::
يأتي علي يوم..
أشعر فيه بنشاط غير معهود..
وكأني سأنفذ كل خططي ومشاريعي فيه ..
أجمع كل الكتب التي اشتريتها مؤخراً ولم أكن متفرغة لقراءتها
_لانشغالي في اللا شغل_
أنبش في أكوام الأشرطة الصوتية..
أجهز قلمي وأوراقي..
وبالفعل أجدني فعلت شيئاً كثيراً مقارنة بأيام مضت..
قرأت كثيراً..وكتبت أكثر..
أشعر بالاستمتاع أشد من أي وقت مضى..
أفكر ماذا لو أني كل يوم بهذا النشاط..
ثم ما ألبث أن أعاهد نفسي بأن أفعل في الغد كذلك..وأستمر على هذا..
::
في الغد..
ينتابني كسل عجيب..
وكأني استكثرت فعل الأمس..
أفكر..
لا بد أن أنظم لي جدولاً..العمل العشوائي مجهد..
الآن سأنظم الجدول..
تمر ساعة ..وأخرى..وثالثة..
ينتهي اليوم..
لاشيء..!
ماذا لو أني فعلت كذا..وكذا..
ضاع يومي..!
::
*ذلك وصف ملخص لحالنا مع الأيام*
كثيراً ما نعجز..أن نرتقي كل يوم درجة عن اليوم السابق..
بل و ربما لا نكتفي بالبقاء في درجة ثابتة..ونؤثر النزول..يوماً بعد الآخر..
حتى تمر الأيام..وتنقضي زهرة العمر..دون إنجاز يذكر..
ماذا لو نظمنا ساعاتنا
ومنحنا لمخططاتنا..جزءاً من وقتنا..وتفكيرنا..؟
أحقاً..نحن نطلب الراحة بخمولنا ولهونا؟!
أم أن تسارع الأيام وانقضائها..يأتي بالحسرات..والندم..؟
::
لا يكن حظنا من الدنيا الأماني..ولا ننشد منها راحة
ولنتطلع إلى سير السابقين..
كيف كانت أيامهم..
::
"كان ابن مسعود رضي الله عنه يقول : إني لأكره أن أرى الرجل فارغا ، لا في عمل الدنيا ، ولا في عمل الآخرة .
أوصى ابن الجوزي ابنه فقال : واعلم يا بني أن الأيام تبسط ساعات ، والساعات تبسط أنفاساً ، وكل نَفَسٍ خِزانة ، فاحذر أن يذهب نَفَسٌ بغير شيء ، فتَرى في القيامةِ خزانةً فارغة فتندم .
::
قال إبراهيمُ الحربي عن أحمد بن حنبل : لقد صحبتُه عشرين سنة ، صيفاً وشتاء ، حرًّا وبرداً ، ليلاً ونهاراً ، فما لقيته في يوم إلا وهو زائد عليه بالأمس .
قال أنسُ بن عياض : رأيت صفوان بن سُلَيْم ، ولو قيل له : غداً القيامة . ما كان عنده مزيد على ما هو عليه من العبادة .
::
الروابط المفضلة