بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، ثم أما بعد :-

إن للسعادة الزوجية أسباب ومسببات .. وكذاك النكد الزوجي .. فكوني له واحة في صحراء الحياة ليبقى الأمل .. وكوني له استراحة في رحلة الحياة المضنية ليبقى الأمل .. وكوني له مستشاراً في ما يمر به من معضلات ليبقى الأمل .. وكوني له عوناً وسنداً في تقلبات الزمن لبيقى الأمل .. عندها تشعرين أنك قد حزت الأمل وفزت بخيري الدنيا والآخرة ..

إن للسعادة أشكال متعددة .. وألوان مختلفة .. ومداخل متباينة .. تستطيعين الإلمام بها والتعامل معها .. ويتوقف ذلك على مدى رغبتك وحرصك .. ليبقى الأمل ..

من المؤكد أن العلاقة بينك وبين زوجك تتوقف سلباً وإيجاباً عليك أنت في المقام الأول !!!! فإذا كانت شخصيتك فعالة ومعطاءة .. صريحة ومتفهمة .. استطعتِ النجاح وحصلت على الأمل ..

فالرجل إنما يطلب السكينة .. يطلب الاستقرار .. يطلب الهدوء في بيته .. في عشه الهانئ .. وذلك لكثرة ما يلاقيه في عمله من جهد ومشقة .. فيتحمل الكثير مضطراً من أجل عيشكما معاً .. ومن أجل الأمل ..

وحين يعود إلى بيته يتمنى أن يقابل الزوجة اللطيفة .. الودود .. التي تستقبله بالابتسامة الرقيقة .. والكلمة الطيبة .. والمظهر الجميل .. فتمسح بذلك عناء ما لاقاه خارج هذا البيت .. وتكون بذلك مثالاً للزوجة الصالحة .. والباحثة عن الأمل ..

أيتها الزوجة .. يا أغلى ما في الوجود .. يا من تبحثين عن الأمل ليبقى .. واجبك أن تُظهري لزوجك المودة بالإقبال عليه .. وإظهار الشعور بالفرحة لقدومه .. السؤال عن كيفية قضائه لوقته في العمل .. واسيه إن كان مستاءً .. وأظهري سرورك إن كان مستبشراً ..

فلا تترددي أيتها الغالية في أن تكوني السبّاقة في إظهار هذه المودة .. وفي استشعار تلك الرحمة اللتين فطرك سبحانه وتعالى عليهما في قوله { وجعل بينكم مودة ورحمة } .. فهذه المشاعر الجميلة الراقية لا تتولد في النفوس لتبقى حبيسة بداخلها .. وإنما لتمارس حتى تعطي مردودها الإيجابي .. فاجعليها مهارة تمارسينها مع أفراد أسرتك كل يوم .. ليبقى الأمل ..

أنتما زوجان .. حبيبان .. تقتسمان السكن .. وتشتركان في القلب .. والقالب .. والحب .. والمودة .. والأمل ..

هي .. تسميه : طفلي المدلل .. عمري المزهر .. بهجة ناظري ودفق مشاعري .. وأملي في صحراء الألم ..

هو .. يحيك لها من عطفه وحنوّه ودفئه كساء السعادة .. ويرويها للعالم حكاية حب أصيلة .. لأنها أمله في صحراء الألم ..

هي : تهديه الحب كله .. توليه الرعاية كلها .. تهبه الزمن والحس والفكر الراشد .. نوراً لطريقه الممتد في صحراء الألم .. لأنه الأمل ..

هو : كعش طائر يبني جنتها قشة .. قشة .. ويغرس جنائنها زهرة .. زهرة .. ويجمل لياليها بالنجوم نجمة .. نجمة .. لتولد البسمة من عينيها .. لأنها الأمل ..

وإلى اللقاء في الحلقة القادمة .. ومع الأمل ..

محبيكم : أم عبد الله و أبو عبد الله الذهبي ..