قال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: { اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم }
[رواه الطبراني والدارمي بإسناد صحيح].
وقال عبدالله بن عمر رضي الله عنه: { كل بدعة ضلالة وإن رآها الناس حسنة }
[أخرجه الدارمي بإسناد صحيح].
وقد أنكر ابن مسعود رضي الله عنه على قوم جالسين في المسجد ومع كل واحد منهم حصاً وبينهم رجل يقول:
( كبروا مائة ). فيكبروا مائة. فيقول: ( هللوا مائة ). فيهللو مائة. فيقول: ( سبّحوا مائة ). فيسبحوا مائة. وقال:
{ والذي نفسي بيده أنكم لعلى ملة أهدى من ملة محمد أو مفتحوا باب ضلالة } قالوا:
( ما أردنا إلا الخير ). فقال: { وكم من مريد للخير لن يصيبه }.
[أخرجه الدارمي وأبو نعيم بإسناد صحيح].
وهذا من فهم سلف الأمة لخطر البدعة وقد قال إمام دار الهجرة مالك رحمه الله:
( من ابتدع في الإسلام بدعة يراها حسنة فقد زعم أن محمداً خان الرسالة لأن الله يقول:
( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً )
فما لم يكن يومئذ لا يكون اليوم ديناً ).
وقال الإمام الشافعي رحمه الله: ( من استحسن فقد شرع )
وقال الإمام أحمد رحمه الله:
( أصول السنة عندنا التمسك بما كان عليه أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم والاقتداء بهم وترك البدعة وكل بدعة ضلالة ).
خطر البدع
1- عمله مردود عليه.
2- تحجب عنه التوبة ما دام مصراً على بدعته.
3- لا يرد حوض النبي صلى الله عليه وسلم
4- عليه إثم من عمل ببدعته إلى يوم القيامة.
5- صاحب البدعة ملعون.
6- صاحب البدعة لا يزداد من الله إلا بعداً.
7- إن البدعة تميت السنة.
8- البدعة سبب الهلاك.
9- البدعة بريد الكفر.
10- البدعة تفتح باب الخلاف الذي لم يُبن على دليل بل على الأهواء.
11- التقليل من شأن البدع يؤدي إلى الفسوق والعصيان.
شبهات لمحسني البدع وردها
1- { ما رآه المسلمون حسناً فهو عند الله حسن، وما رآه المسلمون سيئاً فهو عند الله سيء }.
أولاً: هذا الحديث لا يصح مرفوعاً بل هو من كلام ابن مسعود وقول الصحابي لا يعارض بقول الرسول صلى الله عليه وسلم، وعلى فرض
صحته فيخرج على أن ما رآه جميع المسلمين حسناً فيكون إجماعاً والإجماع حجة. ولا حجة لمن رأى استحسان البدع. والإجماع الأصولي المعتبر هو إجماع
أهل العلم في عصره، وليس من شك أن المقلدين ليسوا من أهل العلم. وأكثر من يعمل هذه البدع هم من المقلدين.
2- قول عمر رضي الله عنه: { نعمة البدعة هذه } وهذا في صلاة التراويح وهي سُنة، ولكن عمر لما أقامها جماعة وقد ترك الرسول إقامتها على إمام واحد
خشية أن تفرض. قال: ذلك من باب البدعة اللغوية وهو ما لم يكن على غرار سابق فلم تكن في عهد أبي بكر أو أن عمر لما أسرج المسجد
واجتمع الناس رأى أن عمله هذا جديد وهو الإسراج فقال: { نعمة البدعة هذه }
وأيضاً عمر رضي الله عنه من الخلفاء الراشدين الذين يستدل بقولهم ما لم يخالفوا النص.
3- { من سنّ في الإسلام سنةً حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيء }.
وهذا الحديث له قصة، وهي أنه جاء إلى الرسول صلى الله عليه وسلم قوم من مُضَر حفاة عراة مجتابي النمار فلما رآهم الرسول صلى الله عليه وسلم
تمعر وجهه لما رأى بهم من الفاقة فأمر بلالاً فأذن وأقام فصلى ثم خطب بالناس يحثهم على الصدقة فجاء أحد الصحابة بسُرّة كادت يده أن تعجز عن حملها فتتابع
الناس حتى اجتمع كومين من طعام وثياب فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: { من سنّ في الإسلام سنة حسنة.. }
فالسنة أنه أحيا سنة الإنفاق بسخاء وليس هو الذي سن الصدقة.
4- العرف وهو ما عليه كثير من الناس من بدع تعارفوا عليها وتمسكوا بها لأنها أعرافهم التي أدركوا عليها آباءهم وهذه هي علة المشركين في
جحدهم للحق ( إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ )[الزخرف:23].
والجماعة ليس هم الكثرة ولكن الجماعة هم من وافق السنة ولو كانوا قليلين. قال صلى الله عليه وسلم:
{ إن الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً كما بدأ فطوبى للغرباء } قيل: من هم يا رسول الله؟ قال:
{ الذين يصلحون إذا فسد الناس } [حديث صحيح].
وقال ابن مسعود: ( الجماعة ما وافق الحق وإن كنت وحدك ).
من أسباب الابتداع
1- الجهل بالسنة المطهرة ومصطلح الحديث بحيث لا يميزون بين الصحيح والضعيف فتكثر الأحاديث الضعيفة والموضوعة
مثل بدعة النور المحمدي، تعتمد على حديث موضوع { أول ما خلق الله نور نبيك يا جابر } وبدعة خلق المخلوقات من أجل محمد صلى الله عليه وسلم
تعتمد على حديث مكذوب { لولاك لولاك ما خلقت الأفلاك }
وخفي على واضعه أن محمداً صلى الله عليه وسلم لولا الخلق ما بعث، قال تعالى:
( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ ) [الأنبياء:107].
2- إتخاذ الناس رؤساء جهالاً يقومون بالفتوى والتعليم ويقولون في دين الله بغير علم.
3- عادات وخرافات لا يدل عليها شرع ولا يقرها عقل مثل: بدع المولد والمآتم وغيرها.
4- اعتقاد العصمة في الأئمة المجتهدين وإعطاء الشيوخ قداسة تقارب منازل الأنبياء.
5- إتباع المتشابهة من الآيات والأحاديث وعدم ردها إلى المحكم.
الروابط المفضلة