بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
الموت غيَّبهم واحداً تلو الآخر ..
أسرة تفتح باب العزاء 12 يوماً لاستقبال المعزين في وفاة أبنائها الثلاثة وخالتهم
الأحساء - صالح المحيسن:
لم يكن يدور في بال أحد من سكان قرية المطير (شمالي الأحساء) أن الأخوة الحقة والالتصاق الدائم بين الأشقاء محمد وصالح واحمد الرحيم والتي كانت مضرب مثل ستكون نهايتها كذلك مضرب مثل؟!
ففي مستهل الأسبوع الماضي وُجد الشقيق الأصغر احمد الذي كان يركب سيارته متوقفاً بجوار محطة الوقود في المطير في وهو يعاني من إصابات وكدمات مختلفة ونزيف حاد في الدماغ ليتوفي بعد ساعات من نقله إلى المستشفى!
وبعد أن فتح مجلس العزاء لاستقبال المعزين الذي استمر ثلاثة أيام (كما هو معمول به في قرى الأحساء)، إلا أن صالح الشقيق الأوسط لم يكن يستطع الحضور لمجلس العزاء كونه يرقد في المستشفى، وما أن همَّ أقاربهم بإغلاق مجلس العزاء في يومه الثالث حتى جاءهم نبأ وفاة صالح، ليتم فتح مجلس العزاء من جديد في دهشة من الأقارب الذين هالهم الخبر!
وفي أجواء حزينة استقبل أخوهما الأكبر محمد جموع المعزين الذي عزوه في شقيقيه أحمد وصالح، ولم يكن يعلم أن الموت الذي خطف منه شقيقيه ليس ببعيد عنه! فبعد أن أنهي يومه الثالث من وفاة شقيقه صالح، جلس في صبيحة اليوم الرابع ليتناول وجبة الإفطار، وما أن أكل لقيمات بسيطة حتى اتكأ على جنبه ليفارق الحياة! ووسط صيحات زوجته التي كانت تجلس قبالته أسرع أبناؤه بنقله إلى المستشفى يحدوهم الأمل أن يكون ذلك السكون والعينان المغمضتان والشفتان الذابلتان مجرد إغماءة بسيطة سرعان ما تنتهي، لكن القدر كان أسرع من مشرط الطبيب أو سماعته، فقد رحل الشقيق الأكبر ليجمعه القدر بإخوانه الذي لم يكن يفارقهم وكأن وفاته إشارة لعدم مقدرته على فراق إخوانه الذين غادروه قبل ساعات!!
قصة مأساة أسرة الرحيم، لم تنته عند وفاة محمد حيث رحلت معهم خالتهم لتكون خالتهم آخر فصل من فصول مأساة هذه الأسرة المكلومة.
المصدر
الروابط المفضلة