:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ببالغ الأسى .. نقدم تعازينا الحارة من القلب لأختنا الحبيبة أسيرة الغربة ()*
لوفاة والدها يوم الجمعة الماضي .. غفر الله له ورحمه
إنا لله وإنا إليه راجعون
لله ما أخذ ولله وما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى فاصبروا واحتسبوا
عظّم الله أجركم وأحسن عزاءكم وغفر لفقيدكم وأسكنه فسيح جناته
وجبر كسر قلوبكم وقلوب أهله وذويه ومحبيه عليه باسمه الجبار سبحانه
وجمعكم به في فردوسه بعد عمر طويل في طاعته
غاليتي الحبيبة أم مهند
لم تدم الدنيا لأحد .. ولو دامت لدامت لحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم
أحب خلق الله إلى الله .. أحب المخلوقات إليه سبحانه
أحبّ إليه من الكرسي ومن العرش - وهو أعظم المخلوقات -
لكنها سنة الله في خلقه أنهم كلهم عائدون إلى الله
وما الموت إلا مرحلة عبور إلى الأخرة
فكلنا نتمنى الجنة ولكننا لن نصلها إلا إذا عبرنا بهذه المرحلة ولابد
وأجر الصبر عظيم عظيم .. فإن الله يعطي عليه جزاءً بغير حساب
فــ يُحثى لهم الأجر حثياً من فضله ومنته
وكلما عظم البلاء عظم الجزاء فالحمد لله على كل حال
وقد توفي أولاد النبي صلى الله عليه وسلم كلهم في حياته
ماعدا ابنته فاطمة رضي الله عنها
فكان أجر الصبر على فقدهم في ميزان حسناته صلى الله عليه وسلم
وقد توفي صلى الله عليه وسلم ..
ففقدت هي بذلك : الأب والنبي وخير خلق الله وأحبهم إليه
فكان أجر الصبر على فقده في ميزان حسناتها .. فاستحقت بذلك أن تكون سيدة نساء العالمين
هذا هو الصبر يرفع المنازل ويُعلي الدرجات فله الحمد على نعمه حتى في الابتلاءات
وهذا أمر قدّره الله وكتبه عليه قبل أن يخلق الله السموات والأرض بخمسين ألف سنة
وسبحان الله .. لعل وفاته في هذا الوقت خيرٌ له من حيث لا تعلمون
في رمضان وفي يوم جمعة .. فلعلها بشارات خير ودلائل حسن خاتمة بإذن الله
وعجباً لأمر المؤمن ! أمره كله له خير ..
إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له
وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له
وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن .. ليس لكافر ولا منافق
فكل أمر المؤمن خير له .. حتى وفاته في موعد محدد هو خير له
خير له ولمن حوله .. فلو عاش دقيقة بعد موعد لم يكن خير له
ونتذكر في هذا قصة الغلام في سورة الكهف عندما قتله الخضر
فكانت وفاته خير له ولأهله :
فقد دخل الجنة لأنه صغير دون سن البلوغ
وقد كتب الله لهم أجر الصبر على فقده
وقد عوضهم بغلام صالح خير منه
ولو عاش هذا الغلام لكفر ولكفر والديه بكفره
فــ لله الحمد والمنة على تقديره وحكمه
فلا يأتِ من رب الخير إلا الخير
:
وصية لقلبك ولكل محبيه أن ( استعينوا بالصبر والصلاة )
كلما ضاقت بكم الدنيا الجئوا إلى الله صلاة ودعاء وطلباً للصبر
فمن يتصبّر يصبره الله .. فاصبروا واحتسبوا
وكل شيء يبدأ صغيراً ثم يكبر
إلا المصائب تبدأ كبيرة ثم يجبرها الله فتصغر بفضل منه
وعليكم بالصدقة والاستغفار له ما استطعتم
إذ أن الرجل يأتي يوم القيامة بجبال من الحسنات
فيقول : من أين لي هذا ؟ فيقال له : من استغفار ولدك لك
ومن رحمة الله بنا وفضله علينا .. أننا كلما تذكرنا مصيبة ما
وتجددت الآلام في قلوبنا فصبرنا واحتسبنا .. كتب الله لنا بها أجر الصبر من جديد
فالحمد لله على فضله ومنته ..
أسأل الله أن يفسح له في قبره مد بصره ويؤانس وحشته فيه
ويجعله روضة من رياض الجنة ولا يجعله حفرة من حفر النار
وأن يجازيه بالحسنات إحساناً وبالسيئات عفواً وغفراناً
ويجزِهِ خير ما جزى والداً عن ولده
وأسأل أن يغفر له ولموتانا ولجميع موتى المسلمين
ويرحمنا برحمته إذا صرنا إلى ما صاروا إليه
اللهم آآآمين ..*
:
كوني بخير أختي الحبيبة فربكِ ربّ الخير ()*
جبر الله قلبك وربط عليه وثبتك
:
لا تنسوه من دعواتكم الطيبة بارك الله فيكم
عسى أن تناله دعوة مستجابة من أحدكم يرفعه الله بها في عليين *
:
الروابط المفضلة