الواعظ الصامت
أختي الفاضلة أين أنتي من هذا الواعظ الذي يأتي فجاءه و يخطف اعز الناس لديكي دون إن تعلمين متى سوف يأتيك و أنت في غفلة عنه؟ فماذا اعددتي له ؟ وكيف سوف تواجهي هذا الموقف ؟
هل تذكرين ساعة التي سيأتيك فيها ملك هذا الواعظ ومعه ملائكة الرحمة أو ملائكة العذاب فيقف عند راسك ثم يبدأ في نزع روحك من جسدك فتعاني سكرات الموت أحوالها فيبدأ الرأس يرتعد و الإطراف تبرد و العين تشحض
واللسان يغرغر فان كنت مؤمنه صالحه فيقال لها أخرجي أيها الروح المطمئنة إلى روح وريحان و رب غير غضبان فيسيل روحك كما تسيل القطرة من فم السقاء .
وان كانت من المغضوب عليهم فيقال لها : اخرجي أيتها النفس الخبيثة اخرجي إلى حميم و غساق فينزع الروح كما
تنزع الشوكة من الصوف المبلول .
فماذا ستعملين أيتها الأخت المسكينة أمام ما سيوجهك من الأهوال ومن ذا سينفعك وقتها و الله لن ينفعك وقتها مال و لا بنون لن ينفعك إلا القلب السليم وركعة ركعتها في جوف الليل أو آية قراءتيها من كتاب الله ترجين ثوابه وتخافين عقابه أو صدقه وضعتها في يد يتيم أو دمعه نزلت من عينك خوفا من الله عز وجل .
فلا تسهيني بهذا الواعظ فلقد خطف أخوك أو أبوك أو أمك أو ابنك أو جدك أو أقربائك أو أصدقائك فالموت اكبر واعظ في هذه الحياة.
ولا احد يستطيع إن يدفعه وتأملي قول الله عز وجل في هذه الآيات الكريمات من سورة ق.
((ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن اقرب إليه من حبل الوريد * إذ يتلقى المتلقيان عن اليمين و عن الشمال قعيد * ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد * وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد * ونفخ في الصور ذلك يوم الوعيد ))
الروابط المفضلة