بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما اجمل ان يعيد الانسان تنظيم نفسه بين الحين والحين وان نرسل نظرات ناقدة في جوانبها ليتهعرف عيوبها واهاتها وان يرسم السياسات القصيرة المدى والطويلة المدى ليتخلص من هذه الهنات التي تزري به .
في كل بضعة ايام انظر الى ادراج مكتبي لاذهب الفوضى التي حلت به من قصاصات متناثرة وسجلات مبعثرة واوراق ادت الغرض منها .
يجب ان ارتب كل شيء في وضعه الصحيح وان يستقر في سلة المهملات مالا معنى للاحتفاظ به .
وفي البيت ان غرفه وصالاته تصبح مشعثة مرتبكة عقب اعمال يوم كامل . فاذا الايدي الدائبة تجول هنا وهناك لتنظف الاثاث المغبر وتطرد القمامة الزائدة وتعيد الى كل شيء رواءه ونظامه .
الا تستحق حياة الانسان مثل هذا الجهد ؟ . الا تستحق نفسك ان تتعهد شئونها بين الحين والحين لترى ما عراها من اضطراب فتزيله وما لحقها من اثم فتنفيه عنها مثلما تنفى القماممة عن الساحات الطهور ؟! .
الاتستحق النفس بعد كل مرحلة تقطعها من الحياة ان نعيد النظر فيما اصابها من غنم او غرم ؟ وان نرجع اليها توازنها واعتدالها كلما رجتها الازمات وهزها العراك الدائب على ظهر الارض في تلك الدنيا المائجة ؟ ..
ان الانسان احوج الخلائق الى الترقيب في ارجاء نفسه وتعهد حياته على الخاصة والعامة بما يصونها من العلل والتفكك
ذلك ان الكيان العاطفي والعقلي للانسان قلما يبقى متماسك اللبنات مع حدة الاحتكاك بصنوف الشهوات وضروب المغريات ... فاذا ترك لعوامل الهدم تنال منه فهي اتية عليه لا محالة وعندئذ تنفرط المشاعر العاطفية والعقلية كما تنفرط حبات العقد اذا انقطع سلكه .... وهذا شان (... من اغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان امره فرطا )كما يقول الله عزوجل
وكلمة " فرط " هذه ينبغي ان نتامل فيها . فالعامة عندنا يسمون حبات العنب الساقطة من عنقودها ام حبات البلح الساقطة من عرجونها " فرطا " .
وانتزاع حبات الاذرة من كيزانها المتراصة تمهيدا لطحنها تشتق تسميته من المادة نفسها .
والنفس الانسانية اذا تقطعت اواصرها ولم يربطها نظام ينسق شئونها ويركز قواها اصبحت مشاعرها وافكارها كهذه الحبات المنفرطة السائبة لاخير فيها ولاحركة لها .
ومن ثم نرى ضرورة العمل الدائم لتنظيم النفس واحكام الرقابة عليها .
والله عزوجل يهيب بالبشر _ قبيل كل صباح _ ان يجددوا حياتهم مع كل نهار مقبل .
فبعد ان يستريح الانام من عناء الامس الذاهب وعندما يتحركون في فرشهم ليواجهوا مع تحرك الفلك يومهم الجديد .
في هذه الاونة الفاصلة تستطيع ان تسال : كم تعثر العالم في سيره ؟ . كم مال مع الاثرة ؟. كم اقترف من دنية ؟. كم اضلته حيرته فبات محتاجا الى المحبة والحنان ؟.
في هذه اللحظة يستطيع كل امريء ان يجدد حياته وان يعيد بناء نفسه من جديد على اشعة من الامل والتوفيق واليقظة
والى لقاء اخر باذن الله تعالى في الجزء الثالث ..........
ان صوت الحق يهتف في كل مكان لـ................
انها لحظة ادبار الـ...................
ولا تؤودنك كثرة ............................
مع تحيات اختكم ..... ندى البستان
الروابط المفضلة