جريمة بشعة تُضاف إلى جرائم الاحتلال الصهيوني الذي لا يرحم شيء على الأرض في المناطق الفلسطينية.. وكعادته يقتل ويفتك كل شيء يتحرك على وجه الأرض..
فجرائم الاحتلال كثيرة جداً.. قد لا تُعد ولا تُحصى..
إلاأن جريمة قتل الأطفال الأربعة (الأشقاء) تبقى الأبشع والأشنع على مدار تاريخ انتفاضة الأقصى المباركة..
أبطال هذه القصة أربعة أشقاء لم تتجاوز أعمارهم السابعة عشر وهم من عائلة (غبن) سكان مدينة بيت لاهيا شمال قطاع غزة..
(هاني،ومحمود، وبسام ومحمد) أطفال في عمر الزهور اغتالتهم آلة الغدر الصهيوني بدم بارد دون ذنب اقترفوه سوى أنهم كانوا يلعبون كما الأطفال في العالم!! تناثرت أشلاءهم علىطول شارع منزلهم في مشهدٍ يكاد لا يُوصف...
فمع شروق عام جديد على البشرية، أطلقت إحدى الدبابات الإسرائيلية المتمركزة في إحدى المستعمرات الصهيونية قذيفة دبابة باتجاه مجموعةمن الأطفال كانوا يلعبون أمام منزلهم مما أدى إلى استشهاد (سبعة) أطفال من عائلةغبن، ومنهم أربعة أشقاء,, حيث تناثرت أشلاءهم في كل مكان
بقلب يكاد ينفطر ألماً وينعصر حزناً على فقدانها أولادها الأربعة تحدثت (أم غسان) والدة الشهداء وقالت:
"كنت أتمنى أن أراهم كبار وأفرح بهم"وحول سماع نبأاستشهاد أبناءها وحالتها تحدثت (الخنساء) "أم غسان" التي أبت دموعها أن تضعف إيمانها بالله تعالى: "كنت متوجهة أنا وزوجي وابني الأكبر لدفن أحدأقرباءنا.. توفى وفاة طبيعية .. فاتصلوا بنا الجيران على الجوال "الهاتف النقال" وأخبرونا أن أولادنا أصيبوا بنيران مدفعية إسرائيلية.. توجهنا على الفور إلىالمنزل.. وإذا الآلاف المؤلفة من الناس كانوا متجمعين. في البداية أخبروني أن حفيدي "بلال" هو الذي استشهد، وبعدها بدقائق ابني "بسام"، فقلت: يجب أن نرضى بقسمة الله ونصبر، وبعدها أخبرني زوجي أن ابني "هاني" قد استشهد أيضاً ولم يتبق سوى جزءهالعلوي فقط، فبكيت أنا وأخواته وإخوته، وإذا بهم يقولون لي ابني الأصغر "محمود" قدجمعوا لحمه بقطعة قماش.. حيث ظن الجميع في البداية أن أشلاءه جزء من أشلاء الثلاثةالآخرين.. وبعدها تبين من قطعة صغيرة من ملابسه أنه محمود "ابني البالغ 11 عاماًفقط.. وهكذا لم أرى سوى حفيدي وابني الأول بسام أما عن نجلها الرابع المصاب،فقالت أم غسان: أخبروني أن ابني محمد مصاب.. فقلت ربنا يعوضنا خير فيه.. ولم يجعلوني أراه ليومين.. وبعد إصراري الشديد على رؤيته.. رأيته في اليوم الثالث.. ماذا تتوقعوا من أم ترى ابنها فقد عينه اليسرى ورجليه ويداه والباقي من وجهه مشوهاً،والمصيبة الكبرى لم أعرف أن ابني مشلولاً سوى في اليوم الرابع عندما زرته.. فهوبنفسه، أخبرني عن طريق تحريكه لرأسه وعينيه أن أكشف وأرى ما أصابه.. فقد كان فيزيارتي الأولى ملفوفاً بالقماش لكي استوعب الأمر.. وإذ به يحرك رأسهيميناً ويساراً فسألته: هل تريد أن أكشف عنك الحرام، الجو بارد يا ابني، فعندماألحّ علىّ برأسه وعينيه كشفت على رجله اليمنى.. فلم أجد شيئاً، فقلت: العوض علىالله، وألحّ علىَّ مرة ثانية كي أرى رجله اليسرى.. فلم أجد شيئاً.. فأمسكت بيده وبكيت وتقبلت الأمر بإيمان قوى بالله سبحانه وتعالى". تم نقله بعد 8 أيام من المناشدات والاحتجاجات إلى "مستشفى سوروكا" داخل الخط الأخضر "ووصفالأطباء حالته بالحرجة واليائسة، ونجاح العملية كانت بنسبة 1%إذ كان هناك شظايا فيالمخ مما سبب له شللاً رباعياً، وطلب الأطباء من أهله التوقيع على إجراء العملية.. وتم التوقيع على العملية، وبعد 38 دقيقة من إجراء العملية أخبرت المستشفى أهل المُصاب أن العملية نجحت.. إلا أنه أصيب بعد العملية مباشرة بالشلل الوبائي "الغرغرينا" واستشهد ليلحق شهيداً بركب أشقائه الثلاثة.
وتقول (أم غسان): أنا لدىّ من الأولاد ثمانية، وخمسة بنات (ربنا أخذ أربعة منهموبقى لي أربعة) حسبي الله ونعم الوكيل..
ووجهت أم غسان رسالة إلى الأمهات الإسرائيليات قائلة: "نحن أمهات، تحملن وتنجبن.. ما شعوركن حينما ترون زهرة شبابكن وأملكن في هذا المشهد.. ولكن الشيء الوحيد الذي نختلف عنكن فيه: أننا مؤمنات بقدر الله.. حبنا لأبنائنا هو سببصبرنا وقوتنا" وقالت أم غسان: "والله لو ابن شارون في "حضني" فلن أقتله .. لأنني أم فلسطينية تعني معنى الأمومة وقضاء الله وقدره، "فحسبي الله ونعم الوكيل".
(الأشقاء الأربعة هاني، ومحمود، وبسام ومحمد، وابن أخيهم بلال، وأولاد عمهم يحيىوجبر)الشهداء السبعة من عائلة "غبن".. لا تزال دمائهم الطاهرة شاهد على جرائمالاحتلال الصهيوني المتغطرس الذي لم يرحم شيخاً أو طفلاً شاباً أو امرأة حجراً أوشجراً..
الروابط المفضلة