بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،
أترون مخلوقاً يحمل علينا كل هذا الحقد والكره ،، أ ترونه سيدعنا نهنأ بعيش ؟!! ،،
كلا والله ،، بل سيقعد بكل سبيل ليصد عن سبيل الله ويبغيها عوجاً ،،،
وها هو ذا قد سخر طاقاته وإمكاناته وجنوده ،، صوته وخيله ورجله ،، ومن ظاهره من شياطين الإنس ،، سخرهم لأغراضه الخبيثة ،،
نعم إن منى إبليس أن يغوينا { فبعزتك لأغويينهم أجمعين} ،،
إن أقصى ما يريده أن يدخل أكبر عدد من البشر معه في النار ،،،،
ولكن حقده لا يتوقف عند هذا الحد ،،
بل إن حقده شمل كافة جوانب حياتنا ،، إن لم يستطع الإغواء عمد إلى الإضرار الجسدي والنفسي ،، بل لربما عمد إلى الاثنين كليهما إن استطاع ؛ ليشفي قلبه ، وغيظه وحقده علينا ،،
نعم يبث وسوسته ،، يحرش بين الأخوان والأحباب والأزواج ،، ويسعده أن يفسد ما بين المرأة وزوجها ،، ويقرب من تولى ذلك من أتباعه ويقول له : أنت ، أنت ، إشادة به ، ويجلسه معه على كرسيه ،
قال الحق تبارك وتعالى : {إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين آمنوا} ،،
وقال صلى الله عليه وسلم : {إن الشيطان قد أيس أن يعبده الموحدون في جزيرة العرب ، ولكن في التحريش بينهم} ،، تأمل (في التحريش بينهم) ،، تأمل العبارة وانظر ،، كم نحن واقعون في هذا التحريش ؟ ،،
يلقي اللعين في قلوبنا تأويلات فاسدة لكلام إخواننا ،، يقول الزوج شيئاً فيوسوس في نفس زوجته بأنه يريد كذا وكذا وأنه ،، وأنه،، فيوغر صدرها عليه ،، وفي المقابل يوسوس في نفس الزوج ،، بل والأخ والقريب والصاحب والمحب ، بمثل تلك الوساوس ،، فيفسد العلاقات وينشر البغضاء والتناحر والتدابر ،، عندها ينتشي طرباً وفرحاً .
أتدرون بأنه يبيت على خياشيمنا ؟ ،، ولذا أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أذا استيقظنا من نومنا أن نستنثر ،،
بل بلغت به الدناءة والوقاحة أن يبول في أذن من نام حتى طلع عليه الصبح ،، ذُكر عند النبي صلى الله عليه وسلم رجل نام ليله حتى أصبح ، قال : ((ذاك رجل بال الشيطان في أذنيه)) ، أو قال : ((في أذنه)) متفق عليه ،،
أتدرون بأنه يعقد عقده على قافية أحدنا (أمامك ليل طويل فارقد) ، فإن قام العبد وتوضأ وصلى انحلت عقدهُ ، وأصبح العبد طيب النفس ،، وإن استجاب لوسوسة اللعين أصبح خبيث النفس ؟ ،،
وها هو ذا نبينا صلى الله عليه وسلم يقول لنا كما في المتفق عليه عن جابر : ((إذا استجنح الليل أو أمسيتم فكفوا صبيانكم فإن الشياطين تنتشر ..)) ، وفيه أمر صلى الله عليه وسلم بإيكاء القرب وإطفاء السراج ،، نعم لا يُؤمَن حين انتشار الشياطين أن يؤذوا الصبيان الصغار ،، ولذا أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن نكف الصبيان ،،
نعم ،، إن رسولنا الكريم لم يسلم من شره ،، فقد جاء أحد أعوانه إلى النبي صلى الله عليه وسلم بشهاب من نار ليحرق وجه النبي صلى الله عليه وسلم !!!
أخوتي وأخواتي ،،
لن يقف كيد هذا اللعين عند حد معين ،، بل يتعدى أمره وكيده إلى الإضرار الديني والدنيوي ،،
فأسأل الله تعالى أن يعصمنا من شره وكيده ،، وأن يطهر قلوبنا من وسوسته ونفثاته ،،
قال الحق تبارك وتعالى : {إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدواً إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير} ،،
وقال سبحانه : {يا بني آدم قد لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوءاتهما إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم إنا جعلنا الشياطين أولياء للذين لا يؤمنون} .
فما السبيل للنجاة منه ؟
يتبع ،، الجزء الأخير ،،
الروابط المفضلة