بسم الله الرحمن الرحيم
رسالة قيمة..صغيرة الحجم..عظيمة النفع..رسالة تحكيم القوانين لسماحة الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله المفتي السابق للمملكة..سنعرضها هنا في وقفات متتالية بإذن الله ..لما لها من أهمية وخصوصا في عصرنا هذا الذي انتشر وتفشى فيه التحاكم لغير الشرع من التحاكم إلى القوانين الوضعية أو محكمة العدل الدولية أو هيئة الأمم المتحدة نافين شرع الله خلف ظهورهم أو جاعليه مصدرا ثانويا يرجع إليه بعد الرجوع إلى القوانين الوضعية أو المحاكم الدولية الكافرة..والله المستعان على ما يصفون..
قال تعالى ((ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون))..وقال تعالى ((ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون))..وقال جل شأنه((ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون))
ثلاث صفات "الكافرون" "الظالمون" "الفاسقون"..
وسأضع كلام الشيخ باللون الأزرق والتعليق عليه باللون الوردي..

يقول الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله:
إن من الكفر الأكبر المستبين، تنزيل القانون اللعين،منزلة ما نزل به الروح الأمين،على قلب محمد صلى الله عليه وسلم ،ليكون من المنذرين،بلسان عربي مبين،


فبين رحمه الله أن الحكم بالقانون بدلا من تحكيم الكتاب والسنة كفرا أكبر ناقلا عن الملة ..إذ كيف يجعل القانون الذي يضعه البشر بأهوائهم وشهواتهم ويفترون على الله فيه الكذب كيف يجعل بمنزلة الشرع ..وأنى لمؤمن أن يرضى بذلك!!


في الحكم به بين العالمين،والرد إليه عند تنازع المتنازعين،مناقضة ومعاندة لقول الله عزوجل ((يايها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا))
وقد نفى الله سبحانه وتعالى الإيمان عن من لم يحكموا النبي صلى الله عليه وسلم فيما شجر بينهم،نفيا مؤكدا بتكرار أداة النفي وبالقسم،قال تعالى ((فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما))


فبتكرار أداة النفي"فلا" و "لا يؤمنون"..وبالقسم " وربك"..


ولم يكتف تعالى وتقدس منهم بمجر التحكيم للرسول صلى الله عليه وسلم،حتى يضيفوا إلى ذلك عدم وجود شيء من الحرج في نفوسهم بقوله جل شأنه ((لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت)) والحرج :الضيق.


ولهذا يقال أرض حرجة أي ضيقة..أو كثيرة الشجر..


بل لابد من اتساع صدورهم لذلك وسلامتها من القلق والاضطراب.
ولم يكتف تعالى أيضا هنا بهذين الأمرين ،


أي لم يكتف1- بالتحكيم و 2-بعدم الحرج..


حتى يضموا إليهما التسليم وهو كمال الانقياد لحكمه صلى الله عليه وسلم ويسلموا ذلك إلى الحكم الحق أتم تسليم،ولهذا أكد ذلك بالمصدر المؤكد،وهو قوله جل شأنه((تسليما))
المبين أنه لا يكتفى هاهنا بالتسليم..بل لابد من التسليم المطلق.


يقول ابن القيم رحمه الله في مدراج السالكين عن هذه الآية :إن هذه الآية اشتملت على مراتب الدين الثلاث.
ومراتب الدين الثلاث كما هو معلوم "الإسلام-الإيمان-الإحسان"
فنجد هنا مرتبة الإسلام هي في مقام التحيم فمن لم يحكم النبي صلى الله عليه وسلم فليس بمسلم..
لكن لو وجدنا شخصا حكمه عليه الصلاة والسلام ولكن في صدره حرج وضيق من ذلك فنقول بأنه مسلم ولكن تنتفي عنه درجة الإيمان..أي يسلم من الكفر ولكن لا يصل لدرجة الإيمان ..حتى ينتفي الحرج والضيق من صدره..
طيب لو حكم شخص النبي صلى الله عليه وسلم وانتفى الحرج والضيق من صدره ولكنه لم يسلم التسليم المطلق فنقول عنه بأنه مسلم مؤمن ولكنه لم يصل إلى درجة الإحسان..
إذا لابد من التسليم المطلق بدون اعتراض بدون حرج فإذا قال الله أو رسوله كذا قال سمعنا وأطعنا بدون تردد
إذا كمال التسليم يقود إلى مرتبة الإحسان.
فالمقصود هنا أن من لم يحكم الالنبي صلى الله عليه وسلم فليس بمسلم وإن ادعى ذلك..

بارك الله فيكم ونفع الله بكم أخي الفاضل ..

الله المستعان ... من يحكم بشرع الله في هذا الزمان !!
بارك الله فيك أخي وزادك الله علما وتثبيتا .

زوجة داعية
أسيرة الغربة
بارك الله فيكم..

للرفع للأهمية..