.
بَعدَ دُخولهِ في غيبوبةٍ البارحةَ عشِيّاً ، إثرَ سقوطهِ من على السرير على وجههِ
فرعف و سالَ الدم من أنفهِ و هرعَ الكلّ هائما على حظّهِ لا يدري أيؤخرّ أو يقدّمُ
جاءني هاتفٌ من أختي أن لا تجزعْ ، و ائتنا حالا لتوصلَ والدنا إلى المُستشفى
فإنهُ فقدَ وعيهُ و قُبضَ إدراكُهُ ، فما ندرى أيرجعُ إلينا بصرهُ أم تُطوى صحائفهُ
و بالفعلِ ، أدْرَكتُ الساعةَ الفارقةَ لألعبَ دورَ سائقِ الإسعافِ .. سائقٌ من نوعِ خاص
سائقُ ذويهِ .. بل سائقُ أبيهِ !!
بعدَ كَرّ و فرٍّ في المُستشفياتِ و أخذٍ و ردٍّ معَ الأطبّاءِ و الطّبيبات ، أدركتُ أنّني
على وشكِ حَلِّ المُعادلة ، أو رُبّما على طرفٍ من أن تُحَلّ لي
كُلّ شيءٍ أبيضُ ، حتى الأحذية .. ما هذا ؟ أينَ نَحنُ ؟ قيلَ لي : إنّكَ في المُستعجلاتِ !
و إنّكَ لفي ابتلاءٍ عظيمٍ ، أطرقتُ هُنيهةً ثمّ رفعتُ ، فإذا بكائنٍ من الكائناتِ الهُلاميّةِ هناكَ
يَدْعونَهُ بدُكتور .. فقَلّدتُ بدوري مُتمتماً : يا دكتور ، ما الذي حلّ بأبي ؟!
جلطةُ دماغية ، أدّتْ إلى انسدادِ أحد العروق ، فاصبرْ إنّ الله مع الصابرين
كانَ جوابُهُ هذا بمثابةِ مِلاءةِ ثلجٍ سُربلتُ بها ، لألتفتَ صوبَ حبيبي .. والدي
و الدّمعُ يُذرفُ لِماماً دونَ أيةِ مُقاومةٍ
" الحمدُ لله " ، " الحمدُ لله على كُلّ حالٍ"
,
الروابط المفضلة