جسر المحبة


الجسر الذي لا يبنى من طرفية لايلتقي في الوسط ، وكذلك المحبة إن لم تكن متبادلة بين الزوجين وإلا فإنها لاتدوم.


مقدمة

الحمد لله وبعد

إنك في أبهى زينتك ،...
قد إزداد جمال عينيك بالكحل وشفتيك بأحمر الشفاة، وخديك بلون الورد ، وعطرك فواح على من حولك ، كما أنك في أجمل ثيابك ،...
وأنت الليلة في أسعد لحظات عمرك ، ...
قلبك يكاد يطير فرحا ، ...
وعيناك تتراقص جذلا ،...
وكل شيء حولك رائع وجميل ،...
يل وكل من حولك في فرح وسرور ، وبهجة وحبور ، ...
ما أجمل هذه الليلة وما أجمل ذكراها على مدى الأيام ،...
سيتحقق حلمك الليلة وسيكون لك زوج وبيت وأولاد في المستقبل إذا شاء الله ،.....
الكل سيغبطك هذه الليلة ، وقد يحسدك ، وكثير من قريناتك من ستتمنى لو كانت مكانك ، هذه فطرة النساء ،...
أنت فرحة جدا وخائفة أيضا ، ولا أدري كيف استطعت أن تجمعي بين ذينك النقيضين ! وقد يخالجك شعور بالبكاء من جراء ذلك ، ولكنك تخجلين ممن حولك ،...
وبينما أنت خجولة خائفة حيية يسري الوجل في أوصالك ، قد حبست الكلمات في صدرك ووجم عن النطق لسانك وازدادت دقات قلبك ............
فتح باب الغرفة ودخل الرجل الذي رضيت أن تكوني له زوجة ، بثيابه الجديدة وبسمته الحانية الخجولة أيضا وهو ينظر إليك وقد غمرتة نشوة السعادة الى منتهاها ولكنك لاتشعرين بذلك فأنت عن مشاعرة مشغولة وعن نظراته اليك منفعلة وخجولة ،................................................. ......
إنه ينظر اليك وقد طأطأت عينيك خجلا منه ، الى أن أعاد اليك شيئا من الهدوء والطمأنينة عندما القى اليك التحية بالسلام،..............................
إنها ليلة عرسك بنيتي ، ...
التي كنت لها تتمنين ، وإياها تنتظرين ، ومن عندها ستبدأين ،...............
اليلة بالنسبة لك هي الصفحة الأولى في كتاب كبير كثير الصفحات ، ستسطرين فيه ايام حياتك القادمة بكل متغيراتها المكتوبه عند الباري جل وعلى ، فضعي ذاك نصب عينيك ، ولا يغرنك غلاف الكتاب عما في داخله ، انها حياتك التي ستخوضين ، وله انت تريدين ، وعنها ستسألين،...........
فهل أعددت لهذه الليلة عدتها ؟
وهل ستكون هذه الليلة بداية لحياة سعيدة ؟
هذا ما نتمناه لك بصدق ..........
ولهذا جائت فكرة هذا الكتاب .



اوراق الزيتون



الحلقة ( 1 )


نعم أو لا

للرجل الذي تقدم لخطبتك با لأمس ؟
سؤال مهم جدا ستجيب عليه كل انثى تريد الزواج ، وبناءا عليه ستتوقف سعادتها أو تعاستها ، وهو أمر عظيم عليك بنيتي ، إذ كيف تقررين جوابك الأخير وأنت لاتعرفين عن عالم الرجال شيئا ؟
ولهذا فقد أزيح عن كاهلك مغبة هذا الأمر وألقي على ولي أمرك الذي لايتم زواجك إلا بموافقته ، لأنه أعرف منك بالرجال بلا شك ، كما أنه يبذل جهده أن يختار لك الأصلح ، إن صلحت نيته في ذلك واستعان بالله في ذلك الأمر ولم يدخل المصالح الدنيويه في ذلك، لذا وجب عليك انت أن تسألي الله أن يفتح على قلبه ويرشده للطريق القويم والإختيار السليم .
واعلمي بنيتي أن الرجل الذي تقدم لخطبتك لم يجلبه إلا :
جمالك ، أو
نسبك ، أو
مالك ، أو
دينك ،
وهذا شأن الرجال قاطبة ، فانظري منه ما ينظر منك ، وحاولي أن تعرفي عن شخصيته وتفكيره من خلال الأمور التي ستأتي .

13 عاملا مهما يجب أن تؤخذ بالإعتبار قبل الجواب ب نعم أو لا لكلا المخطوبة والخاطب :

1- السن ، حيث ان التفاوت في السن امر مطلوب وهذا لمصلحتهما وهذا يعني الرجاحة في العقل بالنسبة للرجل وبقاء المرأة صغيرة في عين زوجها ، ولهذا فإن التفاوت يجب ألا يقل عن 5 سنوات ولا يزيد عن 20 سنة ، وهذا لايعني التقيد الصارم بهذين الرقمين ولكن الأفضل .
2- طبيعة المجتمع الذي نشأفيه وتطبع بطباعه ، فكلما كان المجتمع الذي نشأ فيه المتقدم للزواج مقاربا لمجتمع الزوجة كان أفضل كي تتوافق الأخلاق والعادات والسلوك العام ، كما أنه يسهل لغة الحوار بين الزوجين مستقبلا بدلا من اعاقتها فترة من الزمان .
3- الثقافة ، وهذه امرها مهم جدا جدا ،إذ ان التفاوت الثقافي الشاسع يجعل صعوبة في فهم الرجل للمرأة او العكس ،ولا أقصد هنا حصول المرأة على شهادات عليا ، وانما المقصد هو الفهم لأسلوب التعامل في هذه الحياة مع الأشخاص الآخرين ،والمرأة التي بالكاد حصلت على الشهادة الإبتدائية مثلا لايصلح لها من كانت ثقافته جامعية ، لأن تباين الأفكار في وجهات النظر بالنسبة لأمور الحياة مختلفا وبالتالي تصبح طريقة حلها مختلفة أيضا من الطرفين إلا ان يتنازل أحد الزوجين في اعطاء الصلا حية للآخر ، كما اننا يجب ان نعلم ان الشهادة العالية للمرأة قد لا تعني الحياة السعيدة لها مستقبلا بل قد تكون سبب شقائها ، أما بالنسبة للرجل فإنه العكس .
4- التفاوت المالي الكبير جدا ومستوى المعيشة ،ف كلما كان متقاربا كان افضل .
5- الإشتراطات المالية ، كأن يكون الإتفاق على الزواج لأمر خفي في النفوس من احد الطرفين أو كلاهما ، ولهذا فإنه يجب أن تستبعد المصالح المادية ، ولأنه قد ثبت أن 50% من حالات الطلاق كان سببها الأمور المالية .
6- إختلاف الإهتمامات و الأولويات ، وهذا امر مهم جدا ، اذ لا يصلح ان يتزوج داعية مثلا من امرأة همها الا سواق وتتبع الموضات والمفاخرة على الأخريات بالغالي من المقتنيات ، والعكس صحيح ولو كانوا أقرباء لبعضهم ، وقد يزج الأب بابنته في احضان زوج قد يراه مناسبا من وجهة نظر معينة قد عفا عليها الزمن ، الا أن عقليتة المتصلبة تأبى الإنصياع لمتغيرات الزمان والتنازل شيئا بسيطا لمصلحة تلك البنت المسكينة بحجة ( انا كلمتي ماتنكسر ) ولم يعلم هذا المسكين ان كل النساء اللا تي خرجن عن طوع واخلاق وعادات مجتمعهن الإسلامية الا من بيوت كانت تحكمها امثال تلك العقول .
7- معرفة الأقران والجلساء للمتقدم ، ومن ذلك يعرف حلقة وسلوكة .
8- الأستقامة على الدين والفهم للأمور الشرعية اللازمة ، دلالة على أن الرجل يهمة امر دينة وهذا امر مهم جدا ، وقد يكون هذا السبب الوحيد الذي له صلاحية كسر حاجز التفاوت في النسب والمال والعرق ، إذ به يطمئن الأب على أنه قد زوج ابنته لرجل صالح يقيها عذاب النار بإذن الله ، كما قال المصطفى صلى الله علي وسلم : من اتاكم من ترضون خلقة ودينه فزوجوه . وهذا امر يطول البحث فيه لعلنا نخصص له فصلا خاصا به إن شاء الله .
9- الا تكون المرأة مجبرة على ذلك الزواج أو العكس ، وهذا يحصل كثيرا في بعض العائلات التي تخاف على أموالها ان تتسرب الى غير الأقارب أو منهم في طبقتهم ، فشقيت بذلك كثير من البنات ولم تجد العطف والحنان عند ذلك الزوج الذي لاهم له في هذه الدنيا الا الحفاظ على اسم عائلته من الدنس (كما يزعمون ) كما ان الملا حظ عند تلك المجتمعات بالذات هو النظرة المادية الطاغية التي اثرت بطريقة مباشرة أو غير مباشرة على نسائهم وبناتهم .
10- طبيعة العمل والمهنة ، إذ يجب عليك أن تسألي نفسك هذا السؤال : هل انا على استعداد لتقبل نو ع وظيفته وظروف متغيراتها والتعايش معها مهما كانت قاسية ؟
11- مدى تحمله للمسؤولية .
12- الجوانب الصحية والعوامل الوراثية ، يجب ان تؤخذ بالإعتبار وخاصة في زماننا هذا الذي كثر فيه الخبث والشر ، وهذا من حقك انت كما انه من حقه هو اذا طلب ذلك ، وهنا يجب علينا الا نخجل من ذلك الأمر لأنه يترتب عليه اسباب الراحة أو المعاناة في المستقبل .
13- الحب ، يجب الا يكون الحب ، هو الفيصل في القبول أو الرفض ، لأن الحب ثمرة تقطف بعد عشرة صحيحة ، وامر الحب امر عظيم ومهم يعتمد عليك أولا ، وهذا موضوع سنخصص له فصلا خاصا به لأهميته .
واعلمي بنيتي أن معظم السعداء في حياتهم الزوجية ، لم يسبق زواجهم قصص حب ، أو علاقات بينهما ، وانما كان زواجهم تقليديا ، ثم ولدت بذرة الحب الهادىء بينهما ثم نمت وازدهرت بالعشرة الطيبة بينهما بعد الزواج .

هذه امور اساسية بنيتي لم ارد الإطالة في الشرح فيها مخافة االسأم ، ولكن على الأب والأم والبنت التي هي انت ان تأخذيها بالإعتبار وخير الكلام الإختصار ، واللبيب من الإشارة يفهم .

والى الحلقة القادمة ان شاء الله تحت عنوان 23 سببا للحياة السعيدة .

السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
بارك الله فيك
شكرا لطرحك لمثل هذا الموضوع
في انتظار البقية
تحياتي