر البرعي تعبر عن حزنها العميق لاستشهاد ابن ابنها الوحيد الرضيع ابن الستة اشهر في غارة اسرائيلية على غزة قائلة "بعد انتظارنا له طيلة خمس سنوات من العلاج يأتي الاحتلال ليخطفه منا بهذه الطريقة البشعة في منتصف الليل ونحن نائمون وآمنون".
خمس سنوات كانت كافية لاختبار صبر والديه وخمسة شهور أضاءت حياتهما بعد طول انتظار.. فطفلهما محمد نوّر الدنيا حولهما وملأ قلب الجدة سعادة فلم تبخل عليه بالسرير أو الدراجة أو ما دونهما.. ولكنه غادر دون وداع وبقي سريره وحيداً ينتظر. والدته ايمان البرعي اجهشت باكية وقد اشتعلت عيناها جمرتان وتساقطت بعض الشعرات على جبهتها وتعقد اللسان عن النطق فالصدمة أكبر من ان تحكيها بكلمات.
أما الجدة أم ناصر فجلست بصعوبة على ما تبقى من سرير ابنها ناصر والد الطفل الشهيد وقالت "هل يقتلون طفلا في سريره فأي جرائم هذه اللهم صبّرنا على بطش الصهاينة وصمت العالم".
الطفل الرضيع محمد ناصر البرعي فقط خمسة شهور، كانت تود جدته لو جلس أمامها وملأ المنزل الضحكات وتنقل بدراجته يمنة ويسرة فقد ابتاعتها منذ علمت بحمل كنتها بعد خمس سنوات من العقم، وكذلك ابتاعت له عربة صغيرة جميلة كادت تبكي صاحبها بجانب السرير وبواقي البامبرز وطاقيته الحمراء الصغيرة.
"محمد بني اين انت هل قتلوك ولماذا فهل أطلقت صاروخاً وهل أسأت للعالم بضحكاتك البريئة" جدته تساءلت متابعة:" لقد حرموني منك لطالما تمنيت أن أحملك بين يدي دائما حلمت باحتضانك والآن يصمتون عن جريمتهم".
مشاهد الوداع كانت قاسية بقدر " قسوة العالم الصامت" كما تصف الجدة، الوالد ناصر البرعي (30 عاماً) فقد التركيز وبات في انهيار متماسك يصافح المعزين ولا يعلم اين ذهب طفله البريء.
قبيل استشهاد طفله في منزلهم المتهالك الكائن قبالة وزارة الداخلية المقالة بغزة كان ينام الطفل على سرير والديه ملتحفاً بحرارة المحبة ودفء الأبوة وعندما التفتت والدته إيمان لتجلب سريره الصغير من الغرفة المجاورة انهار السقف "ألواح زينجو" واختنق طفلها من الغبار الكثيف الذي أتى بشكل شبه كامل على مقر الوزارة المقابل وعلى بيتهم الصغير.
لا احد استطاع إنقاذ الطفل البريء فالغبار كثيف وتكفي شظايا ألواح السقف لتقضي على الكبار الشداد. قبيل استشهاده بساعات قليلة التقط له الوالد صورة للذكرى وكأن هناك ما دفع الأب ناصر لالتقاط صورة تذكارية مع طفله الوحيد مبتسما.
وتقول جدة الطفل "حاولنا ان نخفي على أمه الامر لكنها سمعت الخبر من الاذاعة فأغمي عليها على الفور ومنذ ان فاقت لم تتفوه بكلمة". وتابعت ام ناصر باكية "بعد انتظارنا له اثر خمس سنوات من العلاج يأتي الاحتلال ليخطفه من بيننا في منتصف الليل بهذه الطريقة الوحشية ونحن نائمون وآمنون". وتابعت وهي تبكي "والله يومها رجع ناصر (والد الطفل) من صلاة العشاء واخذ ابنه وزوجته ليأخذ صورة تذكارية لهما، وعاد الى البيت بعد نصف ساعة واعطاني الولد". وتضيف "جلست العب معه ولما مرت والدته امامه اخذ يبكي وكأنه يريد ان يودعها فحملته امه ودخلوا جميعا الى غرفتهم للنوم".
وتتابع "بعد عشر دقائق استيقظت على صوت صاروخ اصاب المنزل، ولم استطع النهوض من السرير بسبب الحجارة التي تساقطت علي وتوالت الصواريخ واصيبت غرفة ناصر". وتضيف الجدة المفجوعة "بعد ان فتحنا له الباب العالق من كثرة الحجارة المتراكمة اعطى ناصر الطفل لاخيه الذي هرع الى المكان، وقال له خذه الى المستشفى".
من جهته يقول ناصر "كنا لا نزال نحاول مع الطفل ليغفو عندما بدأ القصف فانقطعت الكهرباء ولم اعد ارى شيئا، حاولت ان اهرب بالطفل الا ان الصوايخ سبقتني". ويضيف بحزن وحسرة "عندما وصلت الى الطفل سحبته من قدميه وكان مغطى بالحجارة والردم والمعادن من النوافذ المحطمة". ويتابع "وبعد نقله الى المستشفى توفي فقد كان مصابا في رأسه".
الروابط المفضلة