..
..
دائم الشكوى
نشتكي من هماً حرمنا النوم ، نشتكي من داءً نتألم بسببه نعلم أسبابه أحيانا وغالباً نجهل الأسباب فنحتار في أختيار الدواء ، نشتكي من قسوة البشر ، نشتكي من سوء الحظ وقلة التوفيق ، نشتكي من المشاكل المستمرة، نشتكي ونشتكي ونشتكي ونعاني من الحياة .
ألم نسأل أنفسنا يوماً ...
لماذا أيامنا كالجثة الهامدة ؟ ...
لماذا نشعر بالضيق رغم محاولاتنا للترفيه عن أنفسنا ؟ ...
لماذا المصائب تحل علينا متواليه ؟ ...
لماذا الملل والكئابة ملازمة لنا ؟
لماذا ؟ ولماذا؟ ....
أسئلة كثيره كلها تعود إلى سبباً واحد وهو (الذنوب والمعاصي) ..
كم أنت ضعيفاً أيها الأنسان ...
دائم الشكوى ...
دائم المعاناة ...
دائم الألم ...
لا تقل ما يحدث لي هو قضاء وقدر ...
الأصل أن الإنسان يأخذ بالأسباب المعينة مع لجوئه لله ودعائه إياه أن يقدر له الخير حيث كان ثم يرضيه به، وهكذا تسير عجلة الحياة؛ فبعض الناس يفهمون قدر الله عز وجل خطأ؛ فمنهم من يقول: ما دام الأمر قد حسم في الأزل، وما دام الله تعالى قد قدر لي ما يريد فلا داعي إذن لأن أتعب نفسي وأعمل وأنتظر قدري حتى يأتي.
هذا انحراف وخطأ فادح، فالأصل أن الإسلام يدفع أهله للعمل والأخذ بالأسباب مع حسن الاستعانة والتوكل على الله تعالى
قال الرسول: صلى الله عليه وسلم-: "من أحب أن يبسط له في رزقه، وأن يُنسأ (أي يمد) له في أجله؛ فليصل رحمه"؛ ففي هذا الحديث يقرر - صلى الله عليه وسلم- أن صلة الرحم سبب في بسط الرزق وإطالة الأجل بعد أن كان مقدرا أزلا.
ما يحدث لنا من ألآم نفسية وجسمية ومشاكل وهموم هو سبب ذنوبنا ومعاصينا ...
فأثر الذنوب على القلب كأثر السم على الجسد، وما نزل بلاء إلا بذنب وما رفع إلا بتوبة، كما أن شؤم المعصية يتعدى صاحبها إلى ما حوله من مخلوقات.
للذنوب والمعاصي اثار سيئه على الفرد والمجتمع.
1-على الفرد
تظهر اثارها على الفرد ظلمة القلب وعدم انشراحه وابتلاه بالمصائب والمشاكل وقلة التوفيق.
وقد يرى على بعض العصاة اثار النعمه والسرور وانما هذا استدراج من الله تعالى لهم حتى اذا اخذهم لم يفلتهم.
قال تعالى(واملى لهم ان كيدي متين)
وقال تعالى(ولا يحسبن الذين كفروا انما نملى لهم خير لانفسهم انما نملى لهم ليزدادوا اثما ولهم عذاب مهين)
وقال صلى الله عليه وسلم(ان الله ليملي للظالم حتى اذا اخذه لم يفلته(
2-على المجتمع
وتظهر اثارها على المجتمع بكثرة الامراض والاوبئه واختلال الامن وظهور الخوف وفقد الطمانينه وقلة الامطار او كثرتها كثره مؤذيه وظهور الزلازل والبراكين والحروب المدمره.
ولا يغتر المسلم بظهور النعم عند الكفار فان ذلك من استدراج الله لهم.
ولان الله عجل لهم طيباتهم في حياتهم الدنيا كما ثبت ذلك عن الرسول.
ومن آثارها الجسيمة :
1- حرمان العلم الشرعي.
2- حرمان الرزق.
3- تعسير أموره عليه.
4- إن المعاصي تزرع أمثالها.
5- إنها سبب لهوان العبد على ربه.
6- أن المعصية تورث الذل.
7- أن الذنوب تدخل العبد تحت لعنة رسول الله .
8- حرمان دعوة رسول الله ودعوة الملائكة.
9- إن من آثار الذنوب ما يحل بالأرض من الخسف والزلازل.
10- الخوف والجزع .
11- أنها تسلب صاحبها أسماء المدح والشرف.
12- أن من آثار الذنوب أنها قد تكون حاجباً للعاصي عن حسن الخاتمة.
13- أنها تزيل النعم الحاضرة.
14- المعيشة الضنك في الدنيا وفي البرزخ والعذاب في الآخرة.
هذه بعض آثار الذنوب والمعاصي في الدنيا، ولو لم يكن منها إلا واحداً فقط لكفى بالمرء عقلاً وديناً أن يبتعد عنها! وما أكثر اليوم من يعرف الأحكام وينسى الآثار، ولهذا يجب أن نذكّر بهذه الآثار بين الحين والآخر، ولتكون حجاباً وحاجزاً عن الوقوع في المعصية.
اللهم جنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن برحمتك يا أرحم الراحمين.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
الروابط المفضلة