بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ذكر ان شابا فيه تقى وفيه غفلة, طلب العلم عند احد المشايخ ,حتى اذا اصاب معه حظا قال الشيخ له ولرفقائه ::لاتكونوا عاله على الناس فان العالم الذى يمد يده الى ابناء الدنيا لايكون فيه خير, فليذهب كل واحد منكم وليشتغل بالصنعة التى كان ابوه يشتغل بها, وليتق الله فيها ,فذهب الشاب الى امه فقال لها::ماهى الصنعة التى كان والدى يشتغل بها؟ فضطربت المراة وقالت::ابوك قد ذهب الى رحمة الله فما بالك وللصنعة التى كان يشتغل بها؟فالح عليها,وهى تتملص منه حتى اضطر ها الى الكلام.اخبرته وهى كارهة انه كان((لصا)).
فقال لها ان الشيخ امرنا ان يشتغل كل بصنعة والده ويتقى الله فيها... قالت الام ويحك فى السرقة تقوى؟ وكان الولد فيه غفلة وحمق, فقال لها هكذا قال الشيخ. وذهب وسال وتسقط الاخبار حتى عرف كيف يسرق اللصوص,فاعد عدة السرقة وصلى العشاء وانتظر حتى نام الناس, وخرج ليشتغل بصنعة ابيه كما قال الشيخ ,فبدا بدار جاره وهم ان يدخل ثم ذكر ان الشيخ اوصاه بالتقوى وليس من التقى ايذاء الجار , فتخطى هذه الدار ومر باخرى فقال لنفسه: هذه دار ايتام, والله حذر من اكل مال اليتيم, ومازال يمشى حتى وصل الى دار تاجر غنى ليس فيه حرس ويعلم الناس ان لديه اموال تزيد عن حاجته
فقال::هاهنا وعالج الباب بالمفاتيح التى اعدها ففتح ودخل فوجد دارا واسعة وغرفا كثيرة, فجال فيها حتى اهتدى الى مكان المال, ففتح الصندوق فوجد من الذهب والفضة.
فهم باخذه ثم قال: لا لقد امرنا الشيخ بالتقوى ,ولعل هذا التاجر لم يؤد زكاة امواله , لنخرج الزكاة اولا..
واخذ الدفاتر واشعل فانوسا صغيرا جاء به معه, وراح يراجع الدفاتر ويحسب, وكان ماهرا فى الحساب, خبيرا بامساك الدفاتر, فاحصى الاموال وحسب زكاتها. فنحى مقدار الزكاة جانبا, واسغرق فى الحساب حتى مضت ساعات فنظر فاذا هو الفجر فقال تقوى الله تقضى بالصلاة اولا.
فخرج الى صحن الدار فتوضا من البركة واقام الصلاة فسمع رب البيت وراى فنظر عجبا فانوسا مضيئا.. وراى صندوق امواله مفتوحا, ورجلا يقيم الصلاة, فقالت له امراته:ماهذا؟؟
قال:والله لاادرى, ونزل اليه فقال: ويلك من انت وماهذا؟ قال اللص: الصلاة اولا ثم الكلام.. وهيا توضا وصلى بنا فان الامامة لصاحب الدار, فخاف صاحب الدار ان يكون معه سلاح, ففعل ما امره والله اعلم كيف صلى ..
فلما قضيت الصلاة قال له اخبرنى من انت وما شانك؟
قال :لص قال: وما تصنع بدفاترى؟
قال: احسب الزكاة التى لم تخرجها من ست سنين,وقد حسبتها وفرزتها لتضعها فى مصارفها, فكاد الرجل يجن من العجب فقال له: ويلك ماخبرك هل انت مجنون؟.
فخبره خبره كله, فلما سمعه التاجر وراى ضبط حسابه, وصدق كلامه, وفائدة زكاة امواله. ذهب الى زوجته فكلمها وكان له بنت ,ثم رجع اليه فقال له: مارايك لو زوجتك ابنتى وجعلتك كاتبا وحاسبا عندى؟
واسكنتك انت وامك فى دارى؟ثم جعلتك شريكى؟
قال: اقبل... واصبح الصباح, فدعا الماذون بالشهود وعقد العقد.
ارجوا ان لاتكون مكرره
الروابط المفضلة