ولنواصل التحليق في الخيال..ونتخيل الجنة..
(وإذا رأيت ثم رأيت نعيما وملكا كبيرا)..
بعد أن ينادي المنادي يزدحمون على الأبواب رغم سعتها..
فإذا دخلت..تركض إلى قصرك..تعرف قصرك في
الجنة أكثر مما كنت تعرف بيتك في الدنيا..تنظر إلى قصورك
تتعجب من حسنها وبهائها..لبنة من ذهب ولبنة من فضة..
ملتصقة ببعضها بمزيج من المسك..مشكِّلة بذلك منظرا بديعا..
ولوحة رائعة..تمشي على الزعفران..وتصور وأنت تتلذذ بغمس
رجليك في الزعفران..وتتمتع بملامسته وتحريكه..
تنظر حولك فإذا الأنهار تجري بغير أخاديد..تسكب على أرض الجنة ..
تصور منظرها..تتمتع بسماع صوت الماء وهو يجري..
تلتفت إلى الجهة الأخرى..فإذا منظر آخر ..إن العسل يجري..
نهر بل أنهار من العسل..تلتفت أخرى فإذا اللبن وإذا الخمر..
تجري أنهارا..يا له من منظر رائع..إنك تحس بسعادة وسرور
لم تحس بمثلها قط..تشتهي الثمار..فإذا أنت بمجرد أن اشتهيتها
نزل إليك الغصن وتقطفها..وتتلذذ بطعمها وتذوقها..كما تلذذت
بمنظرها وشكلها قبل أكلها..
تنظر إلى الحدائق والبساتين..الله..ما أجمل الحدائق والبساتين..
تشتم عبق ريحها..والنسيم العليل في الجنة..تتمتع بالمناظر الرائعة..
العيون تتفجر بالماء..والبعض الآخر منها ينضخ بالماء نضخا..
ما أجمله من منظر..تناسق بديع..أبدعه الرحمن..
الأزهار والثمار..أشكال وألوان..تتسامرون وتتحدثون وتتذكرون..
أتذكر يا فلان ما أصابك في الدنيا..تلك المرة..أتذكر؟..كيف هو
النعيم الآن؟...نعم..نعم..الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن..
أنت في الجنة في نعيم وسرور..تتنقل بين الحدائق والقصور والخيام..
نعم الخيام لا تظننها كخيام الدنيا..كلا..فالخيمة هناك من لؤلؤة مجوفة
يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها..عرضها ستون ميلا..
الله أكبر..نعيم وسرور..وفرح وحبور..
(الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن)..صدق الله القائل..
(وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين
فيها ومساكن طيبة في جنات عدن ورضوان من الله أكبر ذلك هو الفوز
العظيم)..ذلك هو الفوز العظيم.. ذلك هو الفوز العظيم..
في الحلقة القادمة..أنتِ في الجنة..
الروابط المفضلة