السلام عليكم
منقول من شبكة أنا مسلم

عباد الله :
وبعد الزواج تأتي أسس وضوابط وتوجيهات من لدن حكيم عليم ، لتستمر هذه العلاقة سنين عديدة وآماد بعيدة .
قال تعالى : ( ولهنَّ مثل الذي عليهن بالمعروف ) البقرة 228 .
أي للنساء على بعولتهن من الحقوق واللوازم مثل الذي عليهن من الحقوق اللازمة والمستحبة . قال ابن عباس رضي الله عنهما : إني لأحب أن أتزين لزوجتي كما أحب أن تتزين لي . وهذا من كمال خلقهم رضوان الله عليهم حيث تعلموا بمدرسة النبوة ففاقوا الناس ديناً وخلقاً .
وأما بعض الناس فلا يرعى هذا الحق ، وهو يطلبه من المرأة ، فالعدل واجب ، والمسلم الحق هو : الذي ينصف الناس من نفسه .
وقد أوصى الشرع بالنساء والرفق بهن :
سأل رجلٌ النبيَّ صلى الله عليه وسلم : فقال : ما حق المرأةِ على الزوج ؟ قال : ( تطعمها إذا طعمت ، وتكسوها إذا اكتسيت ، ولا تضرب الوجه ، ولا تقبح ، ولا تهجر إلا في البيت ) أحمد وقال الألباني حسن صحيح ( كتاب الآداب ) للشلهوب باب ىداب عشرة النساء .
وقال صلى الله عليه وسلم : ( استوصوا بالنساء خيراً فإن المرأة خلقت من ضلع ، وإن أعوج ما في الضلع أعلاه فإن ذهبت تقيمه كسرته وإن تركته لم يزل أعوج ، فاستوصوا بالنساء ) البخاري .
ومن الوصية بالنساء : تعليمِهن أمورَ دينِهن مما يحتجن إليه كأحكام الطهارة والحيض والنفاس والصلاة والزكاة لمن تملك مالاً ونحو ذلك من أمور الدين ، فإن لم يكن يعلم هو ذلك وجب عليه تعلمه لتستقيم عبادته هو أولا فهو أيضاً مأمور بذلك ثم تعليم أهله فإن تعسر عليه تعليمهم بنفسه وجب عليه تعليمهم بغيره كتوفير ما يحتجن إليه من الوسائل المعينة على تعلُّم العلم الشرعي الذي تقوم به عبادتُهن ، ككتب أهل العلم الموثوق بعلمهم ، أو الأشرطة السمعية ن أو إحضارهن مجالس العلم إن كان هناك مكان مخصص للنساء وغير ذلك من الوسائل ووجب عليهن تقبلُ ذلك وطلبُه . قال تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة …. ) الآية التحريم 6 .
قال ابن سعدي ـ رحمه الله ـ : أي يا من منَّ الله عليهم بالإيمان قوموا بلوازمه وشروطه ـ إلى أن قال ـ : ووقاية الأهل والأولاد بتأديبهم وتعليمهم وإجبارهم على أمر الله ، فلا يسلم العبد إلا إذا قام بما أمر الله به في نفسه وفيمن تحت ولايته وتصرفه . أ . هـ تفسير ابن سعدي .
ومن الوصية بالنساء الرفق بهن والتلطف معهنَّ وعدم الجفاء فبعض الناس ممن يجهلون السنة يظن أن التلطف مع الزوجة عيب ونقص في الرجولة وهذا من الأخطاء الشنيعة التي يتأصل بسببها بغض الزوجة لزوجها فيقع الطلاق وتفرق الأسرة . قال تعالى : ( لقد لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يؤمن بالله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً ) الأحزاب 21 . فقد حدثت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها كانت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر قالت : فسابقته فسبقته على رجلي ، فلما حملت اللحم سابقته فسبقني ، فقال : (( هذه بتلك السبقة )) رواه أحمد وصححه الألباني ، من كتاب الآداب للشلهوب ، باب أدب عشرة النساء .
وقال صلى الله عليه وسلم : ( كل ما يلهو به الرجل المسلم باطل إلا رميه بقوسه ، وتأديبه فرسه وملاعبته أهله فإنهن من الحق ) رواه الترمذي وقال : ( حديث حسن صحيح ) .
وكذلك من الوصية بهن : غض الطرف عن الزلات ـ إلا إذا انتهكت محارم الله ـ ، وعدم التدقيق والتمحيص للهفوات ، إذا أردت يا عبد الله أن تستقيم حياتك الزوجية ، وأما السؤال عن الشاردة والواردة ومحاسبة الأهل على الصغير والكبير والقليل والكثير فهذا لا تستقيم معه الحياة ولن يستقر البيت يوما واحداً بلا نزاع وقد يؤدي بعد ذلك إلى قطع العلاقة نهائياً فالمرأة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم خلقت من ضلع وذكر أن أعوج ما في الضلع أعلاه والمقصود به لسانها فتنفلت الكلمة منها بلا تفكر أو تبصر ، فإن كان الزوج حكيماً قدر الموقف ونظر وتبصَّر وجاهد النفس وصبر لأنه صاحب العقل الراجح ، ولذا أعطاه الله القوامة على المرأة ، ولو أراد الرجل تقييم المرأة دون استعمال الحكمة فلن يتم له ذلك بحال كما قال صلى الله عليه وسلم : فإن ذهبت تقيمه كسرته والكسر يعني طلاقها فقد صرح بذلك النبي صلى الله عليه وسلم كما جاء في صحيح مسلم : ( إن المرأة خلقت من ضلع ، لن تستقيم لك على طريقة فإن استمعت بها استمتعت بها وبها عوج ، وإن ذهبت تقيمها كسرتها وكسرها طلاقها ) .
فلا بد للرجل أن يكون حكيماً متبصراً غير متسرع ، ولا يترك لنفسه أن تغضب غضباً يفقده صوابه ويعميه عن تفهم المشكلات وحلها حلاً سليماً فإن أعياه ذلك استعان بالله أولاً ثم بأهل الرأي من محارمها وأقاربها ، ولقد أعطانا الله منهجاً في حل الخلاف الأسري لو تمسكنا به لا نعدمت كثير من حالات الطلاق المتفشية ولكان بدلا عنها الوئام والاتفاق بين الزوجين .
قال تعالى : (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً * وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَماً مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلاحاً يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً خَبِيراً) النساء 43،35 . هذه حلول ربانية لو تمسك الناس بها لاستراحوا من عناءٍ كبير ، ولرفرفت السعادة دوماً في أرجاء بيوت صاخبة بالمشاكل أعاذنا الله والمسليمن من ذلك وفرج كرب المكروبين من عباده المسلمين . إذاً : فتمسكوا ـ بارك الله فيكم ـ بالكتاب والسنة واعلموا أنهما مفتاح لما أغلق ، وفيهما الهدى وبيان الحق . وصلى الله على نبينا محمد
النهاية
تحياتي

بارك الله فيك وفي نقلك